يذكر التربوي (هنوار) أن طالباً ضرب معلمه في رأسه ففقأ عينه، وأن معلماً تعرَّض إلى إصابة في حبله الشوكي عندما كان يُنهي مشاجرة بين الطلاب، وأن طالباً أضرم النار في سيارة معلمه بمجرد أن طرده المعلم من الفصل.. أما الإصابات والإهانات التي يتعرَّض لها الطلاب من قِبل معلميهم، أو زملائهم فحدِّث ولا حرج.. كما يؤكد (هنوار) أنه يستحيل على المعلم أن يُقدِّم لطلابه تعليماً مميزاً في بيئة من القلق والتهديد، وبالمثل يستحيل أن يتعلم الطالب وهو تحت مطرقة الرعب والخوف.. لكن ما حقيقة العنف التعليمي في مدارسنا؟ الجواب: لا أحد يعلم.. فلا تُوجد تقارير وإحصائيات موثقة من جهة معتمدة، وبالتالي فالكل يخمِّن ويجتهد في ضوء ما ينشره إعلامنا المحلي من حوادث مدرسية متفرقة.. تُوجد لدينا إدارة للأمن والسلامة تنشغل غالباً بتنظيم مواقف السيارات وحركتها، لكن هل تُوجد لدينا جهة متخصصة تُعنى بتوفير الأمن والسلامة للطلاب والمعلمين؟.. وهل تُوجد لدينا مراكز معلومات وطنية ترصد حجم العنف المدرسي واتجاهاته لتضعها أمام التربويين والباحثين؟.. في الغرب تمَّ وضع خط هاتفي مجاني ليتمكَّن المعلمون والطلاب من عرض ما يتعرضون له من عنف، وأصبحت المدارس هناك تستعين بمرشدين اجتماعيين وأطباء نفسيين.