Al Jazirah NewsPaper Saturday  17/05/2008 G Issue 13015
السبت 12 جمادى الأول 1429   العدد  13015
أضواء
أهلاً بوش
جاسر عبدالعزيز الجاسر

السيد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس جورج بوش، أهلاً بك في عاصمة السلام، أهلاً بك ضيفاً على خادم الحرمين الشريفين صاحب أكمل وأفضل مبادرة لصنع السلام في المنطقة.

السيد الرئيس:

نحن العرب نتميز عن غيرنا ببلاغتنا في الكلام.. صحيح أننا نجيد الكلام إلا أننا نجيد أشياء أخرى منها الإصغاء.. ومنها الصبر.. ومنها الوفاء.

والآن لنحصر حديثنا بميزتنا الأولى، (البلاغة).. والبلاغة تعني الإيجاز وإيصال المعنى مختصراً، ولذا نقول (صديقك من صَدَقَكَ) ولذا فيا سيادة الرئيس نَصْدُقُكَ القول بأننا لم نر في زياراتك السابقة فائدة لما نطمع ونطمح إليه نحن أبناء المنطقة.

السيد الرئيس:

ماذا يريد أبناء المنطقة.. لا شيء..!!

لا نزايد ولا نطمح إلى أكثر مما يريده غيرنا من البشر.

استقرار.. وتنمية مستديمة وإصلاح الشأن الداخلي وحياة مثل البشر في ظل أمن وهدوء واستقرار بعيداً عن الحروب والكراهية..!!

هذا ما يريده العرب، والذي يعرقل كل هذا ومنذ أكثر من 60 عاماً.. 60 عاماً حضرت من بلادك لتحتفل بها مع الذين حولوا حياتنا وقبل ذلك حياة آبائنا وبعد ذلك حياة أبنائنا إلى جحيم..!!

السيد الرئيس:

من احتفلت معهم بذكرى 60 عاماً على ما يقولون بأنه استقلال.. نحن نتذكره.. 60 عاماً على تشريد شعب.. واغتصاب أرض.. وتخريب أمن واستقرار منطقة.. تعرقلت فيها التنمية.. وتهدد فيها السلام.. انشغلت بالحروب فتدهورت الأوضاع وحلت الكراهية بدلاً من الحب والسلام..!!

السيد الرئيس:

بعد أشهر قليلة ستودع السلطة ولا يتذكرك أحد، سوى بلقب (الرئيس السابق) مسبوقاً باسمك.

السيد الرئيس:

هل تريد أن يتذكرك أهل المنطقة بالخير.. مثلما يتذكرون أباك الذي كان شريكاً فعالاً في تحرير دولة الكويت..؟!!

بوش الأب كان شريكاً للملك فهد، والشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله في تحقيق ملحمة كبرى على ضفاف الخليج بإنجاز تحرير الكويت.

السيد الرئيس:

اجعل الناس يتذكرونك بالعمل على تحقيق وإنجاز الوعد الذي قطعته على نفسك بإقامة الدولة الفلسطينية.. وكن شريكاً فاعلاً للسلام مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك والرئيس محمود عباس.

وكن صديقاً صادقاً مع أولمرت.. ولكن على طريقة البلاغة العربية (صديقك من صَدَقَكَ).. قل للصديق الإسرائيلي بأن لا حياة لدولة إسرائيل إلا بإقامة دولة حقيقية للفلسطينيين.. دولة لها نفس الحقوق التي منحتها القوة للإسرائيليين.

قل لهم أن الحق أقوى من القوة. كن صادقاً مع أصدقائك فيتذكرونك حينما تغادر السلطة.. مثلما يتذكرون والدك.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد