إن الانخفاض الحاد في تسوس الأسنان في العديد من الدول المتقدمة يعتبر إنجازاً هاماً لهذه الدول. وهذا الإنجاز أتى نتيجة تنفيذ استراتيجيات معينة كالقيام بمسح شامل لمشاكل الفم ودراسة الواقع المحلي وتدريب الكوادر ومن ثم تنفيذ برامج توعوية مكثفة ساقت جميعها إلى هذا النجاح في التغلب على مشاكل التسويس.

وعلى هذا الصعيد فإن كلية طب الأسنان في جامعة الملك سعود تعتبر من الكليات الرائدة في المنطقة العربية من حيث رفع مستوى الوعي الصحي لدى جميع أفراد المجتمع. فلقد حرصت شعبة طب أسنان المجتمع بالكلية بصفة خاصة في إعداد العديد من البرامج التوعوية والصحية والتي تقدم من خلال شرح مدعوم بوسائل تثقيفية لفئات عمرية مختلفة من أطفال وغيرهم. وتحظى الزيارات التي يقوم بها طلاب وطالبات السنة النهائية في الكلية للعديد من المدارس والجمعيات بدعم عديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة مما يؤكد تقدير هذه الجهات لأهمية التوعية الصحية للمجتمع.

ومن ناحية أخرى يحرص أعضاء هيئة التدريس في كلية طب الأسنان على إجراء العديد من الأبحاث الميدانية ودارسة الواقع المحلي وتساعد هذه الأبحاث على تحديد احتياجات فئات المجتمع المختلفة مما يسهل إعداد البرامج التثقيفية والصحية لهؤلاء الفئات.

أيضاً تحرص الكلية على إقامة الندوات والدورات التدريبية المختلفة والتي تدعم فيها المعارف النظرية والعملية أطباء الأسنان العاملين في القطاعات المختلفة، وهذا يرفع من أهلية هؤلاء الأطباء للمشاركة في العملية التوعوية.

كذلك انتهجت الكلية في السنوات الأخيرة إقامة أسبوع التوعية بصحة الفم والأسنان لتعزيز أهمية السلوك الصحي للفم والأسنان ويهدف الأسبوع إلى تعريف فئات المجتمع المختلفة بالطرق المثلى للمحافظة على الأسنان، ويضمن ذلك محاربة العادات السيئة التي تؤثر على صحة وسلامة الفم وأهمية التغذية السليمة في هذا النطاق.

وختاماً فإن هذه الإنجازات التي تقدمها كلية طب الأسنان جامعة الملك سعود هي نتيجة إستراتيجية ورؤية واضحتين وخطوات مدروسة ولابد أن تثمر عن مجتمع صحي واعي مدرك لأهمية المحافظة على صحة الفم والأسنان ويعلم مدى انعكاس ذلك إيجابياً على الصحة العامة للجسم.

والله ولي التوفيق.