أسعد كثيراً بالجلوس مع الأستاذ الدكتور الوالد عبدالعزيز بن محمد الفيصل واستشارته ومناقشته في بعض الجوانب التي تهمني أو تخص بعض ما يعرض في الوراق أو التاريخ المحلي والقديم بشكل عام. والفيصل عَلَم معروف في الأوساط التاريخية والبحثية والأكاديمية من خلال تدريسه للطلاب على مدى عقود وإشرافه على رسائلهم العلمية ومناقشتها.
الدكتور الفيصل يمثل جيلاً من رواد الباحثين والمتمكنين في تخصصهم العلمي والوصول إلى أعلى الدرجات في السلم الأكاديمي، ومع ذلك لم يغفل الشق الثاني من الباحثين من خارج الوسط الأكاديمي من باحثين أو محرري الصفحات الثقافية؛ فقد كان وما زال متابعاً لهذا المشهد. ولعل أكبر دليل كتاباته المتواصلة في الصحف (ولاسيما صحيفة الجزيرة)، ممسكاً بالعصا من المنتصف في كتاباته من المحافظة على روح البحث العلمي في المقال، مع الكتابة بلغة تتناسب وقراء الصحف وهم يمثلون شرائح متعددة من القراء وبدرجات متفاوتة من الثقافة.
قد يجهل البعض أن الفيصل تطرق في دراساته إلى موضوعات مهمة تمثل اتجاهات متعددة في التوثيق التاريخي من بوابات عدة، ولاسيما من خلال مدخل الشعر والأدب.
كتب الفيصل في شعر القبائل العربية القديمة، وتحدث في النقد، وكتب موضوعات ماتعة في غريب الألفاظ المستعملة في قلب جزيرة العرب، وكان وفياً بدرجة مضاعفة حين كتب مؤلَّفين جميلين عن مسقط رأسه مدينة عودة سدير، وله مقالات صحفية منوعة وثَّقها في كتاب ضخم يقع في مجلدات عدة، وله دراسة علمية أصيلة بل متينة عن المعلقات العشر.
هذا ما تبادر في ذهني وأنا أطلع على مشاركات الفيصل المتميزة في صحيفة الجزيرة، ومن خلال المنابر الأدبية والثقافية.
للتواصل: فاكس - 2092858
Tyty88@gawab.com