منذ فترة ليست بالقصيرة بدأت تدب في أروقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب حركة نشطة زيادة عن المألوف أو المعتاد عليه في هذا الصرح.. بدأت لجان.. وبدأت أوراق هنا وهناك. وأطروحات ونقاشات.. واقتراحات وملفات تأتي وتغادر.. وشباب حماسه منقطع النظير يحمل هذه الأفكار بين هذه الأدوار دون كلل أو ملل.. ما الحكاية..؟؟؟؟
شممنا رائحة مشروع جبار.. وسمعنا عن تطور مذهل.. ونقلة نوعية جذرية.. حضارية.. آتية..
تساؤلات عديدة طرحت واستفسارات عديدة ملأت أرجاء المكان..
ولم تدم الحيرة طويلاً.. فقد كان هناك رجل خلف هذه الاجتماعات.. ورجل هو من يستطيع الإجابة عن هذه التساؤلات.. إنه رجل المهمات الصعبة.. رجل المواقف..
انطلقت الفكرة من رأسه في ليلة كان الجميع نائمين.. وهذا الرجل مستيقظ.. الجميع نائمون.. وهذا الرجل يفكر بمستقبل شباب هذا الوطن.. الجميع نائمون.. وهذا الرجل يفكر بمستقبل رياضة هذا الوطن ورفع رايتها خفاقة عالية في جميع المحافل الدولية..
إنه نواف بن فيصل بن فهد.. تلك القامة الشامخة.. وصاحب فكرة الانتخابات الرياضية..
انطلقت الفكرة من رأس هذا الرجل وفي صباح عرضها على قائد مسيرة الشباب.. على من يقف خلف هذه الإنجازات.. على من يقف على رأس الهرم في رعاية الشباب والبحث عن همومهم والسعي قدما للبحث عن أفضل الطرق لتطوير الرياضة في بلدنا..
إنه سلطان بن فهد بن عبدالعزيز.. هذا الرجل الذي لم يتوان ولم يتأخر في تقديمها كمقترح إلى ولاة الأمر.. وهو على يقين أنهم لن يبخلوا ولن يألوا جهدا في الدعم والموافقة والعون كعادتهم حفظهم الله.
** جاءت الفكرة.. وجاءت الموافقة.. وبدأ الجد..
وأصبحت فكرة الانتخابات الرياضية واقعا ملموسا.. وهدفا لابد من تطبيقه تماشيا مع ما تقتضيه مصلحة الوطن وتماشيا مع الأنظمة الدولية المعمول بها في كافة أرجاء المعمورة لمواكبة تطور الرياضة العالمية وبالتالي انعكاسها على تطور الرياضة السعودية.
** نظرة نواف طويلة المدى..
** نظرة نواف ثاقبة الرؤى..
** رجل يملك من سعة الأفق.. وقراءة المستقبل ما يؤهله لقيادة دفة هذه النقلة النوعية الحضارية.
* كونت اللجان وبدأت اللجان والتحضيرات والاجتماعات الدورية والمتتابعة وكان يطلع على كل صغيرة وكبيرة.. أشرف على كل حرف.. واطلع على كل التجارب السابقة من أجل أن نستفيد من أخطاء الآخرين وأن لا نبدأ السلم من الأول..
عملية ليست بتلك السهولة المتوقعة من البعض..
ومن يقترب أو يطلع على جزء من هذه الاجتماعات أو أن يكون له شرف المشاركة في بعض هذه الاجتماعات أو اللجان.. يدرك مدى الجهد المبذول لتلافي الأخطاء وتحقيق أقصى درجات النجاح في العملية الانتخابية..
سهر وتعب واجتماع خلفه ألف اجتماع.. واجتماع..
* إلى أن جاء (الخميس) وفيه تحديد المصير.. وفيه ننظر إلى النجاح.. ننظر إلى قطف الثمار.. ننظر إلى كيف كانت هذه الاجتماعات وماذا عملت هذه اللجان..؟؟
* جاء يوم (الخميس) وانطلقت العملية الانتخابية.. بكل شفافية.. وبكل دقة.. وبكل نجاح.. وكأن الأمر معد مسبقاً.. وكأننا مررنا بتجارب انتخابية عديدة.. وكأن الأمر أصبح سيّان وأقل من عادي بالنسبة لنا.. كأننا ولدنا ونحن ننتخب ونشارك في الانتخابات.. لم يستغرب من حضر أو شاهد أو قرأ عن هذه السلاسة والكيفية التي أديرت بها العملية الانتخابية..
لم يستغرب أحد هذا النجاح للجنة المنظمة والقائمين عليها.. ولكن الأسئلة طرحت بفخر واعتزاز.. وبنشوة نصر وشموخ: من أين اكتسبوا هذه الخبرة؟.. ومن أين لهم بهذه الإمكانيات الشخصية والقدرات الهائلة الفردية والجماعية بحيث إنك متيقن أنك أمام شركة عالمية تدير هذه العملية.. وهذا التنظيم الرائع.. وتتم العملية بطريقة سلسلة انسيابية دون ضجر أو حتى جزء من فوضى؟؟ ولكن حينما تركز في النظر وتتمعن الأسماء وتحاور وتستمع إلى من حولك وإلى هذه اللجان سترى أن جميع العاملين هم من الكوادر الوطنية.. هم أبناء هذا الوطن..
هم من نتاج هذه الاجتماعات.. هم من تلقوا تعاليمهم وتدربوا في هذا الوطن المعطاء..
هم من شاركوا واستمعوا إلى توجيهات سلطان ونواف.. وكان النجاح حليف الجميع.
** بعد هذه النجاحات حيث كان لي شرف إعداد كتاب يحتوي على مسيرة الانتخابات الرياضية وذلك بعد أن عرضت الأمر على سمو الأمير نواف الذي لم يبخل بالدعم والموافقة والمؤازرة وهو شرف لي أعتز به.
هذا الكتاب سيرى النور قريباً إن شاء الله ويحكي عن مسيرة الانتخابات منذ انطلاقتها حتى النهاية وقد رأيت وسمعت العديد من الأفكار.. وقرأت العديد من الخطابات والمراسلات التي تمت بهذا الخصوص، وتيقنت أننا خلف قيادة عظيمة.. لا تأتي قراراتها من فراغ، ومن يقترب من رعاية الشباب أكثر وأكثر يدرك مدى الجهد والوقت والمال المبذول لمواصلة مسيرة النجاح في الحركة الرياضية لتواكب النجاحات المحققة في القطاعات الأخرى..ولتواكب وتستمر للمحافظة على مكتسبات الرياضة السعودية في المحافل الدولية. هنيئا لنا بهذه القيادة..
وهنيئا لنا بهذه الكوادر التي أثبتت فعلا أننا قادرون على خلق الإبداع وتحدي الصعاب.. وطرق الأبواب العالمية بشتى الوسائل ومن أوسع الأبواب والولوج إليها والمحافظة على هذه المكتسبات بأيد وطنية تملك من العقول والإمكانيات ما يؤهلها لخلق الفكرة والمحافظة عليها وتنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع بأحسن وأفضل الطرق.
** من خلال احتكاكي بهذه اللجان.. ومن خلال حواراتي مع البعض منهم.. كنت أود أن أذكرهم جميعا على صفحات هذه الجريدة فهم تاج على رؤوسنا بذلوا من الجهد والوقت ما يجعلنا نفتخر بهم ونعتز أشد الاعتزاز.. ولكن الوقت والمساحة لا يتسعان لذكر الجميع فلهم منا كل الشكر والتقدير.. ولكنني في هذه العجالة أحب أن أنوه إلى شخصية شابة سعودية حماسها منقطع النظير (جندي مجهول).. سهر مع من سهر وأكثر.. وبذل الجهد الكثير في التنظيم والمتابعة تقع على عاتقه أمور عديدة.. ورغم كل شيء.. رغم انشغالاته وارتباطاته وهمومه وتفكيره بالنجاح.. إلا أنك لا ترى من هذا الشخص أي تذمر أو (تكشيرة) يقابلك بابتسامة رائعة ويقدم لك الخدمة المطلوبة ويجيب عن استفساراتك بكل شفافية ومحبة وبصدر رحب.. إنه عبدالإله الجنوبي.. هذا الرجل الذي كلما تعرفت عليه من قرب كلما أحببته واحترمته أكثر.. هنيئا لوطننا بهذه النوعية من الشباب المعطاء ومزيدا من التقدم والرقي يا وطني.
** بعد انتهاء العملية الانتخابية.. بما فيها من منافسات عديدة.. إلا أنها ولله الحمد منافسات شريفة فاز فيها من استطاع أن يدير نفسه ويقدم نفسه بالطريقة الحضارية الصحيحة.. ولا يوجد خاسر فيها.. وبعد تعيين الأعضاء المتبقين لإكمال النصاب.. وانتهاء الحفل بتوديع السابقين واستقبال الأعضاء الجدد.. أريد أن أهمس في أذن كل عضو من هؤلاء الأعضاء: أنتم من يمثل أبناء هذا الجيل.. وأنتم من ترتكز عليهم الآمال والطموحات في تقديم المسيرة الرياضية ونهضتها.. وأنتم الركائز الأساسية في العملية التطويرية لرياضة هذا الوطن.. فقط ابذلوا كل جهودكم لمواصلة المسيرة.. والمحافظة على ما وصلنا إليه من تقدم للرياضة السعودية في المحافل الدولية والتي لم تأت من فراغ.. بل من جهود بذلت وسهر ووقت ومال..
فقط حافظوا على هذه المنجزات.. لتأتي خطوتكم التالية.. الارتقاء بالرياضة السعودية في جميع الألعاب.. وفي جميع المحافل.. الارتقاء بمستوى وثقافة اللاعب السعودي.. الارتقاء والاهتمام بجميع الألعاب.. فك الاختناقات في المسابقات.. وضع حد وسد الثغرات في أنظمة الاحتراف.. الارتقاء بمستوى الدوري والمنتخبات.أشياء عديدة.. وأمور كثيرة مطلوب منكم إنجازها.. ونحن نعلم وندرك أن النجاح لا يأتي بيوم وليلة.. ولكنها الانطلاقة الحقيقية نحو العالمية (الاحترافية) سواء على مستوى اللاعب أو النادي.. وأنتم خير من يؤمن بذلك ويستطيع القيام به.. وفقنا الله وإياكم.