أختي الأم إن أعظم هدية تقدمينها لأولادك هي إكسابهم مهارة حل مشاكلهم بأنفسهم وتخليص ذواتهم من المآزق التي يعلقون بها في حياتهم، وهي المهارة الأهم .. وسوف أقدم لك مجموعة من الخطوات التي سيتمكن ابنك معها على تجاوز الأزمات وفك العقد بكل سهولة بإذن الله:
1 - بدلاً من سؤال ابنك: (لماذا فعلت ? أو لم تفعل ? ذلك؟) اسأليه: (فكِّر فيما يمكنك فعله لحل هذه المشكلة؟) فهذا يجعله يفكر في معالجة أخطائه ومشكلاته بدلاً من إخفاقها أو الهروب منها.
2 - درِّبيه على التعلُّم من أخطائه:
لا تلوميه أو تثقليه بالشعور بالذنب عندما يخطئ، فهذا يؤدي إلى زعزعة ثقته بنفسه وعدم إقدامه على تجربة أي جديد خوفاً من اللوم والتوبيخ. واعملي جاهدة على إقناعه بأننا جميعاً نرتكب الأخطاء لنتعلم شيئاً جديداً لا لنتعرض للتأنيب والعقاب.
3 - عوِّديه على مساعدة الآخرين:
لتنمي في ابنك خصلتي التعاون والمسؤولية، اجعليه - منذ سن مبكرة - يساعد قدر المستطاع في أعمال المنزل، وزيدي من صعوبة المهام المطلوبة منه كلما انتقل إلى مرحلة عمرية جديدة. فإدراك الطفل أن له دوراً مؤثراً في حياة الآخرين ينمي قيمة الإيثار وحب الآخرين بداخله، ويحد من أنانيته وحبه لذاته.
4 - اكتشفي مواطن قوّته ومتّنيها:
لا تجبري ابنك على تحقيق أهداف خيالية قد لا تتفق مع مواهبه، بل ساعديه على تمتين وتوظيف مواطن قوته ليتميز .. كافئيه كلما بلغ هدفاً أو حقق نجاحاً، فهذا لا يشجعه فحسب، بل يعزز من ثقته بنفسه عندما تخفق إحدى محاولاته لبلوغ أهدافه.
لأنّ كل طفل - بل وإنسان أيضاً - لديه مواطن قوّته ونقاط ضعفه، على الآباء اكتشاف هذه المواطن بدقة وتنميتها لتنشئة أطفالهم بشكل سليم: فأنا مثلاً لم أنتبه إلى أنّ ابني لديه بالفعل القدرة على حل مشكلاته، علاوة على تحلِّيه بالمثابرة والتصميم. فعندما فقد (مازن) الجاروف، استخدم يديه واستمر في الحفر لبلوغ هدفه.