كثيراً ما حاولت الإصغاء الدّقيق لأهازيج الملاعب حين قيام مباراة رياضية لكرة القدم ...
على ما في إيقاعها من تحريض للحماس، ورفع من المعنويّة للفرق التي تخص أصحابها، إلاّ أنني أجد فيها دافعيّة شديدة لروح نابضة بالانتماء للفريق المعني بهذه الأهازيج ...
هذه الأهازيج جزءٌ من تركيبة ثقافية ذات قيمة منبثقة من قيمة هذه اللعبة عند الشريحة بل الشرائح الأكبر من عناصر المجتمع ...
ربما يتّحد في ترديدها ليس فقط المنفذون لها في ساحة الملعب على مدرجاته ... بل جميع من ينتمي للمجتمع تحت مظلّة الوطن الواحد ... حين يكون فريق المنتخب الوطني هو من يقابل في المضمار فريقاً لوطن آخر ...
في تلك اللحظة ينتقل الشعور بالحماس لعروق الشعوب كلِّها بجميع فئاتها وفيهم الصغار والكبار ...
والمتعلِّمون والأُمِّيُّون ... والواعون والجاهلون ... والأصحّاء والمرضى ... والفقراء والأثرياء ...
***
ترى كيف استطاعت هذه اللعبة أن تجمع كلّ الطُّيوف في المجتمعات البشرية حول كعوب أقدام اللاعبين ... ومنحتهم هذه الهالات من الضوء .. ومكَّنتهم من رغد العيش وفرص النّفاذ من مآزق الحياة ... بينما يفنى المبدعون والباحثون والمجتهدون والمكافحون ولا من يهزج لهم ولو بهديل حمامة في لحظة حزن على نجاح عبر بهم ولم يجد من يصفِّق له...؟
كما لم تعقد يوماً مقارنة بين عقل المبدع وقدم اللاعب ...
***
كما لم نسمع أهزوجة للقلم كما هي للقدم ...