بيروت - وكالات
انكفأ الظهور المسلح في بيروت مع بدء العمل بقرار قيادة الجيش اللبناني قمع أي ظهور مسلح بالقوة ابتداء من صباح الثلاثاء، في حين تواصل التشنج السياسي بين الأكثرية والمعارضة عشية وصول الوفد الوزاري العربي إلى بيروت.
وكان الجيش أعلن مساء الاثنين عزمه على استخدام القوة لمنع أي ظهور مسلح.
وأعلن في بيان أن تطبيق هذا القرار يسري ابتداء من الساعة 6.00 بالتوقيت المحلي من أمس الثلاثاء (3.00 ت غ).
وأوضح البيان (إن وحدات الجيش ستعمل على ضبط المخالفات على أنواعها فردية كانت أو جماعية، بالوسائل المعتمدة، ووفقاً للأصول القانونية، حتى ولو أدى ذلك إلى استعمال القوة). وغاب المسلحون عن شوارع بيروت التي ما زال بعضها مقفلاً بالأتربة والسواتر مثل شارع مار الياس ومستديرة الطيونة وجسر فؤاد شهاب الذي يربط بين شطري العاصمة الشرقي والغربي. كما لا تزال الطريق التي توصل إلى مطار بيروت مقفلة بالأتربة والحركة فيه متوقفة، وكذلك الأمر في مرفأ بيروت.
في طرابلس تحولت المواجهات عند المدخل الشمالي لمدينة إلى حرب استنزاف حيث يشهد اليوم الواحد اشتعالاً وهدوءاً مرات متتالية.
وعاد الهدوء إلى عاصمة الشمال بعد أن كانت الاشتباكات تجددت ليل الاثنين- الثلاثاء بين أنصار الأكثرية والمعارضة عند مدخلها الشمالي حيث عزز الجيش انتشاره وفق مصدر أمني.
وأوضح هذا المصدر (إن الاشتباكات بين منطقتي باب التبانة ومنطقة القبة (حيث غالبية السكان من السنة) ومنطقة بعل محسن (ذات الغالبية العلوية) والتي بدأت بعيد الساعة الثالثة (صفر ت غ) واستخدمت فيها البنادق والقذائف الصاروخية استمرت نحو نصف ساعة من دون أن تسفر عن إصابات). وفي المناطق الدرزية جنوب شرق بيروت تواصل الهدوء الذي كان استتب منذ مساء الأحد الماضي بعد معارك عنيفة بين الحزب الاشتراكي وحزب الله. وأسفرت المواجهات بين الأكثرية والمعارضة حتى الآن عن سقوط 61 قتيلاً.
على الصعيد السياسي يسود التشنج بين الطرفين بانتظار وصول الوفد الوزاري العربي صباح اليوم الأربعاء للبدء بوساطته لتحريك الحوار.
وأكد مصدر في المعارضة الثلاثاء إن (العصيان لن يرفع إلا مع قيام الحكومة بإلغاء قراريها والتوافق على الحوار) برئاسة مجلس النواب نبيه بري.
وأعلنت قوى الرابع عشر من آذار- مارس في بيان (إنها ترفض الحوار تحت ضغط السلاح) ودعت الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة إلى (إعلان بيروت المحتلة مدينة منكوبة أمنياً واجتماعياً وإنسانياً) واتهمت حزب الله ب(انتهاك حرمات المنازل وكرامات العائلات ودور العبادة).
واعتبر البيان إن ما يجري في لبنان حالياً هو (مغامرة انقلابية يقوم بها حزب الله لوضع اليد على البلاد) وطالبت هذه القوى المناهضة لسوريا (المؤسسة العسكرية للالتزام بمسؤولياتها بحماية السلم الأهلي وأمن المناطق). وأعلن الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في تصريح تلفزيوني إن (ردنا كان وسيبقى سياسياً) مضيفاً (نقول لحزب الله إن استباحة بيروت ومحاولة استباحة الجبل تنهيان أسطورة سلاحه). ومن المقرر أن يصل الوفد الوزاري العربي إلى بيروت صباح اليوم الأربعاء لعقد لقاءات مع مختلف الأطراف.
وقال حسين الخليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في مؤتمر صحافي عقده في بيروت مساء الاثنين رداً على سؤال حول موقف الحزب من مبادرة الجامعة العربية بإرسال وفد وزاري إلى لبنان (نرحب بكل جهد عربي لمساندة لبنان على تجاوز الأزمة إلا أننا نطلب من العرب عدم الوقوف لمصلحة طرف ضد آخر).
وكما كان متوقعاً، أرجأ بري جلسة انتخاب رئيس للجمهورية التي كانت مقررة الثلاثاء إلى العاشر من حزيران- يونيو.