Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/05/2008 G Issue 13015
السبت 12 جمادى الأول 1429   العدد  13015
مجداف
ملك الخير في (منطقة الخير)
فضل سعد البوعينين *

أطلقت في مناسبة سابقة على أول بئر تفجَّرت في المنطقة الشرقية اسم (بئر الخير)، واليوم أقول إن المنطقة الشرقية كلها تستحق أن تُسمى منطقة الخير).. بهذه الكلمات الأبوية الصادقة خاطب الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهالي المنطقة الشرقية منتصف العام 2006.. اليوم تعيش المنطقة الشرقية أجواء احتفائية خاصة ترقُّباً لزيارته الملكية الكريمة.

أجواء احتفالية ودبلوماسية تتمازج فيها شؤون السياسة والاقتصاد بالمجتمع.. اجتماع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي التشاوري، وزيارات دبلوماسية، إضافة إلى احتفال شركة أرامكو بمرور 75 عاماً على تأسيسها.

أعتقد أن الملك عبدالله أراد أن يستنسخ إستراتيجيته الخاصة ب (التنمية المناطقية) على المستوى الدبلوماسي بحيث تكون مناطق المملكة دون استثناء مرشحة لاستقبال الزعماء وعقد اجتماعات القمة وهو أسلوب إداري فريد تتجاوز معانيه عقد الاجتماع إلى ربط أطراف المجتمع وتوثيق أواصره وتعميق معنى الانتماء والمشاركة الفاعلة.

احتفال أرامكو الماسي سيكون أكثر إشراقاً وحضوراً بزيارة الملك عبدالله، وتتويجاً بكلماته الأبوية الصادقة.

خمسة وسبعون عاماً أنعم الله فيها على هذه البلاد بخيرات الأرض، وأعانها على استغلالها من أجل خدمة الوطن والمواطنين والإسلام والمسلمين.. سنوات طوال من العطاء للرواد الأوائل الذين بذلوا المستحيل من أجل استخراج ثروات الأرض واستثمارها لمصلحة البشرية.. لا نختلف على ريادتهم، لكن بدايات النفط كانت ملأى بالرواد الحقيقيين.

أول هؤلاء الرواد الذين سطَّروا التاريخ هو الملك المؤسس، -رحمه الله-، الذي وازن بين مراكز القوى العالمية، ودمج بين السياسة والاقتصاد، ووقَّع الاتفاقيات وفق رؤية ثاقبة ساعدت في توطيد قوة الدولة وزيادة مواردها.. ومن الرواد أيضاً أبناء المؤسس -رحمهم الله- الذين احترموا العقود والمواثيق، رغم إجحافها، مجنبين البلاد شرور التأميم المثير لنقمة الغرب.

ومن الرواد أيضاً العمالة السعودية الكادحة التي أفنت حياتها في الصحاري القاحلة، وفوق أمواج الخليج المتلاطمة.. وكان لها الفضل - بعد الله- في إنجاز معظم عمليات الحفر والتشغيل القاسية.

أما حاضنة الريادة فهي (منطقة الخير) التي احتضنت الآبار، الرواد، عمليات التنقيب، الإنتاج، والتصدير.

شركاء النجاح الذين ربما تجاوزتهم ذاكرة التكريم يحتاجون إلى عوائد حقيقية تتجاوز مراسيم الاحتفال؛ (منطقة الخير) تنتظر أن تُفَعِّل أرامكو دورها في خدمة المجتمع، وأن تسهم في تنميتها.

احتفال أرامكو التاريخي ربما يكون فرصة لإعلانها مشروعات خدمة المجتمع وعلى رأسها (جامعة أرامكو)، المعاهد التقنية، المدن النموذجية، الحدائق العالمية، والمستشفيات التخصصية المفتوحة لعموم المواطنين.. قد تنسى الذاكرة الكثير من الاحتفالات، ويبقى البناء شاهداً على حجم العطاء.

*****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 7741 ثم أرسلها إلى الكود 82244



f.albuainain@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد