Al Jazirah NewsPaper Monday  05/05/2008 G Issue 13003
الأثنين 29 ربيع الثاني 1429   العدد  13003
د. سليمان العبيد... استشاري علاج العقم والمساعدة على الإنجاب:
أطفال الأنابيب ليسوا الحل الوحيد للمساعدة على الإنجاب.. وعمليات المنظار تساعد في زيادة نسب الحمل

في العشر سنوات الأخيرة، ومع تقدم تقنيات المساعدة على الإنجاب بشكل كبير، وتحسن نتائجها أحدثت تغيراً في طرق علاج الأزواج الذين يعانون من تأخُّر الحمل .. توجد طرق جراحية عديدة لمعالجة تأخُّر الحمل الناتج عن انسداد الأنابيب والالتصاقات. وجراحة المناظير أخذت مكان عمليات فتح البطن والجراحة بالميكروسكوب .. البحوث الإكلينيكية في هذا المجال ما زالت قليلة ولا توجد بحوث مقننة وعشوائية لمقارنة النتائج، ولكن توجد نتائج من بحوث تعتمد على تحليل الحالات السابقة. وفي هذا الحوار مع الدكتور سليمان العبيد استشاري العقم وأطفال الأنابيب، سنلقي الضوء على أنّ تأخُّر الحمل لا يعتمد غالباً على سبب واحد فقط، بالإضافة إلى تطور تقنية أطفال الأنابيب.

تطوُّر تقنية الحقن المجهري ساعد في إنجاب الكثيرين

* دكتور العبيد .. سمعنا أنّ انسداد الأنابيب من الأسباب المؤدية لتأخُّر الحمل .. فما هي تلك الأسباب..؟

- في البداية كان علاج حالات انسداد الأنابيب لا يمكن إصلاحها جراحياً، ولكن الآن تستخدم أطفال الأنابيب في أسباب أخرى أشمل خصوصاً مع تطوُّر تقنية الحقن المجهري التي فتحت باب الإنجاب لكثير من الأزواج في حالات تأخُّر الحمل لأسباب تتعلق بالزوج.

اختلال عمل وانسياب الأنبوب يسبب تأخُّر الحمل عند 40% من السيدات اللآتي يعانين من تأخُّر في الحمل .. والتهاب الحوض أو التهاب البطن (التهاب الزائدة)، بالإضافة إلى جراحات الحوض أو البطانة الهاجرة، من أسباب انسداد نهاية الأنبوب، ويؤدي ذلك إلى توسعة وخلل في بطانة الأنبوب، وانسداد وسط الأنبوب نادر جد لكنه موجود عند السيدات اللواتي تعرّضن لعملية جراحية لإزالة حمل خارج الرحم، ويتم ربط الأنبوب بغرض منع الحمل ونادراً ما يكون السبب من الالتهاب. أمّا انسداد الأنبوب في بدايته من ناحية الرحم، فأسبابه غير واضحة حتى الآن. ويعتبر هذا الانسداد موجوداً لدى 10-25% من حالات انسداد الأنابيب.

تشخيص تأخُّر الحمل بالمنظار عند وجود التصاقات في الحوض

* هل لالتصاقات الأنابيب تأثير على الحمل ...؟

- الالتصاقات حول الأنابيب وحول المبيض حتى مع عدم وجود انسداد، ممكن أن يؤدي لتأخُّر الحمل. عدم تحرك الأنبوب والمبيض بسبب الالتصاقات، قد يؤدي لضعف قدرة الأنبوب على التقاط البويضة. ووجود الالتصاقات قد يدل على وجود خلل ومرض في بطانة الأنبوب، حيث لوحظ ذلك عن طريق إجراء منظار للأنبوب وغالباً هذا الخلل يكون ناتجاً عن الالتصاقات الناتجة عن التهابات الحوض. لكن هذا الخلل في بطانة الأنابيب لم يكن موجوداً عند الالتصاقات الناتجة من البطانة الهاجرة.

فوائد استخدام المنظار الجراحي

* هل هناك فرق بين عمليات المنظار وعمليات الفتح التقليدية...؟

- بالنسبة لعمليات المناظير لها فوائدها مقارنة بعمليات فتح البطن واستخدام الميكروسكوب، حيث المضاعفات أثناء وبعد العملية أقل، والاحتياج لمسكنات الألم بعد العملية أقل، كذلك فترة النقاهة في المستشفى أقل، وأيضاً العودة للحياة الطبيعية والعمل أسرع. أما من ناحية نجاح العملية في الوصول للنتائج المطلوبة، فتعتمد على خبرة وطريقة الجراح. وإذا ما تساوت نسبة النجاح في الطريقتين فطبعاً جراحة المناظير ستكون هي المرجّحة للأسباب التي ذكرتها مقدماً.

ازدياد نسبة الحمل بعد نجاح عمليات المنظار

* هل هناك نسب محدّدة للحمل بعد عمليات فك الالتصاقات...؟

- نعم تزداد نسب الخصوبة بعد عمليات فك الالتصاقات وتكون 3 أضعاف نسبة الحمل.

ونسبة الحمل بعد سنتين تصل إلى 60% من دون أخذ علاجات أخرى .. نجاح هذه العملية يعتمد على نوعية وكمية الالتصاقات، حيث إنّ النسبة تكاد تكون صفر% في حالة الالتصاقات الشديدة جداً. نسبة الحمل خارج الرحم في الحالات الناجحة تصل إلى 6% من هذه الحالات.

عمليات فتح الأنابيب تتم بوجود خلل في بطانة الأنبوب

* حدِّثنا عن عملية فتح الأنابيب...؟

- عند وجود توسُّع وانسداد جزئي أو كامل لنهاية الأنبوب، بالإمكان إجراء عملية لفتح الأنبوب وعمل فتح جديد في غير مكانه الأصلي، وهذه العملية لا تصلح في حالات وجود التصاقات داخل الأنبوب، بل في حالة وجود خلل في بطانة الأنبوب والتي حسب درجتها قد تؤدي لتقليل فرص نجاح العملية.

التقنيات الحديثة ساهمت في التغلُّب على مشكلة تضخم الأنبوب

* كيف يمكن التغلُّب على مشكلة تضخُّم الأنبوب...؟

- وجود تضخم في الأنابيب مع انسدادها يؤثر سلباً على فرص الحمل بتقنيات مساعدة الإنجاب، فقد وجد أن نسبة الحمل تقل عند السيدات عندما يكون قطر الأنبوب أكبر من 20-25ملم. وفي مثل هذه الحالات فإن إزالة الأنبوب أو الربط بالقرب من الرحم، يجعل فرص الحمل بتقنيات مساعدة الإنجاب جيدة وتساوي فرص الحمل عند السيدات اللاتي ليس لديهن أمراض في الأنابيب.

دور التحاليل الطبية في المساعدة على الإنجاب

خلاصة الحديث أنّ الهدف من المساعدة على الإنجاب، هو إيجاد أنسب طريقة فعّالة وبأقل تكلفة وأقل مضاعفات محتملة، وعمر السيدة وتحاليل هرمون المبايض FSh تلعب دوراً كبيراً في هذا القرار، بالرغم من التقدم الكبير في تقنيات مساعدة الإنجاب عن طريق أطفال الأنابيب ومع توفرها في شتى أنحاء العالم، لا زال هناك مجال للعمليات الجراحية في محاولة إصلاح سبب تأخر الحمل. كما أشرت في هذا الموضوع فإنّ السيدات اللاتي يعانين من التصاقات بسيطة أو متوسطة أو انسداد للأنابيب من غير تضخم كبير بالإمكان إجراء عمليات المنظار لهن مع نسب حمل جيدة بعد الجراحة. هذه العمليات طبعاً غير مناسبة لمن هن بسن متقدمة، حيث إن نتائج هذه العمليات تتطلّب وقتاً وهو ما ليس بحوزتهن.

الجدير بالذكر أن النتائج من هذه العمليات مبنية وتعتمد على الخبرة ولا يوجد بحوث مقارنة بشكل عشوائي ومقنن لمقارنة النتائج بين طرق العلاج، ويبقى في النهاية التوفيق والنجاح من عند الله.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد