Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/05/2008 G Issue 13009
الأحد 06 جمادى الأول 1429   العدد  13009
أضواء
سقوط شرف المقاومة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

حينما تنحرف البندقية عن هدفها وتتحول إلى صدر الأخ بدلاً من العدو تفقد المقاومة شرفها، فلا شرف لسلاح المقاومة إذا تخلت عن واجبها وقدمت خدماتها طوعاً لتحقيق أهداف العدو.

كل العرب وكل الشرفاء هللوا لانتصار المقاومة اللبنانية (حزب الله) في حرب تموز العام الماضي على الرغم من سقوط ألفي ضحية من الشعب اللبناني وتدمير البنى التحتية في جنوب لبنان.

كل العرب باركوا انتصار حزب الله (المشكوك فيه) الذي حوَّل (مليشيات حزب الله) إلى الهيمنة على الدولة اللبنانية، فكل أمر أصبح تحت هيمنة الحزب وأمينه العام حسن نصر الله..!

انتخاب رئيس للجمهورية يجب أن يكون من مؤيدي المقاومة وأن يأتمر بأمرها..! نقل ضابط يجب أن يحظى بموافقة حزب الله!! كل من يدخل أرض لبنان عن طريق مطارها الدولي (مطار الحريري) يصور وتسجل حركاته، بل حتى اتصالاته الهاتفية مراقبة، من أجل حماية أمن المقاومة..!

وأخيراً فالمقاومة يجب أن تكون لها شبكة اتصالات خاصة مرتبطة بشبكة الاتصالات الإيرانية، حتى لا يتم التنصت على مكالمات قادة المقاومة وما ترد إليهم من أوامر من طهران..!

كل شيء في لبنان يجب أن يكون في خدمة المقاومة.. التي هي في الأصل خادم أمين للصفويين في إيران..!

هكذا يريدون لبنان جزءاً من (إمبراطورية الصفويين الجدد) وإلا فإن سلاح المقاومة قادر على إخضاع الجميع..!

ومثلما أراد صدام تحرير القدس عن طريق الكويت، فإن نصر الله يريد تحرير القدس عن طريق بيروت..!

فبعد المؤتمر الصحفي (الشفرة) لممثل الثورة الإيرانية هجم المسلحون على بيروت، ونزع سلاح المقاومة شرفه الوطني، ووضع في خدمة التوسع الطائفي، وانتهكت كرامة وشرف بيروت عاصمة المقاومة والصمود..!

وكوفئ أهالي بيروت بأكثريتهم السنية ومن معهم من الشيعة الشرفاء الذين يرفضون الارتهان لمصالح الطائفيين الذين يتلقون الأوامر من خارج الحدود، ومسيحيها الذين شاركوا المسلمين احتضان المقاومة، فجاءت المكافأة إرهاب العاصمة وحرق مؤسساتها الصحفية والخيرية!!.

أهل بيروت.. بل جميع أهل لبنان من أهل السنة والجماعة والشيعة والدروز والمسيحيين جميعاً تابعوا حرق مقر مؤسسة رفيق الحريري الخيرية وهم يذرفون الدموع..!

لماذا..؟!

هؤلاء الباكون الصادقون على جريمة مليشيات حزب الله وحلفائه من عصابات الحزب القومي السوري وحركة أمل، يعرفون ماذا قدمته مؤسسة الحريري الخيرية، فهذه المؤسسة تكفلت بتعليم أربعة وثلاثين ألف طالب لبناني تعليماً جامعياً عالياً، والكثير منهم حصلوا على شهادات الدكتوراه والماجستير، والمستفيدون من خدمات مؤسسة الحريري هم من جميع شرائح الشعب اللبناني، لا فرق بين أهل السنة أو الشيعة أو الدروز أو المسيحيين.

كل لبناني كان يستفيد من هذه المؤسسة التي احتفلت عصابات المسلحين الذين استباحوا بيروت بسقوطها.. مجسدين سقوط شرف المقاومة..!

فسلاح المقاومة عندما يوجه لصدور الأبناء والإخوة ويبهج الأعداء لا شرف له.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد