Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/05/2008 G Issue 13009
الأحد 06 جمادى الأول 1429   العدد  13009
اليوم العالمي للربو 2008
د. أيمن بدر كريم- استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم

صادف الثلاثاء السادس من شهر مايو 2008 اليوم العالمي للتوعية بمرض الربو الذي احتفل به العالم لأول مرة عام 1998، وكان للمنظمة العالمية للتوعية بمرض الربو (GINA) الأثر الأكبر في نشر المعرفة والثقافة الصحية المتعلقة بمرض الربو وكذلك توجيه العاملين في المجال الصحي إلى أفضل وأحدث الطرق لعلاج مرض الربو بناء على الدلائل والبراهين العلمية.

وترفع المنظمات الصحية في هذا اليوم من العام الجاري شعار (باستطاعتكم التحكم في الربو) للدلالة على أهمية التوعية بتوافر الرعاية الطبية السليمة والأدوية المناسبة لجميع حالات الربو عند الصغار والكبار الذين يعانون عدم القدرة على التحكم بأعراض الربو التي تكون عادة سببا في تدهور حالتهم الصحية والنفسية والاجتماعية.

وتحتفل المملكة العربية السعودية كل عام بهذه المناسبة ممثلة في مؤسساتها الصحية المختلفة ليس فقط للتوعية بمرض الربو لدى الجمهور والعاملين في القطاع الصحي ولكن أيضا لدفع عجلة البحث العلمي والأكاديمي في مجال مرض الربو بصفة خاصة.

ويعتبر مرض الربو من الأمراض الشائعة عموما حيث يصاب به ما يقرب من 5% من الأفراد في المجتمع الأمريكي ويزيد في غيرها من المجتمعات حتى إنه يصل إلى ما يقرب من 15-20% في بعض مناطق المملكة، ويعاني المصابون من هذا المرض حساسية مفرطة والتهابات مزمنة تصيب الشعب الهوائية وخاصة الصغيرة منها مما يسبب صعوبة في دخول وخروج الهواء وبالتالي أعراض ضيق التنفس والسعال وصفير الصدر، وتسبب بعض المهيجات والعوامل نوبات الربو الحادة مما يستدعي في كثير من الأحيان زيارة الطبيب بصورة عاجلة أو التدخل الطبي من خلال تقديم العناية الطبية الطارئة في المستشفى ومن ضمن هذه العوامل التعرض للغبار ودخان السجائر والبخور والعطور القوية وغبار الطلع خاصة أثناء فصل الربيع وكذلك الإصابة بنزلات البرد وغيرها.

وفي أحيان كثيرة يشعر المريض بتحسن نسبي في حالته الصحية وندرة الأعراض المصاحبة للربو مما يشجعه على ترك العلاج تماما وعدم الاهتمام بتجنب الأسباب المساعدة على تهيج الشعب الهوائية السبب الذي يؤدي إلى معاودة النوبات الحادة وانتكاسات تنفسية متكررة.

ويمكن أن تؤدي الإصابة بمرض الربو إلى تفاقم تكاليف العلاج الطبي وتدهور الحالة الصحية العامة وتعسر التحصيل الدراسي والأكاديمي وكذلك زيادة نسبة الغياب عن العمل، كما أنه وفي كثير من الأحيان يكون الربو سببا في رداءة النوم والأرق المزمن بسبب نوبات السعال وضيق التنفس التي تنتاب ما يقرب من 70% من المصابين به بمعدلٍ أقله نوبة واحدة في الأسبوع، وفي نفس السياق يعاني ما يقرب من 40% من المصابين بالربو من الاستيقاظ المتكرر بالليل بسبب نفس الأعراض ولتناول موسعات الشعب الهوائية سريعة المفعول، وتشير بعض الدراسات الطبية إلى زيادة نسبة الوفيات ضمن الأفراد المصابين بمرض الربو إلى 29% مقارنة ب5% من غيرهم من الأفراد في المجتمع العام.

ومن أجل التحكم في أعراض مرض الربو، يجب على الطبيب الاهتمام بعلاج بعض المشاكل الصحية الأخرى كالحساسية المزمنة في الأنف والجيوب الأنفية والذي يعاني منه ما يقرب من80% من مرضى الربو وكذلك زيادة حموضة المعدة والارتجاع المعدي المريئي الذي عادة ما يؤدي إلى رداءة النوم وتكرار نوبات السعال وضيق التنفس وخاصة الليلية منها.

من المهم النظر إلى مرض الربو على أنه مرض مزمن يمكن التحكم به والتقليل من آثاره السلبية على المدى الطويل، فيمكن للمصابين بالربو العمل واللعب والذهاب إلى المدرسة بدون أي حدود تذكر، كما يمكنهم النوم جيداً أثناء الليل ومنع النوبات الحادة للربو بصورة كبيرة، وبالفعل يمكن الوصول إلى هذه الدرجة من التحكم في مرض الربو بالتوعية الصحية السليمة وتجنب أسباب تهيج الشعب الهوائية وكذلك باستخدام العلاجات المناسبة التي ثبتت جدواها بالدراسات العلمية.

وتتكون العلاجات الحالية وغالبها من البخاخات من نوعين: الأول وهو سريع المفعول وقصير الأمد والمستخدم لعلاج نوبة ضيق النفس كبخاخ الفنتولين، والثاني وهو المسمى بالدواء المتحكم في الأعراض والتهاب الشعب الهوائية على المدى الطويل كالبخاخات التي تحتوي على جرعات قليلة جداً من الكورتيزون وموسعات الشعب الهوائية طويلة المفعول، ولا بد لمريض الربو أن يهتم بأخذ العلاجات المناسبة لدرجة المرض والمتابعة طويلة الأمد مع طبيب مختص يستطيع التعامل مع حالات الربو بجميع درجاتها حتى يمكن تحقق شعار اليوم العالمي لمرض الربو (باستطاعتكم التحكم في الربو).



cpr999@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد