دق جرس هاتفي... فأجبت فقالت لي: أرجو أن تكتبي الآتي:
إلى أين نحن سائرون؟ كل ما حولنا يمضي في غير نظام، وفي تغيُّر وتبدُّل غير معهودين...
فالغلاء يضرب بكل قوة، وليس له من رادع رسمي ولا أخلاقي، محلياً ودولياً... ولا أحد من المقامرين بحياة البسطاء على استعداد أن يفكر لحظة في مصير هؤلاء الذين يذوبون حيرة في كيفية مواجهة هذه الظروف الحياتية الصعبة التي أفرزها أصحاب البلاء.
الجريمة في تطور نوعي، بحيث أصبحنا نحس بأننا ميناء تستطيع بعض العمالة الشاذة أن ترسي فيه كل ما تريد من رموز هذه الجريمة بغض النظر عن النتائج التي ستنعكس عليهم وعلى المجتمع.
الأسهم أصبحت كابوساً حيناً وحلماً حيناً آخر.. وبين الحلم والكابوس تتمزق أرواح ونبضات الذين دخلوا (معمعة) الأسهم التي لا دين لها ولا ذمة، بل لا قياس فيها ولا منطق، فأصبحت تغتال الصغار بلا هوادة، وإنما هي تضرب بسيوف الكبار الذين لا يشبعون حتى من دماء الاقتصاد الوطني.
الخريجون والخريجات غادرتهم أرواحهم إلى أبواب الوزارات والمؤسسات والشركات، ولم تعد، ولا يزالون ينتظرون في طابور لا ينتهي أمام حلم الوظيفة، وخلف أطنان من طلبات التوظيف التي لا يجيبهم عليها أحد، إلا من رحم ربك، ثم، أقال عثرتهم أهل الوساطة وآباء النفوذ.
إنفلونزا الطيور تقف شاخصة أمامنا في كل طبخة فيها دجاج، وفي كل صحن بيض، وبين دفتي كل (ساندويشة) شاورما.. والحصيف منا هو من ارتاح من رعب التفكير الدائم بهذه الكارثة، فحرَّم على نفسه الدجاج (ومشتقاته).
قلت: كثيرة هي التناقضات، والكوارث، وعظيمة هي الحسابات التي لا تؤدي إلى نتائج، ويظل الأمل والرجاء أن يلطف بنا الله بلطفه الخفي فيما قدَّره علينا، ويديم بفضله نعمه علينا، وأن يسقينا سبحانه وتعالى مطراً يكون سقيا بركةٍ، ورحمةٍ، لعله يغسل قلوبنا، ويهدئ من روعنا، ويصرف عنا ميكروبات الغلاء والوباء وجرائم الأشقياء... وتاليتها؟!!