أجل ماذا لو أصبحت ذات يوم بلا يدين -لا قدر الله- تأخذ بهما وتعطي وتشرب وتأكل وتسوق وتسلم.. إلى آلاف الفوائد التي تجنيها من يديك؟! |
هذا السؤال طرحه أخي أ. تركي الدخيل القريب بحرفه وحواره ومحبته.. وذلك في زاويته بصحيفة (الوطن) وقد استرسل استرسالا جميلا مع الخيبات والانكسارات التي ستحيط بالإنسان لو فقد يديه، ليخلص منها إلى حقيقة جميلة ألا وهي شكر الله الذي أنعم عليه وعلينا باليدين. |
|
** لقد تذكرت بعد قراءة المقال حكاية واقعية فيها عبرة بالغة، وأندى ما فيها أنها ترسخ وترش مطر القناعة في فضاءات الإنسان ووديان نفسه.. لقد روى لي أحد الأصدقاء قصة رجل قريب له بالرياض قبل حوالي سنوات طويلة وكانت أموره المادية (مستورة) -كما هو التعبير الشعبي- وشكا هذا الرجل المستور إلى جار له حكيم، شكا له أحواله المادية وعدم توفيقه بالعمل التجاري، وتألمه مما هو فيه وحاول الجار الحكيم أن يخفف شكواه وجزعه من وضعه المادي، لكنه لم يفلح، وجاء هذا الجار بعد أيام وقال له: أبشر.. لقد فتحها الله بوجهك، واستبشر هذا الرجل وقال كيف؟ قال هذه مائة ألف ريال جاهزة لتبدأ عملك بالتجارة، فسر الرجل ولكن الحكيم أضاف: هناك مقابل لهذا المبلغ، فقال الرجل متلهفا! ما هو أنا مستعد، قال: هناك رجل ثري يريد مقابل إعطائك هذا المبلغ -الكبير آنذاك- ألا وهو: أن تتبرع له بإحدى كليتيك وهذا لا يضرك، إذ ستبقى لك الكلية الثانية، وتعيش بها حياة طبيعية، ولكن الرجل رفض ذلك مطلقا رغم محاولة إقناعه، ثم جاءه من الغد وقال له: إن الثري سيعطيك 200 ألف ريال مقابل الكلية.. وتدرج معه حتى وصل المبلغ إلى (500) ألف ريال ولكن الرجل رفض ذلك مطلقا، وهنا توقف جاره الحكيم وقال: ما شاء الله (أثرك مليونير..!) قال كيف وأنا لا أملك إلا شيئا بسيطا من متاع وأمور الدنيا، قال بل لديك ملايين! فقال الرجل متشوقا كيف أخبرني؟ فقال له: احسب معي: هذه الكلية قيمتها أكثر من (500) ألف ريال، وتلك اليد هاتيك الرجل الخ.. وأكمل معي حساب قيمة بقية أعضائك وجوارحك من اليدين والرجلين والأذنين والكليتين والقلب، والكبد الخ وستجد أنك تمتلك الملايين فعلا. وصمت الرجل وهو يتأمل ويتفكر وينظر إلى جسده وأعضاءه فقال: صدقت الحمد لله على نعمه! |
** لقد هدأ الرجل وتوفرت القناعة لديه وقتها.. لكن - بعد اطمئنان نفسه - لم يخلد إلى الأرض واستمر يعمل ويجد حسب قدراته وإمكاناته المادية البسيطة وانتقل إلى مكة المكرمة بحثا عن الرزق الكريم وشيئا فشيئا تحسنت أحواله، ولم ينتقل إلى رحمة الله إلا وهو لديه ثروة كبيرة! |
|
|
كم ترى لدينا من النعم والمباهج والخيرات من صحة وأمن، ومن استقرار فضلا عن الأعضاء والحواس والجوارح من بصر وحركة وشم وغرائز لكننا - مع الأسف - ننشغل بما هو لدى غيرنا وندع التنعم بما لدينا، بل شلنا التفكير بما لدى الآخر من العمل والمثابرة واجتراح الأفكار الجديدة والسعي لتطبيقها وتوظيفها في مشروعات مهما كانت بسيطة.. المهم أن نجتهد ونبذل الجهد وننتشر في الأرض لنبتغي من فضل الله. ولنتذكر دائما أن القناعة لا تتقاطع أبدا مع الطموح. |
إن انتظار أن تمطر علينا السماء ذهبا أو فضة هذا تواكل وليس توكلا و(لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة) بل لابد من السعي بالأرض مع تأطير السعي بإيمان راسخ، وتوكل على الخالق! |
|
وهنا (تورق الدنيا أنسا ورزقا وطيبا)! |
|
|
|
** بادرة رائدة من رائد الصوالين الثقافية الأهلية (اثنينة عبدالمقصود خوجة) ألا وهي تكريم المتميزات والمبدعات السعوديات سواء في الأدب أو الطب أو العلم أو الخدمة الاجتماعية وغيرها! |
وقد جاء هذا التكريم عرفانا بعطائهن ومسيرتهن ولأنهن يستحققن التكريم شأن المبدعين من الرجال، كما أنه جاء ردا على تهميشهن التكريمي بسبب اعتقاد الناس أن التكريم لا يكون إلا ذكرا. |
بقي أن أرجو من صاحب الاثنينة أن يسعى لكيلا يقتصر التكريم على المبرزات بالمدن الكبرى كمكة المكرمة والرياض وجدة والدمام. |
فلعل هذه المبادرة تصل إلى تكريم المبدعات في المناطق الأخرى فهن أولا يستحققن التكريم مثل شقيقاتهن، ثم إن الظروف -من جانب آخر- ربما لم تكن مهيأة لهن مثل من يسكن ويعملن في المدن الكبرى فحفرن الصخر وانتصرن على التحديات (بأظافرهن الناعمة) حتى نجحن وتفوقن وأبدعن. من هنا فهن جديرات بالاحتفاء وقمينات بالتكريم. |
|
-3- أيتها الأحلام من رآك؟ |
** هناك أشياء كثيرة في الحياة تحس أنها موغلة في سرقة الأحلام، |
|
|
تشعر أنها تغتال الأحلام كما يغتال الحديد قماش الحرير! |
إن وأد الأحلام تماما كما وأد الأزاهير الأخاذة بعبقها وجمالها. |
كم يهنأ الإنسان عندما تتماهى أحلامه مع تطلعاته! |
إنه يربت على كتف هذه الأحلام.. ينتظر أن تستوي على سوقها ويجني ثمارها. |
وكم بهيَّ عندما لا تستكين الأحلام للموت أو تتقاطع مع طموحات الآخرين! |
أيتها الأحلام المخضبة بالعذوبة حد الجمال من رآك؟ |
|
|
(وقالت تحدث عنك عني عن الهوى |
عن السر حيث السر قلبك أو قلبي |
تحدث عن الآمال سكرا حوالما |
يفيض بها صبٌّ معنى إلى صب |
وقلها كما شاء الغرام طليقة |
فإن حديث الحب أحلى من الحب) |
فاكس: 014565576 |
|