الجزيرة - محمد العيدروس
يضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز غداً الثلاثاء حجر أساس جامعة الملك سعود للعلوم الصحية في الرياض، التي تعد الأحدث في مجالها وتخصصاتها، وتتميز الجامعة بأنها الثالثة عالمياً في إطار تقديم تعليم صحي جامعي وفوق الجامعي.
ويشهد حفل وضع حجر الأساس تخريج 24 طالباً يمثلون الدفعة الأولى من طلبة كلية الطب التي من المتوقع أن تساهم بشكل فاعل في سد العجز في الكوادر المؤهلة من الأطباء. وتمنح الجامعة درجة البكالوريوس لخريجي الجامعات الراغبين في دراسة التخصصات الصحية، كما تعتمد الجامعة على مناهج متطورة ومحدثة، وتتعاون مع عدد من الجامعات الرائدة في تخصصاتها.
مناهج إبداعية
وقال الدكتور يوسف بن عبد الله العيسى وكيل جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية عميد كلية الطب إن الجامعة تسعى لخلق بيئة تعليمية متميزة ترتفع بقدرات الطلاب، وتساعدهم على اكتساب المعرفة؛ ما يجعلهم طلاب علم طوال حياتهم وقياديين أكفاء ومواطنين صالحين، ولهم قدرة على تقديم رعاية صحية متكاملة لأبناء مجتمعهم.
وتطبق الجامعة مناهج إبداعية من خلال استخدام أحدث وسائل وتقنيات التدريس والتدريب، مع التنبيه إلى أن التميز في تصميم المناهج وممارسة العمل التدريسي وتقويم الطلاب وتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس تعدُّ مجتمعة من أهم أولويات الجامعة، ويدخل ذلك ضمن نظام التحفيز والترفيه.
ويشير الدكتور العيسى إلى أن الجامعة تعتبر الأولى من نوعها على المستويين الإقليمي والعربي، وتوفر بيئة أكاديمية وعلمية تتناسب مع التوسع الهائل في الخدمات الصحية بالمملكة على المستويين الأفقي والرأسي، وتحفز على التميز في التعليم، وتحث على استنفار الطاقات من أجل التوسع في الدراسات والأبحاث العلمية القيمة والجادة مع الحرص على الاستفادة من نتائج البحوث فيما يتعلق بتطوير الممارسة المهنية والاستمرار في تطبيق نظام التدريس المعتمد على الأدلة، وذلك بجانب المراجعة المنتظمة للمنهج والخطة الدراسية وطرق التقديم وتقويم الطلاب للتأكد من جودتها العالية في مختلف البرامج الأكاديمية بالجامعة.
ويضيف العيسى أن الجامعة طورت برنامجاً تأسيسياً لمدة عامين، يهدف إلى تنمية الخلفية المعرفية لدى الطلاب وصقل مهاراتهم واستنفار طاقاتهم الإبداعية ورفع درجة شغفهم بالعلم؛ ما يؤهلهم إلى الالتحاق ببرامج أكاديمية متنوعة في مختلف كليات الجامعة.
وعن أهداف الجامعة يقول الدكتور العيسى إن الجامعة تهدف إلى تقديم تعليم صحي جامعي وفوق الجامعي إبداعي، يتماشى مع أعلى المعايير العالمية في بيئة غنية مرتكزة على الطالب، وتطبيق المعايير المرتكزة على الأدلة والمخرجات ذات الجودة العالية عن طريق الاستفادة من الخبرات المتراكمة والمصادر الغنية لمدن الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني؛ وذلك لإثراء البرامج الأكاديمية والأنشطة الخدمية من أجل الارتقاء بصحة المواطن ورفاهيته، وبالتالي تكون المحصلة النهائية تخريج مهنيين أكفاء في مجال الرعاية الصحية ولديهم القدرة على التفكير النقدي والتحليل الموضوعي والتواصل الفعّال، منطلقين من إرث تاريخي وثقافي، ومتحلين بصفات المواطنة الصالحة، وقادرين على تقديم رعاية صحية آمنة ورحيمة تتمحور حول المريض.
وعن الجديد الذي ستقدمه الجامعة لأعضاء هيئة التدريس قال وكيل الجامعة للعلوم الصحية عميد كلية الطب: إن جديد الجامعة يتمثل في تقديم البرامج الداعمة لتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس؛ ما يمكنهم من تقديم تعليم من الدرجة الأولى، ويرفع قدراتهم الأكاديمية والتدريسية، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في المؤتمرات والندوات وورش العمل والأنشطة المحلية والعالمية، بجانب تبادل الزيارات والأساتذة مع جامعات عالمية مرموقة، وذلك فضلاً عن الخدمات الإلكترونية للاتصال بالمراكز الطبية ومراكز البحوث العالمية، وتسهيل عمليات الاتصال بينهم وبين طلابهم عبر البريد الإلكتروني ومنتديات المناقشة.
أما الجديد الذي ستقدمه الجامعة للطلاب فلدى الجامعة مركز ضخم لتنمية المهارات الإكلينيكية، وهو الأول من نوعه على المستوى الإقليمي، ويضاهي المراكز القليلة القائمة الآن في عدد من الدول المتقدمة، كما أن شبكة الاتصالات الداخلية المرتبطة بالشبكة الخارجية تمكنهم من استخدام حاسباتهم الشخصية للتواصل مع قاعات المحاضرات والمكتبات والمختبرات وكل المواقع الدراسية، ويمكنهم كذلك استخدام حاسباتهم المحمولة من أي مكان داخل المدينة الجامعية أو الدخول على الدوريات والمكتبات الإلكترونية في مواقع جغرافية نائية عن الشبكة، وبالإضافة إلى ذلك العمل على تصميم برامج متطورة وحديثة ضمن خطة شؤون الطلاب؛ ما يتيح لهم ممارسة أنشطة ترفيهية متنوعة داخل بيئة جامعية محفزة وجاذبة.
ويؤكد الدكتور العيسى أن الجامعة تصمم خططها الدراسية ومناهجها وفق احتياجات سوق العمل، وترتبط أهدافها بتلبية حاجة القطاع الطبي من الكوادر الصحية المؤهلة والمدربة تدريبًا عاليًا؛ ولذلك فهي تحاول تحقيق أقصى فائدة من تجارب جامعات عالمية مرموقة مثل جامعة سيدني بأستراليا وماسترخ بهولندا في وضع مناهج كلية الطب، واستوحت من هاتين الجامعتين منهج الطب المبني على حل المشكلات، وهو منهج قائم على تطوير ملكة التفكير الإبداعي لدى الطلاب، وتحفيز قدراتهم على الملاحظة والمناقشة والتحليل والاستنتاج، وبذلك يكتسب الطلاب براعة في اتخاذ القرار الصحيح حول أي مشكلة تجابههم أثناء الممارسة، وهذا الأسلوب يكمن في استخدام نظام الدورات الذي يعتمد على اندماج وتكامل العلوم الأساسية مع العلوم السريرية، كما يرتكز تصميم المناهج على برامج التدريب المكثف بالاستفادة مما تتيحه مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني من إمكانات وتجهيزات عالية المستوى.
تحدي الطلاب ب: (تعلّم
كيف تتعلّم)
وعن آلية ومعايير اختيار أعضاء هيئة التدريس قال العيسى إن المعيار الرئيسي في اختيار أعضاء هيئة التدريس هو الكفاءة والتميز والإبداع، والقدرة على التفاعل الكامل مع الطلاب وإدارة مجموعاتهم الصغيرة بكفاءة عالية، والتواصل معهم إلكترونيًّا، ونقل المعرفة إليهم بسلاسة وسهولة.
ويرى الدكتور العيسى أن أهمية الجامعة بالنسبة إلى الواقع التعليمي الصحي في السعودية تكمن في تميزها، فهي أول جامعة متخصصة في العلوم الصحية على مستوى الوطن العربي، وقد بدأت بقبول حملة البكالوريوس في تخصصات العلوم الصحية، وهذا يعني تخصصين في طالب واحد، وهذا بلا شك يرفع مهنية الممارس، فحين يكون الطبيب ملمًّا بالطب والعلوم أو الصيدلة مثلاً أو الطب والعلوم الطبية التطبيقية فهذا يعني توقع درجة عالية من الكفاءة في الأداء. ورغم أن الكلية بدأت منذ العام الدراسي الحالي قبول خريجي الثانوية العامة إلا أنها مستمرة في قبول حملة البكالوريوس.. كما أن وجود الجامعة داخل منظومة الشؤون الصحية بالحرس الوطني يتيح لها إمكانيات تدريب مكثفة ومتميزة، ويكفي ما اكتسبته هذه المدينة من سمعة عالمية في مجال الجراحات وخصوصًا جراحة الأطفال.. فالممارس الذي يتخرج في هذه الجامعة سيكون بإذن الله قادرًا على قيادة العمل الطبي في موقعه، وسيتميز عن زملائه بامتلاكه خبرات وتجارب واسعة.. وفوق كل ذلك فإن هذه الجامعة ربما تكون هي الوحيدة التي تطبق منهج التعلم المبني على حل المشكلات على المستويين المحلي والعربي.
وقال العيسى إن جامعة الملك سعود للعلوم الصحية هي الوحيدة التي تتيح حالياً فرصة الدراسة لحملة بكالوريوس العلوم والعلوم الطبية التطبيقية والصيدلة والطب البيطري للانضمام إلى برامج الطب المتكاملة للإسهام في سد النقص في مجال التخصصات الطبية، وقريبًا سيُفتح المجال لكافة خريجي الجامعات وحملة البكالوريوس لدراسة الطب في هذه الجامعة دون النظر إلى تخصصاتهم شريطة اجتياز امتحان القدرات الأكاديمية.
الإنترنت يصل بين الطلاب وهيئة التدريس
من جهته قال الدكتور محمد بن سعد المعمري العميد المشارك للشؤون السريرية بكلية الطب في الرياض إن توجيه خادم الحرمين بإنشاء كلية الطب أثمر عن كلية نموذجية تعتبر مثالاً يحتذى به على مستوى المنطقة؛ لذا فإن تخريج الدفعة الأولى من طلاب كلية الطب يشكل مساهمة في النهضة الصحية على مستوى الوطن ومحاولة لسد النقص الكبير في القوى العاملة في هذا القطاع.
ويشير الدكتور المعمري إلى أن كلية الطب لم تكتف بالمنهج الإبداعي بل سعت إلى البحث عن أحدث التقنيات لتقديم المنهج كاملاً من خلال الشبكة العنكبوتية لإتاحة التفاعل المستمر بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وعززت ذلك بالمستجدات في البحث العلمي والتطبيقي في مجال العلوم الصحية وعبر التعاون الدولي مع العديد من الجامعات والمراكز العالمية،
وأضاف الدكتور المعمري أن البرنامج الإبداعي التكاملي الذاتي الذي اعتمدته كلية الطب والمطبق عبر تقنيات معلوماتية متطورة يشكل نقلة كبيرة في مجال التعليم الطبي، ويطبق من خلال المنظومة المتكاملة للشؤون الصحية للحرس الوطني المتمثلة في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض. فالإنجازات الطبية والعلمية التي تمت في المدينة وبرامج التعليم العالي وبرامج الزمالة الطبية التي تعد الأكبر على مستوى المملكة العربية السعودية تقدم زخماً متواصلاً لكلية الطب التي ستضيف بدورها البُعد الأكاديمي والبحثي لتعمق مفهوم الرعاية الصحية المتعددة الأهداف والمستويات.
24 طبيباً في عرس الجامعة
من جهتهم عبر الطلاب الخريجون من كلية الطب الذين سيتم منحهم شهادات تخرجهم خلال حفل وضع حجر الأساس للجامعة عن سعادتهم وتقديرهم لكلية الطب وأعضاء هيئة التدريس فيها، وأجمعوا على أن تجربتهم كانت ناجحة وأمدتهم بحافز لمواصلة تعليمهم والحرص على الجمع بين العلم والإبداع.
أسماء خريجي الدفعة الأولى
من كلية الطب
عبدالله بن سويلم الحويطي، سمير بن عواد المحمادي، سليم بن منور العروي، خالد بن عبدالله مهاجر، سهل بن جلال الدين سمرقندي، خلف بن فيصل العنزي، عبدالرحمن بن عبدالله المطيري، سامي بن محمد اليامي، أحمد بن محمد المطيري، هيثم بن عبد العزيز خوقير، علي بن محني العماري، عبد الرحمن بن هشام بوبسيط، أحمد بن إبراهيم الاحيدب، حبيب بن سعيد التكروني، بندر بن عبدالله حداد، وليد بن عبد المعين القاضي، أشرف بن محمد الحازمي، محمد بن مبارك الدوسري، عماد بن عصام غباشي، حمود بن عبدالعزيز الشمراني، فيصل بن صابر عبد الفتاح، أحمد بن علي الحربي، أحمد بن صديق نورسعيد، نايف بن محمد الريحان.
