في حضور كان مفاجأة الحدث تجاوز عددهم 5000 آلاف شخص، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، وفي تفاعل أكد أهمية الموروث المتمثل في شعر المحاورة، انطلقت أول وأكبر مسابقة شعرية على مستوى الوطن العربي تحمل اسم (شاعر المعنى) برعاية إعلامية حصرية من (الجزيرة).
وحملت المسابقة في طياتها مفاجأة دخول الفرس العربية بقيادة الخيال محمد حسن عسيري الذي قدم سيف شاعر المعنى الذهبي لراعي الحفل أمير منطقة عسير الذي سيبقى لمدة ثلاثة أشهر على خشبة المسرح طيلة أيام المسابقة حتى يُعلن اسم الفائز بالسيف في نهاية البرنامج.
وانطلقت المسابقة حسب ما خطط لها مسبقاً، وبثت حلقاتها عبر قناتي الساحة الأولى والثانية مباشرة، وبتقديم المذيع عبدالعزيز القحطاني، وذلك عند تمام الساعة التاسعة والنصف مساء.
وقد بدأ الحفل بتقرير عن (شاعر المعنى) وفكرته؛ حيث شاهد الجمهور عرضاً مفصلاً عن بداية هذا الفن العريق، وقدم التقرير شرحاً عن شعر المحاورة بصورته الحقيقية من خلال تعريف الجماهير ببعض أسرار شعر المحاورة الذي يعتبر فناً ارتجالياً جميلاً.
وقدّم التقرير توضيحاً عن البرنامج، بالإضافة إلى إعطاء فرصة لعدد كبير من شعراء المحاورة الحقيقيين الذين لم يجدوا الفرصة للظهور قبل هذا البرنامج، بالإضافة إلى تأسيس مرحلة نقية للشعر من خلال البرنامج بعيداً عن المهاترات والعصبيات وإقصاء الآخر.
بعدها ألقى رئيس مجلس إدارة قناة الساحة الأستاذ ناصر القحطاني كلمةً، رحّب فيها براعي الحفل؛ حيث قال: إن المسؤولية الكبرى تقع على عواتق الشعراء، وما أحوجنا لتسخير الشعر لتكريس القيم العليا في حياتنا ومساندة تأصيلها في النفوس؛ لندعو من خلالها إلى الخير في جميع أوجهه ونحارب بها الشتات ونقطع الاستبداد. وأضاف قائلاً: بعيداً عن مزايدة المزايدين وكيد الحاسدين سنظل معاهدين الله أن نجعل من كلماتنا عوناً لنصرة ديننا ودرعاً لحماية وطننا ونبضاً لمؤازرة ولاة أمرنا.
كيف لا.. وأنت يا سمو الأمير من ظل وفياً للشعر عموماً ولهذا الفن العريق خصوصاً طيلة العقود الثلاثة الماضية.
ثم عُرض تقرير عن مراحل التصفيات لثمانية وأربعين شاعراً، وكيف تم اختيار المتبارين وتقسيمهم إلى 6 مجموعات؛ حيث ضمت كل مجموعة ثمانية متسابقين.
وأوضح التقرير آلية المسابقة على تنافس المجموعات الست على مدى ست حلقات؛ حيث يتأهل من كل مجموعة أربعة متسابقين، وفي الحلقات السادسة والسابعة والثامنة سيكون عدد المتسابقين 24 متسابقاً على ثلاث مجموعات، في كل مجموعة ثمانية متسابقين، يخرج منهم ستة متسابقين، ويبقى من كل مجموعة متسابقان، وفي الحلقة العاشرة سيكون في مسابقة شاعر المعنى ستة متسابقين، سيخرج منهم شاعران، ويبقى أربعة، وفي الحلقة الحادية عشرة يكون هناك أربعة متسابقين سيفوز واحد منهم بلقب شاعر المعنى، وستخصص الحلقة الثانية عشرة والأخيرة للتتويج.
عقب ذلك بُث تقرير عن لجنة التحكيم المكونة من أبرز شعراء الخليج الشاعر رشيد الزلامي والشاعر فيصل الرياحي والشاعر سلطان الهاجري والفن الذي برز فيه كل شاعر، وفي نهاية التقرير دخلت لجنة التحكيم التي قوبلت بسيل من التصفيق.
ثم تعرّف الجمهور والمشاهدون في التقرير على مقتطفات عن الـ48 متسابقاً، فيما تلاه دخول الشعراء المتسابقين لمسرح المفتاحة وسط تصفيق وأهازيج من الجمهور، تلاه عرض أوبريت شعري قدم فيه كل شاعر بيتين من الشعر.
من جهة ثانية شهدت الليلة الأولى من الافتتاح محاورات من العيار الثقيل بين فرسان تلك الليلة التي بدأت بكل من الشاعر فلاح القرقاح والشاعر رمضان المنتشري في أولى جولات المسابقة، وكان القرقاح قد ذكر عبر (روبرتاج) على مسرح المفتاحة أنه متفائل كثيراً، وخاصة أنه بين أرضه وجمهوره. وبالرغم من أن القرعة وضعت القرقاح أمام خصمه المنتشري وهو من الشعراء المعروفين وحصل على تزكية من قبل لجنة التحكيم إلا أن القرقاح تفوق وأبدع في جولته مع المنتشري، واستحث صرخات الجمهور التي تفاعلت بكل صدق مع القرقاح طيلة أربع وعشرين دقيقة وهي المدة المحددة للمحاورة بين الشاعرين في كل جولة.
وكانت لجنة التحكيم قد حددت للمنتشري معنى يتحاور مع القرقاح حوله إلا أن المنتشري أخطأ في فَهم ذلك المعنى الذي لم يطلع عليه سواه واللجنة، وهو (السياحة في بلادنا)، بينما جاء نصيب القرقاح (حال الأمة العربية) كمعنى يتحاور فيه مع المنتشري لينثر القرقاح إبداعه على مسامع الحضور واللجنة، حيث ذكر عضو لجنة التحكيم سلطان الهاجري أن القرقاح أبدع في توظيف المعنى.
ثم توالت جولات المحاورة بين الشعراء حسب ما تأتي به القرعة؛ حيث جمعت القرعة كلاً من عبدالله البقمي وحزام العصيمي اللذين تحاورا حول معنيين، الأول المخدرات والثاني المعنى الشعري. وقد وصف عضو لجنة التحكيم هذه المجموعة عموماً بضعف الأبيات، كما جمعت القرعة كلاً من متعب المري من دولة قطر، كما جاءت النتائج أخيراً لتتوج الشاعر فلاح بن صياف الحربي بصفته الشاعر الذهبي للحلقة الأولى بعد أن حصل على نتيجة عالية بلغت 48% من درجات لجنة التحكيم، بينما حصل فلاح القرقاح على نسبة 47.6% من درجات لجنة التحكيم بعد أن كانت كل التوقعات ترجح كفة حصوله على الدرجة الأعلى في الليلة الأولى إلا أن المستويات إجمالاً كانت متقاربة بين الشعراء، ولا يزال الشعراء السبعة المتبقون ينتظرون تصويت الجمهور لهم على مدى أسبوع كامل إلى الحلقة القادمة التي تنعقد بمشيئة الله الاثنين القادم، ويحييها ثمانية شعراء، بينما يتم الإعلان عن الشعراء الثلاثة المترشحين من الحلقة الماضية.