استقر أ لمع بن عمرو بن عدي الأزدي في تلك المنطقة المفعمة بالجمال، والحصانة الطبيعية والشموخ ومعه رجاله الأربعة، إخوته الذين اتخذوا من أصدار منطقة عسير (موقع محافظة رجال ألمع الآن) منزلاً لهم عمروه ببطولاتهم، وعلمهم، وتلاحمهم عبر السنين. وكان لرجل آخر اسمه (رُجال بن عدي) دوره المعروف في بناء أسس قرية رُجال التي تحتضنها الجبال الشامخة بذراعيها القويين منذ مئات السنين. |
هنالك في (رجال ألمع) ترى عرقة التاريخ، وتشمُّ عبير حضارة وعلم وأدب، وترى آثار قوم سقوا بلادهم بعرق الجبين، وعطَّروا به هضابها وصخورها وأشجارها، وثراها الخصيب. |
دعاني فضيلة الشيخ (أحمد العميرة) رئيس محاكم رجال ألمع إلى أمسية شعرية في منتداه العلمي المبارك (منتدى العميرة)، وقد بلغتني دعوته عن طريق أستاذي الكريم، الأديب الأريب (عبدالخالق بن سليمان الحفظي) مدير التربية والتعليم في رجال ألمع سابقاً وسليل أسرة الحفظي، أسرة العلم والفقه والقضاء في رجال ألمع، وما كان لتلميذ يحب أستاذه حباً جماً منذ أن تعلم على يديه الأدب بجانبيه (المنهجي والخلقي) في السنة الأولى (المتوسطة) في معهد الباحة العلمي، ما كان لهذا التلميذ أن يرد لأستاذه طلباً، فكانت الموافقة، وكان اللقاء، وما أجمله من لقاء. |
لقد ذهبت إلى (رجال ألمع) إحدى محافظات منطقة عسير المهمة يحدوني إليها الشوق إلى رؤية مراتع صبا أساتذة لي كرام، وزملاء فضلاء، ينتمون إلى دوحة العلم والأدب، ويحلِّقون بأذواقهم في آفاق الشعر الرحيبة، لقد ذهبت ومع ذكريات الشاعر الدكتور زاهر بن عوَّاض الألمعي، والشاعر المبدع علي عبدالله مهدي، والدكتور علي الألمعي، والدكتور الزميل حسن الحفظي؛ أساتذة وإخوة كرام، لهم في مجال العلم والأدب مكانة ومقام. |
أما لقائي بتلك الثُّلَّة المباركة من أولئك الرجال الكرماء من أهل (رجال ألمع، ورُجال) وممن حضروا الأمسية من أبها والخميس ومحايل، والدَّرب وجازان، يتقدمهم محافظ رجال ألمع سعادة الأستاذ محمد بن سعود المتحمي، فقد كان -والله- لقاء التميُّز. الذي آنسني وأسعدني، وزادني أنساً به مَنْ لقيته من أساتذة كرام وزملاء قضينا معهم أجمل الأوقات أيام الدراسة وطلب العلم في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض، لولا خشية الإطالة لسردت أسماءهم هنا، ولكن وجودهم في قلبي يحقق لهم حضوراً في ذاكرتي لا يعرف معنى الغياب، أما أخي الفاضل الشاعر عبدالله بن محمد بن حميد مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية فقد كان لأبياته التي رحب فيها بي أثر جميل في نفسي. |
في المسرح المكشوف أمام المتحف الأثري البديع لرجال ألمع، في قرية (رُجال) في جو ساحر رسمته لنا تلك السُّحُب التي استقبلتنا برعدها، وبرقها، ومطرها استقبالاً لا تستطيع ريشة قلمي أن تحتمل وصف جماله وبهائه وهيبته.هناك في ذلك المكان الشاعري كانت الأمسية، وكان الشعر في أسعد لحظاته، ولماذا لا يكون كذلك وهو في عمق التاريخ، وألق الحاضر. شكرا لكل من أسهم في رسم هذه اللوحة البديعة المعلقة في واجهة قلب مفعم بالحب والتقدير.. |
|
فلا تسأل القلب عن أُنْسه |
وعن باب وحشته الموصد |
www.AWFAZ.com |
|