Al Jazirah NewsPaper Monday  12/05/2008 G Issue 13010
الأثنين 07 جمادى الأول 1429   العدد  13010
نهارات أخرى
فاطمة ومنصور
فاطمة العتيبي

قضية تكافؤ النسب، تتخذ بعدا براغماتيا داخل المجتمع.. تتخذ آلياتها ونهجها وفق مصالح الناس، والدين مع مصالح الناس لأن الله سبحانه وتعالى رحيما ورفيقا بالناس.

** توافق النسب قائم على التراضي.. فقوانين الدولة لا تلزم ولا تقنن مثل هكذا أمور.. لأن الزواج مسألة شخصية تتعلق بشاب وفتاة ووليها.. ودور الدولة توثيق هذا التراضي الشرعي على بناء أسرة بعقد زواج رسمي لحماية الحقوق.

** فاطمة تعيش في دار الحماية مع طفلها (عامين ونصف) وتعيش ابنتها (4 أعوام) مع والدها المفرق بينه وبين زوجته بدعوى عدم تكافؤ النسب!

أين رأي فاطمة في قضيتها.. في حقها في اختيار حياتها.. إننا الآن وبعيدا عن مانشيتات الإعلام الفضولي الأجنبي وأنفه الطويل الذي يتدخل بتفاصيل حياتنا الخاصة.. ليضع منها قضايا وهمية يشغل الرأي العام بها عن قضايا أكثر حساسية وتأثيرا على المستوى السياسي والاقتصادي!

نفكر في صوت عالٍ..

أين رأي فاطمة؟.. هل تريد فاطمة أن تستقر مع زوجها وأطفالها؟..

هل يمكن لقاضي عدل أن يقبل بأن تعيش فاطمة في دار الحماية الاجتماعية وتنفصل عن أطفالها وزوجها لأن أشقاءها لم يقبلوا بما كان قبل به أبوهم حين كان حيا وقد زوج ابنته زواجا شرعيا ارتضته المحكمة وارتضاه المجتمع وجاءت ثمرته طفلان مفصولان الآن عن أمهما وأبيهما!

** هل ثمة جوانب اطلع عليها القاضي ولم نطلع عليها فجاءت النهاية مثيرة لدهشتنا.

** هل يطعن الأشقاء باستقامة الزوج وهل يرون أنه خطر على ابنتهم وأطفالها.. هل قدموا دلائل على فساده وتعريضه ابنتهم لمخاطر من أي نوع مالية أو سلوكية؟ هل الزوج منصور أهل للزواج؟

** إننا قد نقبل بتفريق بين الزوجين حينما يكون خطرا عليها وعلى أطفالها..

الذي يحدث من بعض القضاة اجتهادا ورغبة في الإصلاح وإبقاء البيوت عامرة وقائمة لتربية الأطفال أنهم ينصحون الزوجات بالصبر على الزوج وأذاه حتى لو كان مدمنا للمخدرات وحتى لو شكت الزوجة من ضرب مبرح تتعرض له وطالبت على إثره بالخلع فإن بعض المفتين والقضاة ينصحون الزوجة بالصبر والاحتساب وأن تحاول إصلاح زوجها وأن تحافظ على بيتها؟

** ما بال بيت فاطمة.. هشاً لا أحد يساندها على أن تحتفظ فيه..

إنني أتطلع واثقة من حسن تقدير ولاة أمرنا لأن يستمعوا لفاطمة وأن يعرفوا منها لماذا تفضل أن تعيش في دور الحماية على أن تذهب للعيش مع أشقائها. وأن تعاد لزوجها وأطفالها إذا كان الزوج صالحا مستقيما قادرا على الحفاظ على كرامة زوجته وأطفاله وحمايتهم.

** إن لفاطمة حقا في اختيار الحياة التي تريد طالما أنها لم تخالف شرعا ولم تخرق قانونا!

** إننا نتطلع لشفافية منصفة لفاطمة ومن مثلها..

فقد خلقنا الله سبحانه من بطون أمهاتنا أحرارا.. ولقد تزوجت فاطمة برضا وليها وبعقد شرعي موثق.. فلا ينتقض هذا كله لرغبة أشقائها في صهر يكافئهم نسبا!!

** من حقنا أن نفهم.. ومن حق فاطمة أن تقول كلمتها!!



Fatemh2007@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5105 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد