حاوره - حسين بالحارث:
أكد عدنان بن عبدالله النعيم أمين عام غرفة الشرقية أن تنشيط دور المرأة بشكل عام هو أحد أهداف الغرفة من أجل تفعيل مشاركتها في بناء المجتمع، وأشار النعيم في هذا الصدد إلى تكوين لجنة سيدات الأعمال قبل ثلاث سنوات ثم إنشاء مركز سيدات الأعمال، كما نظمت ولأول مرة أول منتدى اقتصادي خاص بهن.
وتحدث النعيم في حوار مع (الجزيرة) حول الندوات والمنتديات الاقتصادية التي تنظمها الغرفة خلال السنوات الثلاث الأخيرة وبيّن أن مردودها كبير في بناء جسور من العلاقات القوية بين رجال الأعمال والمستثمرين في المنطقة الشرقية ونظرائهم العرب والأجانب. كما تطرق أمين غرفة الشرقية إلى الهيكلة الجديدة في الغرفة وأهدافها وكشف النعيم عن زيادة كبيرة في عدد منتسبي الغرفة كما تحدث عن توسع الغرفة عبر افتتاح فروع في المحافظات الشرقية والهوية الجديدة للغرفة التي دشنت في رمضان الماضي والتواصل مع القيادات السابقة للغرفة، وكذلك لجان الأنشطة والعديد من المحاور التي غطت العديد من الموضوعات.. وفيما يلي نص الحوار.
* برزت الغرفة مؤخراً في إقامة الندوات المنتديات والملتقيات الاقتصادية. ما أبرز مكتسبات الغرفة والقطاع الخاص المحلي من عقد هذه المناسبات؟ وماذا في جعبتكم أيضاً بهذا الخصوص؟
لا شك في أن الندوات والمنتديات الاقتصادية التي نجحت الغرفة في تنظيمها، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، كان لها أكثر من مردود، وكان لها مكتسبات عدة حققتها الغرفة، ومنتسبوها من رجال الأعمال.
ومن أبرز هذه المكتسبات بناء جسور من العلاقات القوية بين رجال الأعمال والمستثمرين في المنطقة الشرقية ونظرائهم العرب والأجانب، وبناء علاقات قوية بين الشركات السعودية والشركات العربية والأجنبية، مما يتيح جذب الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة، ويمنح المستثمرين السعوديين فرصاً أكبر لتحالفات دولية تمكنهم من دخول أسواق جديدة ربما لم تكن متاحة من قبل، كما يؤسس لعلاقات شراكة قوية بين الجانبين السعودي والعربي والأجنبي، ولا شك أن ذلك كله يخدم الاقتصاد الوطني، هناك أيضاً سمعة الغرفة واتساع شهرتها وصيتها، ووصول اسمها إلى آفاق أوسع وأكبر فوق الخريطة العالمية.
* كيف ترى تفاعل اللجان مع القطاع الذي تمثله كل لجنة؟
تفاعل قوي وإيجابي، وقد حققت لجان الغرفة نتيجة لهذا التفاعل الكثير من الإنجازات والنتائج الجيدة في عام 2007.
ولاشك في أن التعاون بين الجانبين، قد انعكس في الكثير من القرارات والتوصيات المفيدة لمنتسبي الغرفة، على أكثر من مستوى، وأكثر من صعيد.
* بدأتم أخيراً في برامج للتواصل مع قيادات الغرفة السابقين.. ما الهدف والمأمول؟
الهدف من لقاءات برنامج التواصل مع القيادات السابقة للغرفة، هو تأكيد التواصل بين الأجيال، وإعادة بناء الجسور التي كانت تربطهم بالغرفة، وأيضاً تأكيد أن مجالس إدارات الغرفة وأماناتها العامة هي كيان واحد متصل ومستمر، كما تهدف اللقاءات إلى الاستفادة بخبرات وتجارب وأفكار القيادات السابقة، لتحسين وتطوير مستوى خدمات الغرفة لمنتسبيها بشكل دائم ومستمر، والاستفادة بأفكارهم لصالح المزيد من مبادرات التطوير للغرفة، وتحقيق المزيد من المبادرات في مجال خدمة المنتسبين.
والمأمول أن تستمر هذه اللقاءات، وأن ينتج عنها الكثير من الأفكار والبرامج والمقترحات التي تفيد منتسبي الغرفة، كما تفيد العمل في خدمة المنطقة الشرقية، وخدمة الاقتصاد الوطني.
* تحدثتم أيضاً عن برنامج شركاء في التنمية الذي تبنته الغرفة مؤخراً.. هل تتحدثون عنه وأثره على خدمة منتسبيكم؟
برنامج شركاء في التنمية، يهدف إلى تطوير علاقة الغرفة بالأجهزة والهيئات والمصالح الحكومية، وبناء شراكات جديدة تؤسس لتعاون دائم يهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب، كما يهدف إلى التنسيق والتعاون في إقامة وتنفيذ برامج ومبادرات مشتركة تخدم مجتمع المنطقة الشرقية، كما تخدم منتسبي الجانبين.
* الهيكلة الجديدة في غرفة الشرقية والتي تبنيتموها، كيف تصفها؟ وهل ترى ضرورة وضع هيكلة موحدة للغرف السعودية؟
الهيكلة الجديدة في غرفة الشرقية، هي أحد أساليب تحديث الإطار التنظيمي والإداري للغرفة، وهو تحديث يهدف إلى تطوير الأداء، لكي يكون أكثر فاعلية في خدمة المنتسبين، وأكثر قدرة على تلبية احتياجات بيئة العمل، وفي الوقت نفسه لتلبية المستجدات التي يشهدها قطاع الأعمال، وذلك كله يحتاج إلى تحديد الاختصاصات والمسئوليات، فمن المعروف أنه لا مسئوليات بدون صلاحيات. وإعمال هذا المبدأ في بيئة العمل، يطلق الطاقات والقدرات، ويشجع على مزيد من الإنتاج.
وفيما يتعلق بوضع هيكلة موحدة للغرف السعودية، فإنني أرى أن لكل غرفة ظروفها وإمكاناتها ومن الأفضل أن تترك هذه الهيكلة وفقاً لظروف كل منها، ولكن أعتقد أن هناك إطاراً عاماً يوحد بينها جميعاً، حيث يجمع بين الغرف المهام والواجبات والوظائف الرئيسة التي لا تقوم بها غرفة دون أخرى، وإنما تشترك فيها كل الغرف.
* في غرفة الشرقية.. كيف تصفون الحل الأمثل لعلاج التضخم؟ وهل لكم مبادرات في هذا الخصوص؟
قضية التضخم، شأنها شأن الكثير من القضايا الوطنية التي تنال الكثير من اهتمام الغرفة.
وقد حظيت بمناقشات موسعة داخل لجان الغرفة، وقامت الغرفة بإعداد عدة دراسات في مجال مواجهة التضخم والتقليل من آثاره، كما قامت بجهد ملموس في استطلاع آراء المختصين والخبراء الاقتصاديين حول الإجراءات التي تساعد في مواجهة هذه المشكلة التي لا تقتصر نتائجها وأبعادها على المملكة، وإنما تلقي بظلالها على جميع دول العالم.
وأرسلت الغرفة هذه الدراسات واستطلاع الرأي إلى الجهات المعنية، وأعتقد أن بقية الغرف السعودية قامت بمثل ما قمنا، وهنا أريد أن أقول إن القيادة السعودية تتلمس دائماً نبض المواطنين، وتتدخل فوراً عند وجود أي مشكلة، حتى لو كانت بتأثيرات خارجية، ولعل التوجيهات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) لمواجهة آثار التضخم، سواء من خلال علاوة غلاء المعيشة، أو من خلال دعم السلع الأساسية خصوصاً السلع الغذائية، وتوفير كافة السلع في الأسواق، وإلغاء بعض الرسوم الجمركية، وخفض بعضها، مع إعفاءات وإلغاءات في بعض الرسوم الحكومية الخاصة بالخدمات في عدد من الوزارات والأجهزة الحكومية، وتنبيه الأجهزة للتدخل الحازم لمنع أي محاولات غير مبررة لرفع الأسعار.
كل ذلك يؤكد وجود قضايا المواطنين في بؤرة اهتمام القيادة السعودية، التي تحركت لمواجهة آثار المشكلة العالمية على الداخل، وبنظرة سريعة حولنا، سوف نجد نتائج التباطؤ أو عدم التعامل الفوري لحل المشكلة في كثير من دول العالم، لأنها لم تتحرك على نحو ما تحركت القيادة السعودية التي تهتم بالمواطن، وتضعه موضع الأولوية تطبيقاً وعملاً وليس شعاراً.
* نعود للتركيز على غرفة الشرقية ما الهدف من التوسع المطرد في فتح الفروع؟
لاشك أن المهمة الأساسية للغرف التجارية الصناعية، هي رعاية مصالح رجال الأعمال، وتقديم أحدث الخدمات للمؤسسات التي يملكونها، والعمل على تطوير هذه المؤسسات لرفع كفاءتها ورفع مستوى أدائها في خدمة الاقتصاد الوطني.
وقد اتجهت الغرفة إلى افتتاح فروع جديدة في محافظات المنطقة الشرقية، والتوسع في افتتاح هذه الفروع، لتقديم خدماتها إلى منتسبي الغرفة في كافة المحافظات، حيث أماكن إقامتهم، وحيث توجد منشآتهم ومصانعهم ومؤسساتهم. وعلى الرغم من أن هذا التوجه كان هدفاً ثابتاً للغرفة، إلا أن الحاجة إلى تنفيذه عمليا تزايدت في الفترة الأخيرة، بعد الزيادة الكبيرة في عضوية الغرفة، مما يتطلب المزيد من الخدمات، ولذلك كان من الضروري التوسع في إنشاء وافتتاح الفروع الجديدة.
* لاحظنا تركيزكم على تنشيط دور المرأة في قطاع الأعمال.. هل تشرحون لنا مبادراتكم بهذا الخصوص، وماذا تأملون؟
تنشيط دور المرأة بشكل عام، وجزء منه تنشيط دورها في قطاع الأعمال، هو هدفنا تفعيلاً لمشاركة المرأة في بناء المجتمع، ولعل المتابع لأداء غرفة الشرقية، سوف يلاحظ أن الغرفة أنشأت منذ أقل من ثلاث سنوات مركز سيدات الأعمال، وقبل أن تنشئ المركز كونت لجنة سيدات الأعمال، تعبيراً عن اهتمامها بتنشيط دور المرأة، خاصة سيدات الأعمال.
وهذا التوجه الذي يتبناه مجلس إدارة الغرفة، يهدف إلى تعزيز الدور التنموي للمرأة في المنطقة الشرقية، ودعم مشاركتها في الاقتصاد الوطني. كما يهدف إلى إتاحة فرص أكبر أمام سيدات الأعمال للاستثمار في كافة المجالات الاقتصادية، ورفع مستوى مشاركتهن في عملية التنمية، والإسهام في تطوير مؤسساتهن الاقتصادية، سواء كانت شركات تجارية أو مصانع أو مؤسسات خدمية.
كذلك تسعى الغرفة إلى تقديم الخدمات الراقية والمتميزة لسيدات الأعمال، كما تسعى إلى تطوير المهارات وقدراتهن الإدارية والعملية من خلال الدورات والبرامج التدريبية، وتطوير ثقافتهن الاقتصادية والمعرفية من خلال المحاضرات والندوات، وربطهن بما يجري في العالم من متغيرات اقتصادية، وما يعنيه ذلك لاقتصادنا الوطني من تحديات، مطلوب من سيدات الأعمال أداء دور إيجابي في مواجهتها.
* في ختام هذا الحديث.. هل لكم اطلاعنا على أبرز إنجازات غرفة الشرقية خلال العام 2007م. وما أهدافكم للعام الحالي؟
هناك العديد من الإنجازات التي حققتها الغرفة في العام الماضي، ومن أبرزها تلك الزيادة غير المسبوقة في عدد منتسبي الغرفة، الذين تجاوز عددهم 32 ألف منتسب، وزاد في العام الماضي زيادة تاريخية لم تحدث في تاريخ الغرفة منذ إنشائها.
ومن هذه الإنجازات، هناك أيضاً تطوير هوية الغرفة وشعارها، والذي حظي بتأييد واسع من جانب منتسبي الغرفة ومنسوبيها، كما حظي بإعجاب العديد من الهيئات والمؤسسات ورجال الأعمال في المنطقة الشرقية، وغيرها من مناطق المملكة.
وقد حظيت الهوية الجديدة والشعار الجديد بشرف تدشين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية لهما، حيث أطلقهما سموه في الحفل السنوي للغرفة خلال شهر رمضان من العام الماضي (1428هـ).
وإضافة إلى ذلك، فإن الغرفة شهدت حالة من الحيوية في الأداء، عكست نفسها في تعميم لقاء الثلاثاء الشهري، ليشمل فروع حفر الباطن والخفجي والجبيل، بعد أن ظل لسنوات طويلة مقصوراً على المقر الرئيس للغرفة في الدمام.
كما أن الغرفة نظمت للمرة الأولى منذ إنشائها لأول منتدى اقتصادي خاص بسيدات الأعمال، والذي عقدته في الفترة من 26 إلى 28 إبريل 2008م، وهو حدث كبير، وغير مسبوق في تاريخ الغرفة.