الجزيرة - عبدالعزيز السحيمي - تصوير - سعد العنزي
أطلق سمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن أمس جائزة السعفة للقدوة الحسنة وذلك خلال مؤتمر صحفي تم عقده بفندق الفورسيزون بالعاصمة الرياض.
وتهدف الجائزة إلى دعم ونشر ثقافة الشفافية والقيم التي تحويها كل من النزاهة والعدالة والمسؤولية، وتتمثل أهمية هذه الحملة الفريدة لكونها تتماشى مع إرثها الديني والثقافي.
وأتى هذا الإعلان خلال حفل توقيع عقد لتطوير آليات الجائزة مع إحدى بيوت الخبرة العالمية، وتسعى (السعفة) لتكون (الجائزة الوطنية) للسلوك الأخلاقي في التعاملات، كما ستختار فائزا في شهر رمضان من كل عام، وسيصاحب جائزة السعفة مبلغ 250.000 ريال ستدفع لأي مؤسسة خيرية يختارها الفائز ومرخص لها وتدون باسم الفائز، وقد رصد للسعفة مبالغ تكفيها لعدد من السنين القادمة، والباب مفتوح بالطبع لتنمية هذا الرصيد من المهتمين سواء من المؤسسات أو الأفراد لتوسيع دور السعفة ونشاطها، وهي ليست حدثا واحدا ولكنها جهد صمم لاستمرار النقاش والأنشطة بصفة مستمرة مما يؤدي إلى تحسن مستمر في مجال التعاملات في المملكة وتحسين سمعتها.
وتتكون اللجنة التأسيسية للسعفة من مجموعة من الشخصيات البارزة التي تمتلك خلفيات ذات علاقة بالسعفة، وتضم اللجنة التأسيسية في عضويتها كل من: الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن، الشيخ الدكتور زيد عبدالكريم الزيد، الأستاذ حسين العذل، الأستاذ عبدالوهاب الفايز، الدكتور عبدالرحمن الحميد، الأستاذ عبدالناصر السحيباني، الأستاذ يوسف المبارك.
كما ستقوم اللجنة بإحداث هيكل تنظيمي وإجراءات داخلية ومعايير الترشيح والاختيار، واضعة نصب عينيها أن تتم إجراءات الجائزة على أعلى درجة من الشفافية وأن تحاكي في ذلك الجوائز العالمية وتغطي خبرات أعضاء اللجنة التأسيسية للسعفة المتطلبات الضرورية لنجاحها مثل: الخلفية الشرعية والقانونية والمحاسبية والإعلامية وقطاع الأعمال.
وفي تصريح له أشار الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن عضو اللجنة التأسيسية وصاحب فكرة الجائزة: (إن جائزة (القدوة الحسنة) تأتي تشجيعا للسلوك الأخلاقي السوي في التعاملات مما سيرفع من مستوى الأداء والأعمال ويعود بالمصلحة والفائدة للجميع، مشيرا إلى أن السعفة تدعم الممارسات الصالحة وسيكون الرابح الحقيقي لهذه الجائزة المؤسسات والمواطن بصفة عامة).
وقال سموه: (إن الحث على السلوك السوي كان دائما احد مبادئ الإسلام. والغرض الأساسي من السعفة هو إبراز وتكريم الأدوار التي تقوم بها المؤسسات الحكومية والتجارية، والتي يمثل سلوكها السوي مثالا ناصعا للنزاهة والمسؤولية والعدالة لكي تكون مثالا يحتذى به، وللإسهام في تحسين الانطباعات الخارجية عنا). موضحا أن هذه الجائزة تسعى إلى تعزيز السلوك الأخلاقي في التعاملات. الأمر الذي سيعطي نتائج جيدة تعود بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني للمملكة مؤكدا أن المؤسسات التي تتبنى هذا السلوك ستستفيد استفادة مباشرة منه.
وتابع الأمير تركي: (تسعى السعفة إلى تحسين الانطباع والتصور السائدين عن المملكة اللذين خلفتهما بعض وسائل الإعلام الخارجية التي تركز بشكل كبير على السلبيات دون إنصاف منها ودون إبراز الجوانب المضيئة في مملكتنا ومجتمعنا وهي كثيرة ولله الحمد، الأمر الذي ترك انطباعا غير جيد لدى بعض المجتمعات دون معرفة الوجه الحقيقي، ونأمل أن تساهم السعفة على إبراز مظاهر القوة والسلوك السوي للمملكة للعالم.
وفي ختام تصريحه أعرب الأمير تركي عن اطمئنانه لاختيار الاستشاري آرثر د. ليتيل (Arthur D.Little) مشيرا إلى أن بيت الخبرة هذا سيكون له أثر فعال لما لهم من تجارب غنية في هذا المجال، مؤكدا أن إجراءات السعفة ستتم باستقلالية تامة وستحاكي أكثر الجوائز مهنية وشفافية في العالم).
من جهته شدد الأستاذ عبدالوهاب الفايز على أهمية المبادرة الوطنية من قبل المؤسسات في المملكة لرعاية مثل هذه الجوائز لما لها من أهمية في دفع عجلة التنمية في المملكة، وقال الفايز: (إذا نحن لم نبادر لبناء مؤسساتنا الخاصة التي ترعى ما هو مطروح على الأجندة العالمية، علينا أن نتقبل ما تطرحه المنظمات العالمية عنا، دون أن نتوقع تناول الإيجابيات التي يحفل بها مجتمعنا، حيث إن الأعين جميعها تتجه للمملكة لما من الله علينا من نعمه الكثيرة، ومن مصلحتنا أن نخص مجتمعنا بالمؤسسات القوية القادرة، ولنا تجارب ناجحة تعكس ثقتنا بأنفسنا وثقتنا بمؤسساتنا). منوها إلى أن تصحيح الانطباع عن المملكة سيؤدي إلى فتح آفاق كثيرة للاستثمار الخارجي ودعم للاقتصاد الوطني، وسيؤدي إلى منافع كبيرة للاقتصاد.
وأضاف الفايز: (سيقلص السلوك الأخلاقي في التعاملات إلى تخفيف التعقيدات والبيروقراطية في إدارة الأعمال فالتعامل ضمن قيم مشتركة بين المتعاملين سيبسط التعامل البيني ويجعل من هذا التعامل قليل التكلفة لأنه سيلغي أو يقلل كثيرا من الإجراءات البيروقراطية المكلفة، وعندما يكون التعامل وفق السلوك الأخلاقي منتشرا سيدعم ذلك كثيرا من التعاون الدولي معنا وسيشكل رافدا مساندا لنمو الاقتصاد السعودي).
وفي ختام حديثه أكد الفايز أهمية تكريم النماذج الإيجابية قائلا: (إننا نعيش في مجتمع تكثر فيه النماذج الإيجابية التي تخدم بلادها بصمت، وهؤلاء من حقهم أن يكرموا، ومن حقنا أن ننظم دائرة النجاح ونوسعها، فالنجاح يقودنا إلى نجاح).