مكتب «الجزيرة» - القدس - من رندة أحمد
قررت الشرطة الإسرائيلية تخصيص 14 ألف شرطي لتأمين زيارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش لإسرائيل، حيث من المقرر أن يصل اليوم الأربعاء إلى تل أبيب للمشاركة في احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين لإنشائها. يأتي ذلك بالتزامن مع بدء وصول30 زعيماً لحضور ما يسمَّى بمؤتمر الرئيس في القدس المحتلة، والذي يأتي على ضوء زيارة بوش لإسرائيل، حيث سيفرض الجيش الإسرائيلي إغلاقاً شاملاً للضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة حتى مساء الأحد المقبل.
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية (سيتم إغلاق طرق رئيسية عديدة في القدس وتل أبيب؛ حيث إن التهديد المركزي الذي يواجه الشرطة الإسرائيلية خلال زيارة بوش هو احتمال وقوع عمليات وصفت ب (تخريبية) خلال الزيارة).
ورفعت الشرطة الإسرائيلية مستوى التأهب ونشرت 8000 شرطي تمهيدا لافتتاح مؤتمر الرؤساء المذكور وأعلنت استمرار فرض (الطوق الأمني) على مناطق الضفة.
وجاء في نبأ الإذاعة الإسرائيلية (ترفع الشرطة الإسرائيلية مستوى التأهب لقواتها إلى درجة واحدة دون الدرجة العليا تمهيداً لافتتاح مؤتمر الرؤساء في القدس بمناسبة حلول عيد الاستقلال الستين لدولة إسرائيل).
وقالت الإذاعة: سيقوم حوالي 8000 شرطي بحماية المشاركين في المؤتمر وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي جورج بوش.. وستنشئ الشرطة خمسة مقار قيادة خاصة للإشراف على عمل القوات وستغلق الشوارع المحيطة بمقر رؤساء إسرائيل والكنيست والمنزل الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت في القدس لبعض الفترات أمام حركة السير.
وفي نبأ لاحق، قال ضباط في الجيش الإسرائيلي: إن المستوى السياسي في إسرائيل أصدر أوامره لقيادة الجيش الإسرائيلي بوقف جميع العمليات الهجومية و(الاكتفاء) بالخطوات الدفاعية في الضفة الغربية لمناسبة زيارة الرئيس بوش المزمعة لإسرائيل، وذلك لخلق جو من الهدوء العملي حتى لا (يشعر بوش بالإحراج) على حد قولهم.
وحسب هؤلاء الضباط فإن العمليات الهجومية ستتوقف وحتى الاعتقالات ضد النشطاء الفلسطينيين فسوف يجري تنفيذها بعد الحصول على موافقة قائد الجيش في الضفة الغربية.
وعقب نشر موقع معاريف العبري لهذا النبأ سارع الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إلى نفي هذا النبأ، قائلا: إن أية قيود لم تفرض على نشاطات الجيش الإسرائيلي ضد (الإرهاب) خلال زيارة بوش.. إلى ذلك أكد الرئيس الأمريكي جورج بوش في مقابلة نشرت أمس الثلاثاء في إسرائيل إمكان التوصل إلى اتفاق إسرائيلي فلسطيني قبل نهاية السنة.
وقال في المقابلة التي نشرتها صحيفة (هآرتس) ردا على سؤال عن إمكان التوصل إلى اتفاق سلام قبل نهاية 2008 رغم مشاكل رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت مع القضاء، وضعف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، (أعتقد ذلك، نعم).
واستأنف الفلسطينيون والإسرائيليون المفاوضات بينهم في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007 بعد مؤتمر حول الشرق الأوسط عقد في انابوليس في الولايات المتحدة، مع هدف معلن هو التوصل إلى اتفاق سلام قبل انتهاء ولاية بوش في كانون الثاني/ يناير 2009م. إلا أن المفاوضات لم تحقق أي تقدم بعد.
وقال بوش: (أؤمن بالأفكار القوية وأعتقد أن المفاوضين سيتفقون، بمساعدة الولايات المتحدة، على تحديد دولة فلسطينية)، وأكد أنه لن يتقدم بأي طلبات محددة مرتبطة بمفاوضات السلام خلال لقاءاته مع المسئولين الإسرائيليين.
وقال: (لا آتي لأقدم طلبات، إنما لأشجع. قلت منذ بداية رئاستي إن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تفرض السلام).
وتابع إن: (تحديد دولة فلسطينية هو الخطوة الأولى نحو السلام. هذا يتطلب عملا شاقا. لا أطمح للحصول على جائزة نوبل للسلام، أحاول فقط استخدام نفوذ الولايات المتحدة لإحراز تقدم في العملية)، وقال بوش إنه (لا يرى كيفية تطور الشرق الأوسط من دون دولة فلسطينية حرة وديموقراطية)، مكرراً أنه يعتبر عباس شريكا في عملية السلام مع إسرائيل. وسيلتقي بوش عباس السبت في شرم الشيخ في مصر.