بيروت - الجزيرة - وكالات
انتشر الجيش اللبناني في طرابلس (شمال) بعد مواجهات بين أنصار المعارضة والأكثرية بينما غاب مسلحو المعارضة عن شوارع بيروت في حين لا يزال الحل السياسي للأزمة يواجه مأزقا يبحث في حله وزراء الخارجية العرب المجتمعون في القاهرة.
وقد اندلعت المواجهات منذ الأربعاء في بيروت ثم انتقلت إلى عدد من المناطق على خلفية قرارات اتخذتها الحكومة واعتبرها حزب الله تمس بأمنه، وبلغت حصيلة الضحايا 35 قتيلا.
وتقدمت وحدات مؤلفة من الجيش إلى منطقتي باب التبانة والقبة حيث غالبية السكان من السنة ومنطقة بعل محسن ذات الغالبية العلوية بعد أن هدأت المواجهات التي أسفرت عن مقتل امرأة وإصابة خمسة أشخاص بجروح.
ومع عودة الهدوء فتحت بعض المتاجر أبوابها وبدأ آلاف النازحين من مناطق الاشتباكات بالعودة إلى منازلهم.
ورحب مصباح الأحدب نائب طرابلس من الأكثرية بانتشار الجيش مشدداً على ضرورة استكمال هذه الخطوة (بإخراج مسلحي الحزب القومي (السوري الاجتماعي - معارضة) الذين استقدموا إلى المدينة من مناطق أخرى).
وقال (حملت الجيش مسؤولية بقائهم في طرابلس حتى لا يتكرر ما جرى في عكار) حيث قتل السبت 14 شخصا غالبيتهم من الحزب الموالي لسوريا.
ورأى الأحدب أن (الجيش يواجه تحديا كبيرا وعليه أن يثبت أن دوره لم يكن حاميا للميليشيات).
بالمقابل برر رئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي، أحد شخصيات المعارضة، ردة فعل حزب الله على قرارات الحكومة لكنه أقرب (عمق الجرح) الذي خلفته بين السنة والشيعة.
وقال كرامي في مؤتمر صحافي عقده الأحد في مدينة طرابلس إن قرارات الحكومة (وضعت المقاومة في الزاوية بحيث لم يعد أمامها إلا الاستسلام أو فعل ما فعلته).
رغم ذلك قال كرامي الذي ينتمي إلى الطائفة السنية (لكن إذا انقلب الوضع وأصبحت القضية تناحر مذاهب أما نجلس في بيوتنا أو نكون مع طائفتنا). ورأى كرامي أن الجيش عالج الأزمة (بحكمة وحيادية).
وفي بيروت انسحب مسلحو المعارضة وعلى رأسها حزب الله من الأحياء التي كانت معقلا لأنصار الحكومة وخصوصا لتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري بعد أن سيطروا عليها منذ صباح السبت إثر اشتباكات بدأت الأربعاء.
غير أن السواتر الترابية ما زالت تقطع الطريق الرئيسية المؤدية إلى مطار رفيق الحريري الدولي الذي توقفت حركته منذ أيام مع أنه المنفذ الجوي الوحيد.
وتجوب دوريات الجيش شوارع القسم الغربي من العاصمة حيث ما زالت طرق رئيسية مقفلة بالعوائق والسواتر الترابية التي نصبتها المعارضة والتي أعربت عن نيتها عدم إزالتها حتى حل الأزمة.
من ناحيته دعا المرجع الديني الشيعي محمد حسن فضل الله إلى (المباشرة بحوار عقلاني هادئ لحل المشكل بطريقة واقعية) مشددا على (أن تدويل الأزمة الداخلية أو تعريبها يزيدها تعقيدا).
وطالب فضل الله العرب والمسلمين التنبه إلى أن ما يجري (لا يتصل بالاختلاف المذهبي السني الشيعي) وإنما سببه (خلاف سياسي له جذوره الداخلية ومحركاته الخارجية).
وساد الهدوء في منطقة البقاع (شرق) حيث فتحت الطرق باستثناء الطريق الدولية المؤدية إلا سوريا من ناحية معبر المصنع.
أما في قضاء عالية (شرق بيروت) فقد شهدت بلدة عيتات توترا أدى إلى بعض الاشتباكات بين أنصار الأكثرية والمعارضة.
ودعت قيادة الجيش السبت إلى سحب المسلحين وفتح الطرقات بعد أن وضعت الحكومة قرارين اعتبرهما حزب الله يمسان بأمنه في عهدة قيادة المؤسسة العسكرية.
ولم يتبلور حتى الآن أي مخرج حقيقي للحل مع تأكيد المعارضة مواصلة عصيانها المدني وسط استمرار الخلاف بين الطرفين على أولويات الحل السياسي للأزمة.