المنامة - بنا
ولد الشيخ سعد العبدالله الصباح- رحمه الله- في الكويت سنة 1929م وهو الابن الاكبر للمغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح أمير الكويت الاسبق وتلقى تعليمه في مدارس الكويت ثم في كلية هندون لعلوم الشرطة في بريطانيا. عين نائباً لرئيس دائرة الشرطة والامن العام عام 1959م ثم رئيساً لها عام 1961م ثم وزيرا للداخلية في يناير عام 1962م والدفاع عام في يناير عام 1965 وفي يناير عام 1978م عين سموه ولياً للعهد وفي فبراير من العام ذاته عين سموه وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء.
وسمو أمير دولة الكويت متزوج من الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح وأنجب منها ابنا وخمس بنات.
ونجحت الحكومة الكويتية في عهد سموه في الارتقاء بمؤشرات التنمية الاجتماعية والاقتصادية على السواء واستطاعت أن تصل بالمجتمع الكويتي إلى مستويات مماثلة لما حققته الدول المتقدمة وفي عهده شهدت تطورات كافة أجهزة الشرطة وأدخل نظام الحاسب الآلي في أعمال الوزارة وافتتح سموه في عام 1956م مدرسة الشرطة بأقسامها المختلفة وصدر في عهد سموه المرسوم الاميري بإنشاء كلية الشرطة.
وكان سمو الشيخ سعد العبدالله قد قام بدور كبير في تحرير الكويت أثناء فترة العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت وقد تحرك سموه منذ اللحظة الأولى للعدوان وتمثل في إصرار سموه على مغادرة سمو أمير الكويت إلى المملكة العربية السعودية.
وفي 5-8- 1990م التقى سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز- رحمه الله -في جدة حيث تم تبادل وجهات النظر وأسلوب التحرك إزاء الموقف الناتج من جراء العدوان العراقي الغاشم على دولة الكويت. وقام سموه بجولة عربية أبرز خلالها خلال جولته موقف الكويت وبشكل مستمر على أنها ليست داعية حرب ولا تريد تعريض المنطقة للخطر بل كل ما تطلبه الكويت هو تنفيذ قرارات القمة العربية وقرارات مجلس الامن 660 و661 و662 وقرارات مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية التي تتفق جميعها في ضرورة انسحاب العراق فورا ودون أي شروط.
وكان التحرك الدبلوماسي لسموه مع سفراء الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن ومع سفراء الدول الشقيقة والصديقة مكثفا لتبادل وجهات النظر حول آخر المستجدات في المنطقة. والى جانب ذلك تابع سموه بصفة دائمة تأمين الأوضاع المعيشية الكريمة للمواطنين الكويتيين في الخارج سواء في الدول الخليجية أو العربية وكذا تأمين المعيشة للمواطنين في الداخل بهدف رفع الروح المعنوية والوقوف على المستجدات في الساحة الداخلية واحتياجات المواطنين. وكان إصرار سموه ووقوفه الصلب إلى جانب الحق الكويتي وعدم المساومة على أي شبر من الارض الكويتية فضلا عن مطالبة سموه بالتعويضات عن أضرار الاحتلال منذ الشهر الاول محل الثقة الكاملة للشعب الكويتي والتفافه حول قيادته الشرعية. وكانت الفترة التي تلت التحرير مباشرة من أصعب الفترات التي مرت على الكويت في تاريخها الحديث وبرز خلالها سموه بأدائه المتفاني ودبلوماسيته العالية وحزمه وإصراره الصلب على التعامل مع كم المشاكل الهائل الذي واجه الدولة منذ اللحظة الاولى للتحرير الذي تمثل في إعادة مرافق الدولة إلى العمل بكل كفاءة وسرعة وفرض الامن والنظام وإظهار هيبة الدولة وسلطتها وكذلك التعامل وبسرعة مع أكبر جريمة بيئية في التاريخ المعاصر وهي إطفاء آبار النفط التي حرقها المعتدي الغاشم عند طرده من الكويت.