تقود المملكة جهداً متعاظماً في سبيل تكريس وترسيخ القيم الإنسانية الكبرى، وهي تقرن سعيها هذا بأفعال حقيقية على أرض الواقع يتمثل جانب منه في المساعدات المتواصلة التي تقدمها لمختلف أنحاء العالم، وإغاثة ضحايا الكوارث والحروب، ولهذا فإن تكريم المملكة في شخص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمنحه قلادة أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وهي أرفع قلادة تقدمها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر العربي، يأتي في إطار مكافأة ذلك الجهد وهو تكريم صادف أهله.
بالطبع هناك محاولات كثيرة في مختلف أنحاء العالم لتغليب النظرة الإنسانية في كل الشأن الدولي على المصالح الضيقة لهذه الدولة أو تلك، فالمصالح التي تحركها دوافع أنانية تحاول الافتئات على حقوق الغير وانتهاك خصوصياتهم القطرية، وفي المقابل فإن العمل وفقاً للمبادئ الإنسانية العامة وتأكيدها هو في صلب السياسات السعودية، وهي سياسات تجد تقديراً واسعاً، من جهة أنها الأصوب والأقدر على خلق واقع إنساني مفعم بحيوية التواصل والتقارب، ومن شأنه في حال الالتزام بقواعده أن يخلص الإنسانية مما تعانيه على مختلف الأصعدة وتحديداً من حروبات ومواجهات دامية.
ويتميز النهج السعودي على الصعيد الإنساني بابتدار الأعمال ذات التأثير القوي فيما يتصل بمساعدة الآخرين، وهناك أرقام مقدرة بهذا الصدد لا يمكن تجاوزها، فالمملكة تقدم حوالي خمسة بالمائة من إنتاجها الوطني في شكل مساعدات للآخرين وهي بذلك استحقت فعلاً لقب مملكة الإنسانية، وهذه النسبة تضعها في صدارة الدول المانحة على المستوى العالمي.
هذه النظرة الإنسانية الرفيعة هي نتاج لتمسك المملكة بالدين الإسلامي الحنيف وترجمة واقعية وحقيقية لتعاليمه السمحة، فالمملكة تتقدم إلى العالم بهذا الوجه الإسلامي مؤكدة أن ديننا ينطوي على كل ما يفيد البشرية وكل ما يحث على إعمار الأرض بمثل هذه المبادرات الفاعلة التي تنقل الخير للجميع أينما كانوا، ومتى كانوا في حاجة إلى هذا العون.
ويكفي الإشارة إلى هذا الترابط المستمر بين المبادئ والتطبيق، حيث إن قلادة أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - تحمل الوصايا العشر في كلمته التوجيهية للجيش، وهي في مجملها تمثل أساساً لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وهذا يؤكد مجدداً حرصاً قائماً منذ أكثر من 14 قرناً على تأمين التطبيق للمبادئ الإنسانية وإفساح المجال أمامها كي تنشر خيرها، وفي ذلك إسهام مقدر ومهم لديننا القويم في استتباب الوضع الإنساني ورفده بمقومات البقاء والاستمرار.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244
