Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/05/2008 G Issue 13015
السبت 12 جمادى الأول 1429   العدد  13015
حدت من ظاهرة النسب المتوالية
اقتصاديون: سلاح الإدراجات الجديدة يفتك بشركات المضاربة القديمة

«الجزيرة» - عبدالرحمن السهلي

تكاد تختفي من سوقنا المالية ظاهرة اغلاق بعض الشركات المدرجة فيه على النسبة القصوى لعدة أيام متوالية، وباستثناء الوضع الحاصل في سهم شركة أنعام الدولية القابضة والذي يبدو غير مستقر (بعد ايقافها عن التداول لمدة عام) لم نشاهد أي شركة منذ بداية هذا العام تغلق على النسبة القصوى كما كان الحال في السابق. وكانت آخر الاستفسارات التي وجهتها هيئة السوق المالية حول ظاهرة النسب المتوالية لبعض شركات قطاع التأمين التي تم إدراجها خلال الربع الثالث من عام 2007م.

وفي تصريح ل(الجزيرة) قال د. عبدالله باعشن الرئيس التنفيذي لشركة تيم ون للاستشارات ان إدراج مجموعة كبيرة من الشركات وبشكل متواصل من قبل هيئة السوق المالية ساهم وبشكل كبير في التخفيف من ظاهرة النسب المتوالية والتي كانت نتيجة طبيعية لاختلال قانون العرض والطلب فهناك أموال كثيرة تطارد أسهماً قليلة، أما الآن فكمية الأسهم المطروحة في السوق أصبحت أكثر نتيجة التوسع في عملية الادراج وخصوصا للشركات العملاقة ذات رأس المال الكبير.

وأضاف د. باعشن ان التوسع في الإدراج سبب ضمن مجموعة من الأسباب أدت في مجملها لتقلص ظاهرة النسب المتوالية منوها بتطور دور هيئة السوق المالية الرقابي وتحديث أنظمة التداول الإلكترونية التي أتاحت المزيد من الإمكانات الرقابية على عمليات التداول وكشف أي تلاعب ممكن أن يحدث.

وأكد د. باعشن على أن وعي المستثمرين قد تحسن عن الفترات السابقة وأصبح صغار المستثمرين أقل اندفاعا وعمليات المضاربة المكشوفة والتي تسوق لمحافظ معينة ولأهداف سعرية محددة، كما أن أسعار الشركات المدرجة في السوق لم يعد بينها تفاوت كبير كما كان في السابق فنجد أن الأسعار شبه متقاربة فالفرق اليوم بين سعر أعلى شركة وأدنى شركة يصل إلى ثلاثة أضعاف بينما كان التفاوت السعري بين أسعار الشركات يصل إلى عشرين ضعفاً بداية عام 2006م مما سمح للأسعار أن تزحف للأمام.

من جهته وصف محمد السليمان - متداول في سوق الأسهم- ظاهرة النسب المتوالية بأنها (حلم ليل) على حد تعبيره، وقال السليمان ان تكرار هذه الظاهرة في المدى المنظور يعد أمرا صعبا جدا بسبب التوسع في طرح شركات جديدة، وهذه الشركات ذات ربحية جيدة وسمعة حسنة وتعمل في قطاعات ذات جاذبية عالية عكس شركات المضاربة القديمة التي تحقق الخسائر، وتتمتع بسمعة سيئة نتيجة سيطرة المضاربين عليها بالإضافة إلى أنها تعمل في قطاعات غير مربحة.

وأضاف السليمان أن السوق اليوم مختلف جداً عن الوضع الذي كان عليه في عام 2006م وأن ظاهرة النسب المتوالية ارتبطت بفترة معينة وبشركات معينة يملك أسهمها مضاربون معروفون ولكن اغرق الهيئة للسوق بأسهم الشركات الجديدة جعل هؤلاء المضاربين يغرقون في شركاتهم الخاسرة.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد