الموصل - واشنطن - وكالات

قال مسؤول أمني عراقي رفيع المستوى: إن عدد المعتقلين في منطقة الموصل شمال بغداد في عمليات مطاردة عناصر شبكة القاعدة منذ السبت الماضي حتى أمس الخميس بلغت حوالي 800 شخص. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبدالكريم خلف: إنه تم اعتقال 833 شخصاً منذ السبت الماضي مع انطلاقة عملية (زئير الأسد) في الموصل كبرى مدن محافظة نينوى (370 كم شمال بغداد). وتابع أنه (تم إطلاق سراح 51 منهم فيما تستمر التحقيقات مع الآخرين). وأضاف أن (عملية أم الربيعين الأمنية التي انطلقت الأربعاء لم يتخللها اشتباكات لأن الإرهابيين يختبئون في أحياء المدينة تجنباً لملاحقة قواتنا). وكان خلف أعلن أن عملية ثانية بدأت باسم (أم الربيعين) تستهدف من ارتكب جرائم ضد القوات الأمنية والمدنيين في الموصل مؤكداً (انتهاء عملية زئير الأسد التي كانت انطلقت في العاشر من الشهر الجاري لملاحقة عناصر القاعدة). وأوضح (أنها عملية عراقية بحتة (...) وجزء من مطاردة الإرهاب والجريمة واستغاثات الأهالي للحكومة). كما أكد أن (عملية (زئير الأسد) أسفرت عن اعتقال 560 شخصاً بين مطلوب ومشتبه به والتحقيق جارٍ معهم). وكان رئيس الوزراء نوري المالكي وصل إلى الموصل للإشراف على العملية في المدينة التي تعتبر حالياً أخطر مناطق البلاد. وتصف القيادة الأمريكية الموصل بأنها مركز الصراع ضد القاعدة. وشهدت المدينة الكثير من الهجمات والتفجيرات الضخمة. في 23 كانون الثاني - يناير، أسفر انفجار مبنى خزن فيه مسلحون الذخائر عن مقتل أكثر من 60 شخصاً وتدمير عشرات المنازل. ونسبت السلطات المحلية الهجوم إلى القاعدة. وغداة التفجير، قتل قائد شرطة نينوى في هجوم انتحاري في الموقع ذاته.

من جهة أخرى أورد تقرير للإدارة الأمريكية رفع إلى الأمم المتحدة ونشرته أمس المنظمة الأمريكية للحريات المدنية أن الجيش الأمريكي يحتجز حالياً في العراق نحو 500 قاصر، إضافة إلى نحو عشرة قاصرين في أفغانستان. وجاء في التقرير الموجه إلى لجنة حقوق الطفل في الأمم المتحدة أنه (منذ 2002م، احتجزت الولايات المتحدة نحو 2500 شخص كانت تقل أعمارهم عن 18 عاماً عند القبض عليهم). وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع جيفري غوردن هذه الأرقام. وأضاف التقرير (في نيسان - ابريل 2008م، كانت القوات المسلحة الأمريكية تحتجز نحو 500 قاصر) في العراق يعتبرون (تهديداً لأمن البلاد)، وارتفع عددهم إلى 800 في صيف 2007م. كذلك، تحتجز الولايات المتحدة راهناً (نحو عشرة قاصرين) يعتبرون (مقاتلين أعداء) في سجن بغرام في أفغانستان. في المقابل أكدت الولايات المتحدة أنها لا تحتجز حالياً (أي قاصر في قاعدة غوانتانامو) الأمريكية في كوبا. وتابع التقرير أنه (من أصل ثمانية قاصرين سجنوا في غوانتانامو لا يزال اثنان منهم فقط هناك تراوح أعمارهما بين 21 و23 عاماً، وستتم محاكمتهما أمام لجنة عسكرية). وأحد هذين المعتقلين هو الكندي عمر خضر (21 عاماً) والذي كان في الخامسة عشرة يوم أعتقل في أفغانستان. ورفض قاضٍ في محكمة عسكرية استثنائية أخيراً طلب إلغاء الملاحقات بحقه فيما طالبت جهة الدفاع بالتعامل معه كجندي طفل. وقالت واشنطن في تقريرها: (إذا لم تكن السن عاملاً حاسماً في احتجاز فرد وفق قواعد النزاع المسلح أو عدمه، نجهد لتلبية الحاجات الخاصة للقاصرين حين يكونون سجناء).