«الجزيرة»- فهد الشملاني
لجأت بعض شركات الصابون والمنظفات إلى طرق وأساليب جديدة توازن فيها بين مواجهة الغلاء من جهة والمحافظة على ثبات مستهلكيها من جهة أخرى، وذلك بتقليص كمية المادة المعبأة في العبوات بنسبة تصل إلى20% مع الإبقاء على حجم العبوة السابق الذي اعتاد عليه المستهلك.
وأبدى عدد من المواطنين استهجانهم لهذا الأسلوب الذي يقلل من فطنة المستهلك ويحاول تضليله شكليا وخداع بصره من خلال استمرار وجود السلعة بسعرها السابق دون أن تخطر بباله اختزال الوزن، خاصة وأن كثيرا من المستهلكين يبدون ثقة كبيرة في منتجات بعض الشركات التي لها باع طويل في السوق ولا يدققون كثيرا في تفاصيل منتجاتها.
ويبدي المواطن محمد العبد العبدالقادر استغرابه من نهج بعض الشركات بتقليص وزن وحجم المادة دون أن تقوم الشركة بصناعة عبوة تتناسب مع كمية المادة المغلفة وتعكس مقدار المحتوى الحقيقي. مشيرا إلى أن المستهلك يتمتع بقدر كبير من الوعي ولا تنطلي عليه الأساليب والطرق الملتوية، خاصة مع وجود العديد من السلع المنافسة في السوق السعودي التي تتيح له حرية الاختيار.
ويقول المواطن محمد النجدي إن إحدى شركات صناعة الصابون المرموقة عمدت إلى خفض وزن عبوة منتجاتها بمقدار 18% وهو ما يعني توفير حوالي 12عبوة في الكرتون الواحد مع أن شكل الكرتون الخارجي لا يوحي باختزال هذه الكمية بسبب استخدام عبوات كبيرة تعمل على ملء الحيز ويظهر الكرتون بشكله السابق.
ويضيف العبد القادر إن تلك الشركات قامت بحفظ حقها قانونيا بكتابة مقدار سعة كل علبة من الغرامات، ولكن هذه الخطوة لا تعفيها من مصارحة المستهلك وتقديم معلومات شفافة حتى تكسب ثقة مستهلكيها وتضمن استمراريتها.
من جهته أكد مدير مبيعات في إحدى شركات المنظفات والصابون أن المستهلك أصبح على قدر كبير من الوعي والفراسة، ولا يمكن أن يتم خداعه بمثل هذا التصرف وأن الشركات تقدر وتحترم المستهلك، مشير إلى أن بعض تلك الشركات لجأت إلى هذا التصرف بسبب إنتاج دفعة معينة من المصنعات تهدف أن تقدمه إلى المواطنين بطريقة دعائية، وأن تغيير شكل وحجم العبوات يتطلب إيجاد قوالب جديدة في المصنع لإنتاج تلك العلب الأمر الذي يكلف الشركات مبالغ كبيرة تنعكس بالتالي على سعر المنتج ويتحملها المستهلك في الأخير .
وبين أن المواطن أصبح أكثر حرصا من السابق عند تسوقه حيث يتمحص السلع بكل دقة من ناحية تاريخ الإنتاج والانتهاء ووزن وسعة كل سلعة، وهذا أمر غير غائب عن شركات الصابون. على صعيد آخر يشكو المستثمرون في مجال صناعة المنظفات والصابون من وجود حوالي 160 شركة ومؤسسة تقوم بخلط مواد المنظفات المركزة بالماء بهدف تخفيض التكاليف وطرحها في الأسواق بأسعار رخيصة ومنافسة للمصانع المتخصصة في صناعة المنظفات.
وبين مصدر مسئول في الجمعية الخليجية لمنتجي المنظفات أن هذا القطاع يعاني من وجود مواد مغشوشة يتم ترويجها في السوق المحلية والخليجية ويطالب بضرورة وضع حد لهذه الظواهر، مؤكداً أن التسويق والتوزيع يشكلان عبئا كبيرا على مصانع المنظفات.
على صعيد آخر ينصح كيميائيون باختيار مساحيق الغسيل جيدة وأن الاختلاف الحقيقي في خلطة مساحيق الغسيل المتعددة المعروضة بالأسواق للشركات المختلفة هي الطريقة العملية الصحيحة لتقدير كفاءة تنظيف الملابس المتسخة.
وينصحون باستخدام صابون الصوديوم (صابون صلب) لأغراض الغسيل بينما الصابون البوتاسيومي وهو صابون طري ناعم فإنه يستخدم كصابون للحلاقة، وهو يمتاز بنعومته وإذابته العالية، وهناك أيضا صابون المعادن الأرضية الثقيلة، مثل صابون الكالسيوم والمغنسيوم وصابون الرصاص والكوبالت، وهذا الصابون ليس له نشاط سطحي نظراً لإذابته المنخفضة جداً، ويستخدم كمادة طاردة للماء في تجفيف الدهانات والورنيشات.