هو مؤيد الدين الأسدي (593 - 656هـ)، وكان حازماً، خبيراً بسياسة المُلْك، كاتباً، فصيحاً، في خزانته عشرةُ آلاف مجلد، استوزره (المستعصم) أربعة عشر عاماً، وفي (بحار الأنوار) أنه (الوزير السعيد العالم)، وسعى الباحث العراقي الدكتور (رشيد الخيُّون) لنفي دوره في سقوط بغداد.
** المتواتر لا ينفيه الآحاد، وليس المقام بحثياً، لكنه - وفق معظم المراجع التاريخية- سرّح الجيش فصار عشرة آلاف بعدما كان مئة ألف، وكاتب التتار، ويسّر لهم اجتياح بغداد، ونهى العامة عن قتالهم، ونصب مع شريكه (نصير الدين الطوسي) فخاً للخليفة حتى قتل؛ فاستوزره هولاكو، ومات بعد أشهر، فخلفه ابنه عز الدين.
** ليكن كلَّ هذا أو بعضه؛ فليس مهماً تبرئته أو إدانتُه، غير أن الأهم تكرار هذا النموذج عبر التاريخ، والمفارقة: فصاحتُه وثقافتُه وحزمه وخبرته، ما يشير إلى أمثاله من أحفاده، وما يخدعُ من يقرأ الشكل ويكتفي بالعناوين.
** الكسرويُّون يسعون لإعادة بناء الإيوان، و(أبو لؤلؤة) لم يكمل دوره بعد؛ وقد استبيحت بغداد وبيروت تحت رايات ترفع اسم الله الأعلى، فهل ثم هامش للتحليل والتعليل؟ بالتأكيد لا؛ فالصوتُ لا يُسمع، والبغي لا يُقمع، والطائفية -وحدها- تنتصر وتنتشر.
* التاريخ دروس.
Ibrturkia@hotmail.com