منذ بدء الخلقية والصراع قائم بين الخير والشر ونحن في هذه البلاد المباركة - نصرها الله - في صراع مع الشر وعلى عدة جبهات وإحدى هذه الجبهات هي حربنا على المخدرات، فقد بادرت دولتنا - وفقها الله - في حربها هذه إلى انتهاج واستخدام العديد من المسالك والوسائل لبناء حصون ودفاعات لحماية أبنائها بالتوعية والتحصين أو بالردع للحيلولة دون هذه الآفة المدمرة التي قد تقضي على عماد مستقبلها وتمنع عطاءهم، وسنّت الدولة في ذلك الأنظمة والإجراءات والعقوبات للقضاء على هذه الظاهرة لتتكامل هذه السياسات مع إيمانيات قد لا تتوفر عند كثير من الشعوب ألا وهي التوجيهات والمقاصد الشرعية قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (70) سورة الإسراء، وقال تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (195) سورة البقرة.
وقال تعالى:{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (110) سورة آل عمران.
كما أن لنا في الشواهد الحية من ضحايا المخدرات خير معين لمعرفة مخاطرها وقوة فتكها بالعقول وتدميرها للبشر.
وامتداد لهذه السياسات فقد تم الإعداد لفعالية توعوية بأضرار المخدرات ومكافحتها والتي بادرت للمشاركة فيها (سعيا لإنجاحها) العديد من الجهات الحكومية والأهلية والأفراد وتطوع للخدمة فيها عدد من الأخوة المتحمسين.
وأقول بعد أن بدأت مناشط تلك الفعالية: إن الجميع قدم ما يمليه عليه دوره الاجتماعي فتضافرت الجهود بهذا العمل القيم المبارك لغاية وهدف واحد نبيل ألا وهو زرع خط دفاعي قوي لدى أبنائنا وصولا لحمايتهم من هذا الداء الخبيث ليكونوا عناصر فاعلة تؤدي دورها في البناء للارتقاء بالوطن ومواصلة نموه، وإني أبدي فرحي وغبطتي لما رأيته من تفاعل وحماس وحرص من جميع المشاركين لإنجاح هذه الفعالية لتحقيق أهدافها آملين من الله التوفيق والسداد ولا أنسى في هذه المناسبة الإشادة بصحيفة «الجزيرة» التي تعتبر بحق صحيفة المواطن بدورها الريادي في تغطية مثل هذه الفعاليات استمراراً لدورها الاجتماعي الفاعل، نفع الله بتلك الجهود ووفقنا لما فيه الخير والصلاح إنه سميع مجيب.