بكين - وكالات
أعلنت الصين أمس الخميس أن عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب غرب البلاد سيتجاوز على الأرجح 50 ألف شخص مع تضاؤل الأمل بالعثور على ناجين طمروا تحت أنقاض مدن وقرى دمرت بأكملها بعد أكثر من أربعة أيام من الزلزال الذي بلغت قوته 7.9 درجات. وقال خبراء إن عمليات البحث والإغاثة بلغت مستوى حرجاً.
وقال التلفزيون الحكومي إن (عدد القتلى يقدر بأكثر من 50 ألفاً) نقلاً عن أرقام أصدرها المركز الوطني للإغاثة، علماً بأنه تأكد أمس مقتل نحو 20 ألفاً. وبات حجم الدمار المروع الذي خلفه الزلزال أوضح مع بلوغ فرق الإغاثة مركز الهزة في مقاطعة سيتشوان البعيدة، حيث سويت مدن بأكملها بالأرض.
وقال جانغ شوشو، نائب مدير مركز الوقاية من الزلازل إن الصين تواجه مشاكل جدية في سلامة السدود ومنع حدوث فيضانات في الخزانات ومحطات توليد الكهرباء والسدود في إقليم سيتشوان.
كما حذرت وسائل إعلام رسمية أمس من أن فيضاناً يهدد مدينة في جنوب غرب الصين بعد أن أدى انزلاق للتربة تلى الزلزال إلى ارتفاع مفاجئ في منسوب مياه إحدى البحيرات.
ونقل موقع (بيجينغ تايمز) الإلكتروني عن وسائل إعلام محلية أن أطناناً من الردميات تكدست في بحيرة جيان قرب مدينة بيشوان وتسببت بارتفاع في مستوى المياه، (ما يهدد بحدوث فيضان في أي لحظة).
وفي مواجهة هذا الخطر، (قام آلاف المسعفين بإخلاء المدينة) وفق المصدر نفسه. وحذرت الحكومة الصينية في الوقت نفسه من احتمال قوي بشأن انتشار الأمراض في المناطق المتضررة من الزلزال. وقال باي ليتشينج المسئول البارز بمنطقة آبا المتضررة (إننا بحاجة ماسة لأكياس جثث). ونقلت وكالة (شينخوا) عن باي القول إنه يمكن رؤية الجثث ملقاة على الأرض كما يمتلئ الهواء بالفعل برائحة الجثث المتحللة.
وأشار باي إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تعجل بتحلل الجثث غير المدفونة ما يؤدي إلى انتشار الأمراض. ويضم إقليم سيتشوان الذي ضربه الزلزال منشآت نووية مخصصة لإنتاج محروقات ومفاعلات تجريبية، لم يعرف ما إذا كانت قد تضررت في هذه الكارثة.
وتقع هذه المراكز قرب مدينة ميانيانغ التي تشكل قاعدة لصناعة الدفاع الصينية وسجلت فيها خسائر جسيمة. أما المحطات النووية الصينية المخصصة لإنتاج الكهرباء فتتركز في ثلاثة مواقع على الساحل الشرقي 1400كم عن مركز الزلزال. وتقع هذه المحطات في دايا باي لينغ قرب هونغ كونغ وكيشان قرب شنغهاي وتيانوان في إقليم جيانغسو (شرق).
كما يضم سيتشوان مفاعلات نووية تجريبية ومصانع لإنتاج المحروقات للاستخدام المدني والعسكري. وستستخدم ثلاث منشآت نووية أخرى في إقليم سيتشوان لاحتياجات الدفاع.
وإقليم سيتشوان الذي يقع بعيداً عن الحدود داخل الصين، مركز مهم لإنتاج الأسلحة في الصين.