Al Jazirah NewsPaper Sunday  11/05/2008 G Issue 13009
الأحد 06 جمادى الأول 1429   العدد  13009
هدوء حذر في بيروت وسائر المناطق وتوتر في البقاع واشتباكات في الشمال
19 قتيلا في مواجهات بين المعارضة والأكثرية في لبنان

بلبنان بيروت - «الجزيرة» - وكالات

أدت مواجهات بين الاكثرية والمعارضة اضافة إلى اطلاق نار على جنازة لاحد انصار تيار المستقبل إلى سقوط 19 قتيلاً أمس السبت ليرتفع بذلك ضحايا المواجهات خلال اربعة ايام الى 41 قتيلاً.

فقد افاد مصدر طبي ان 5 اشخاص قتلوا وأصيب نحو 35 آخرون، ستة منهم بحالة الخطر في اطلاق نار استهدف مشيعين لاحد انصار تيار المستقبل قتل ليلة الخميس الجمعة في بيروت. واوضح المصدر في مستشفى المقاصد القريب من مكان الحادث (وصلتنا 5 جثث لاشخاص قتلوا في اطلاق نار على مشيعين في مقبرة في حي الطريق الجديدة). واضاف المصدر نفسه ان المستشفى (استقبل ايضا نحو 35 جريحا ستة منهم بحالة الخطر الشديد).

وتجمع مئات من الشبان من اهالي الطريق الجديدة حول المقبرة وهم في حالة غضب بعد اطلاق النار وسقوط القتلى، مضيفا ان عناصر من الجيش انتشرت بين المقبرة ومستديرة شاتيلا احد مداخل الضاحية الجنوبية معقل حزب الله حيث انتشر مسلحون.

وفي شمال لبنان اعلن مصدر امني ان 14 قتيلا سقطوا قبل ظهر السبت في اشتباكات مسلحة وقعت في مدينة حلبا في منطقة عكار شمال لبنان بين عناصر من المعارضة وآخرين من الأكثرية.

وقال هذا المصدر ان الاشتباكات وقعت بين عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي القريب من سورية وناشطين من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري في مدينة حلبا (37 كلم شرق طرابلس) الواقعة في اقصى شمال لبنان على مقربة من الحدود مع سورية.

وأوضح ان 14 قتيلا سقطوا في هذه الاشتباكات من دون ان يتمكن من تحديد انتماءاتهم السياسية.

وأدت الاشتباكات إلى اقفال جسر عرقة بين منطقة عكار ومدينة طرابلس. واضاف المصدر الامني ان مدينة حلبا لا تزال تشهد مناوشات بين طرفي النزاع في حين انتشر عناصر من الجيش حول المدينة تمهيدا لدخولها والفصل بين المتقاتلين.

وفي طرابلس افاد مصدر امني ان مسلحين من تيار المستقبل اطلقوا النار على مقر لحزب البعث في شارع التل في عاصمة الشمال قبل ان يقتحموه ويرفعوا صور رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري مكان صور للرئيس السوري بشار الأسد كانت مرفوعة هناك. ولم يسجل وقوع اصابات في الحادث.

وأضاف المصدر نفسه ان عناصر من تيار المستقبل قطعت بالاطارات المشتعلة الطريق عند المدخل الشمالي لطرابلس بين منطقة باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية. وكان مسلحون رفعوا الجمعة صورا للرئيس السوري في غرب بيروت مكان صور لرفيق الحريري كانت مرفوعة على احد مراكز تيار المستقبل بعد سيطرتهم على كامل المنطقة ليلة الخميس الجمعة. واوضح المصدر نفسه ان طرابلس تشهد انتشارا مسلحا لكافة الفرقاء المتخاصمين مثل تيار المستقبل وانصار رئيس الحكومة السابق عمر كرامي والحزب السوري القومي الاجتماعي اضافة إلى تنظيمات إسلامية.

وكانت قوات مسلحة تابعة للمعارضة وخاصة من حزب الله سيطرت الخميس على غرب العاصمة واستولت على كل المراكز التابعة للاكثرية خصوصا لتيار المستقبل. وكان الهدوء الحذر ساد صباح أمس السبت منطقة بيروت الغربية بعد يوم واحد من استيلاء العناصر المسلحة من حزب الله على القطاع الذي تسوده أغلبية سنية من العاصمة اللبنانية. واستفاقت بيروت أمس السبت على اجواء الهدوء الحذر الذي سيطر منذ ما بعد ظهر أمس الجمعة.

وفتحت معظم الطرق امام المارة بعد ان نفذ الجيش اللبناني عملية اعادة انتشار واسعة النطاق بعد أن كان انصار المعارضة الشيعية قد سلموا المراكز والمواقع التي كانوا قد احتلوها خلال المعارك. واستمرت الطرق المؤدية من والى مطار بيروت مقفلة بالكامل وكذلك استمر تعليق العمل في مرفأ بيروت. وخفت حركة المرور عن المعتاد بيد أن سكان بيروت خرجوا من منازلهم لتفقد محالهم وسياراتهم وأعمالهم كما شوهدت فرق الدفاع المدني وهي تزيل المخلفات والركام من الشوارع.

كما شوهدت خزائن الرصاص وهي تملأ معظم شوارع بيروت. وبالرغم من أن غالبية المسلحين اختفوا من الشوارع فإن الجيش اللبناني كان متواجدا بكامل قوته فيما لا تزال بعض الشوارع مغلقة، وفتحت المحال التجارية والبنوك أبوابها حيث تدفق عليها جموع من المواطنين الذين لم يخرجوا من منازلهم منذ أيام. وفي موازاة الهدوء الحذر الذي عاشته العاصمة بيروت، عاش البقاع ليلا امنيا متوترا، فدارت اشتباكات بالاسلحة الرشاشة على اكثر من محور في ظل استمرار اقفال تام لطريق المصنع الحدودية عند نقطة مجدل عنجر من قبل انصار تيار المستقبل.

من جهة اخرى حملت الولايات المتحدة الجمعة حزب الله وايران وسورية مسؤولية اعمال العنف التي دفعت لبنان إلى حافة حرب اهلية وحذرت من انها ستقوم (بمحاسبتهم).

وقال البيت الابيض ان (الولايات المتحدة تجري مشاورات مع حكومات اخرى في المنطقة ومجلس الأمن الدولي حول الاجراءات التي يمكن اتخاذها لمحاسبة المسؤولين عن العنف في بيروت). ورفض مسؤول أمريكي كبير ذكر اي من الاجراءات التي يمكن ان تتخذ لكنه اكد انه لن تكون هناك (اجراءات من مقاس واحد) تجاه طهران ودمشق والحزب اللبناني الشيعي الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.

وفي واشنطن، اكدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مجددا دعم الولايات المتحدة للحكومة التي يرأسها فؤاد السنيورة والمدعومة من الغرب واجرت اتصالات مع كبار القادة في العالم للبحث في سبل مساندة هذه الحكومة.

وقالت رايس في بيان (سنقف إلى جانب الحكومة اللبنانية والمواطنين المسالمين خلال هذه الازمة وسنقدم لهم الدعم الذي يحتاجونه لمواجهة هذه الزوبعة). وعبر البيت الابيض عن (قلقه الشديد) لهذه الاضطرابات بينما دانت رايس اعمال العنف وانتقدت سورية وايرن لدعمهما حزب الله الذي يحاول (حماية الدولة التي اقامها داخل الدولة) على حد تعبيرها. وقالت رايس (ندين استخدام العنف من قبل مجموعات مسلحة غير شرعية وندعو الجميع إلى احترام حكم القانون).

وأضافت ان (حزب الله وحلفاءه يقومون بدعم من ايران وسورية بقتل وايذاء مواطنيهم ليضعفوا بذلك سلطة الحكومة اللبنانية الشرعية ومؤسسات الدولة اللبنانية). وذكر مسؤولون في الخارجية الأمريكية طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم ان الولايات المتحدة ستقدم دعما دبلوماسيا وسياسيا للسنيورة واستبعدوا اي عمل عسكري لمساندته حالياً.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد