«الجزيرة»- سعود الشيباني تصوير - مشعل القدير
تواصل المديرية العامة لمكافحة المخدرات جهودها للقضاء على تجار السموم الذين يسعون في نشرها بين أفراد المجتمع، حيث يقف رجال الأمن بحزم ضد عصابات الدمار وقدَّموا أرواحهم الطاهرة في سبيل إنقاذ الوطن والقاطنين على أرضه من شرورهم.
وكان من بين الرجال المخلصين الرقيب مسفر بن حمود بن فهد الدوسري الذي قدم روحه فداءً لأطفال الوطن حيث روى شقيقه سعد قصة استشهاده قائلاً: في 2-4-1424هـ استشهد شقيقي (مسفر) عندما كان - رحمه الله - في مهمة عمل بحي البديعة بمدينة الرياض يستقل مع عدد من زملائه شاحنة من نوع (تريلا).. وكان السائق زميل الشهيد رجلاً كبيراً في السن وعلى وشك التقاعد.. أوقف الشاحنة ونسي تأمينها وتفاجأ الجميع بانطلاق الشاحنة باتجاه مدرسة ابتدائية والطلاب كانوا خارجين منها وانطلق شقيقي بسرعة خوفاً على الأطفال وتمكن من تغيير مسارها لتلتحم بسور أحد المباني.. وكانت قوة الحادث على باب الشاحنة قبل أن يدخل الشهيد بجسمه لكابينة التريلا وبعد ساعتين من الحادث المروع انتقل الشهيد مسفر بن حمود الدوسري إلى رحمة الله وكانت شجاعته قد أسهمت في إنقاذ أرواح عدد كبير من الطلاب.
وأشار إلى أن الشهيد لقي وجه ربه في 2-4- 1424هـ لينضم إلى قائمة الشهداء الذين قدَّموا أرواحهم فداء للوطن.
وقال وكيل أبناء الشهيد سعد بن حمود الدوسري إن للشهيد (3) أطفال زياد (10) أعوام ويدرس بالصف الخامس الابتدائي.. وميعاد تسعة أعوام وتدرس بالصف الرابع الابتدائي.. وأبعاد التي تبلغ من العمر أربعة أعوام وبضعة أشهر والتي لم يرها والدها حيث ولدت بعد وفاة والدها بـ(4) أشهر.
وبيَّن أن الشهيد عمل بمجلس الأمن الوطني (13) عاماً ثم انتقل إلى المديرية العامة لمكافحة المخدرات قبل ثلاثة أعوام من وفاته - رحمه الله - مضيفاً أن الشهيد عندما استشهد كان يحمل رتبة وكيل رقيب وتمت ترقيته إلى رقيب وصرف مبلغ (90) ألف ريال كمساعدة عاجلة لأسرة الشهيد مسفر وصرف حقوقه لأبنائه وزوجته.
كما أن رجال الأمن بالمخدرات دائماً يتعرضون لمخاطر كبيرة من عصابات وتجار المخدرات.. وبيَّن سعد الدوسري أن الشهيد كان يحظى بتقدير واحترام من بين زملائه في العمل حيث يعاملهم بالوفاء والاحترام وهو من ذوي الأخلاق العالية والكل يكن له الود والوفاء نظراً لدماثة أخلاقه.. مشيراً إلى أنه طوال خدماته التي شارفت أكثر من (13) عاماً حيث انخرط بالسلك العسكري بعد حصوله على شهادة الكفاءة المتوسطة حيث إنه العائل الوحيد لوالدته.
وكان - رحمه الله - دائماً يردد أمنيته التي تحققت ولله الحمد وهي (الشهادة على رأس العمل)، كما أنه أسهم في إنقاذ أرواح عدد كبير من الأطفال يُسجل في سجله الأبيض شهادة وإنقاذ أرواح أبرياء.
كما تحدث ل(الجزيرة) زياد ابن الشهيد مسفر قائلاً: أحمد الله على قضائه وقدره، فوالدي - رحمه الله - توفي في ميدان العز والشرف وأنقذ قبل وفاته عدداً من الأطفال الأبرياء بعد أن كادت تداهمهم الشاحنة إلا أن والدي ضحى بحياته في سبيل إنقاذ الأطفال.