أسأل نفسي دائماً: ما أسباب تراجع أو بالأصح تدهور الكرة والرياضة عموماً في منطقة حائل؟! فأجد في كل مرة أن الإجابة المناسبة تكمن في أن الرياضة هي نتاج في نجاحها وفشلها لما يدور حولها وفي محيطها من مؤثرات ومشكلات إدارية واقتصادية وثقافية واجتماعية، وبالتالي فهي تتفاعل وتتأثر بما تمر به المنطقة من تحولات أنتجت الكثير من القضايا والهموم التي تسكن الإنسان الحائلي وتؤرّقه وتتدخل في أدائه وتفكيره وأسلوب حياته.
أنا لا أبرئ ساحة القائمين والمسؤولين والمهتمين في المجال الرياضي في المنطقة وتحديداً في الأندية، ولكنني أشعر أن هنالك قواسم مشتركة بين مكونات وأدوات وظروف ومستوى مناشط ومخرجات الأندية وبين ما يجري في الشارع والمنزل والمدرسة والإدارة والمؤسسة وحتى الاستراحات ومنتديات الإنترنت.. في حائل هموم مزعجة للمواطن، وقضايا صحية وبيئية ومعيشية واجتماعية أصعب وأكثر تعقيداً وعبئاً على كاهله وحيوية عطائه وكمية إبداعه من سائر اهتماماته الرياضية.
إلى متى؟!
المباراة الجمعة، والقرار صدر صباح السبت، ومدير مكتب رعاية الشباب بمكة المكرمة يؤكِّد يوم الاثنين أنه سيرفع تقريراً مفصّلاً عن الأحداث كاملة إلى سمو الرئيس العام ورئيس وأعضاء لجنة الانضباط يرفضون الحديث والتعليق والرد على ما أثير ويثار أو حتى توضيح طريقة ومبررات وآليات اتخاذهم القرار..!
إزاء ما تقدّم هل نفهم أن الموضوع أكبر من لوائح وأنظمة وصلاحيات لجنة الانضباط..؟! ولماذا يحدث هذا ويتكرر فقط ضد الهلال؟! وكيف استطاعت اللجنة أن تتخذ قرارات بهذا الحجم دون الاطلاع على الأحداث ثم دراستها ثم التعامل معها وفق ما تنص عليه لائحة العقوبات المحلية أو الدولية؟! بل الأهم من كل ذلك ما المغزى من تسريع صدور القرار وبمضامين تضر بالهلال من جهة وتكافئ وتدعم وتساعد منافسه الاتحاد من الجهة الأخرى..؟!
تساؤلات منطقية ومشروعة لا نطرحها نحن وحدنا ولا الجماهير الهلالية دون غيرها، وإنما تتردد باستغراب واستهجان على ألسنة الكثير من غير الهلاليين بمن فيهم الاتحاديون أنفسهم وإن كانت في دواخلهم وفي عقولهم، كما أنها لا تتوقف عند مسألة عرقلة الهلال ومصادرة حقوقه، وإنما تشكّل خطراً بالغاً وعقبة كبرى في طريق تطور الكرة السعودية، وهنا يزداد الخوف من الدخول في نفق مظلم يصعب الخروج منه بسلام أو على الأقل بخسائر محدودة.
يا سادة يا كرام.. ما يجري لدينا هو في النهاية ضد مصلحة الكرة السعودية، ويتنافى مع مبادئ وأصول المنافسة الرياضية الشريفة، كما يثير القلق والتوتر والاحتقان في وسط لا يحتمل هذا النوع من الفوضى في الممارسات والازدواجية الفاضحة في القرارات.. إضافة إلى أنه يعكس بصورة أو أخرى أننا نعاني من غياب المنهجية العلمية والتخطيط السليم والعمل المؤسسي، في وقت يتقدّم فيه غيرنا، ويتجه إلى إدارة شؤونه بعقول متفتحة وكوادر مؤهلة ومتخصصة، وهذه الأخيرة هي المعايير الحقيقية لاختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وهي وحدها القادرة على قراءة واقعنا ومعالجة همومنا وحل مشاكلنا.. فهل نستمر نكابر ونكرر أخطاءنا، أم نبدأ مرحلة جديدة من الوعي والرقي والعدالة والإنصاف..؟!
هو (الحزم)
من فريق لم ينقذه من الهبوط لدوري الدرجة الثانية سوى قرار زيادة عدد فرق الدرجة الأولى - آنذاك - إلى (12) فريقاً، إلى فريق آخر باهر ولامع ومثير ها هو ينافس بقوة وبثقة في دوري الكبار والأقوياء والنخبة الممتازة، ويوشك أن يحقق حلم وإنجاز بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.. بين الأمس واليوم نحن أمام نموذج لافت جدير بالإمعان في أجوائه وتفاصيله، والاقتداء بأفكاره وتحركاته وطريقة أدائه وإدارته، والبحث في عوامل تفوقه وأسباب تألقه وإبداعه..
هو (الحزم) فارس القصيم وواجهة الرس الجميلة المضيئة.. فرض اسمه وأثبت وجوده، وقدَّم لأترابه وللكبار والصغار درساً في الإرادة والإصرار والنبوغ، وفي كيفية البذل ومعنى العطاء.. أتى من الظل والظلام إلى حيث الإبهار والشموخ والأضواء، وإلى الأماكن اللائقة به والمبتهجة لحضوره اختصر الأزمنة والمسافات بأرقام قياسية لا يجيدها أحد سواه.
شكراً لابن الرس الوفي خالد البلطان، ولرئيس وإدارة ونجوم وجماهير وأعضاء شرف الحزم على رسم وصياغة وصناعة وإنتاج هذا المشروع الرياضي العملاق والصرح الحضاري المفخرة لنا جميعاً..
الهلال بدون تفاريس
كعادته في هذه المواقف، وبسبب التخبط الإداري وعدم التوافق الشرفي.. خسر الهلال نجمه ومدافعه الصلب وأبرز وأهم عناصر تفوقه البرازيلي مارسيلو تفاريس، وبات الزعيم اليوم في أزمة فنية بعد رحيله واستمرار الضعف الدفاعي وبالذات في الظهير الأيمن..
قد يرى بعض الهلاليين أن قيمة تجديد عقده مرتفعة، وبالإمكان التعاقد بنصفها مع مدافع بديل له ومعه ظهير أيمن، لكنها تظل مجرد احتمالات وهي للخيال أقرب منها للواقع، لأن مدافعاً بإمكانات وخبرات وإخلاص تفاريس يعد في الوقت الراهن عملة نادرة، ويصعب العثور على مدافع بمواصفاته حتى لو دفع الهلاليون أضعاف ما قدّمه الريان القطري ثمناً للتعاقد معه لمدة موسمين.
الهلال دائماً ما يجني على نفسه ويزيد من معاناته بتصرفات يخسر بموجبها الكثير من حقوقه ونجومه.. وتفاريس المدافع النفيس ليس الأول ولن يكون الأخير..
* * * * *
- جميل جداً ألا يتكرر مع ممثل الوطن الاتحاد وهو يخوض لقاء كورفيتشي الأوزبكي ما سبق أن تعرّض له الهلال غير مرة، حيث يلعب العميد اللقاء بمشاركة نجومه الدوليين على الرغم من بدء المعسكر الإعدادي لمباراة منتخبنا وشقيقه اللبناني..
- تجديد عقد المهاجم الفذ الحسن كيتا قرار حكيم ونجاح جديد لإدارة المهندس جمال أبو عمارة.
- لا يحتاج حفل تكريم النجم الكبير ماجد عبد الله بعد سنوات الانتظار الطويلة إلى المزيد من العراقيل وتصفية الحسابات الشخصية بين بعض الشرفيين..!
- نتيجة لقاء الاتحاد والهلال ما كانت لتصل إلى (4-1) إلا بسبب أن (لجنة الانضباط تطبخ والحكم يقلط وكوزمين يرحب ويهلي)..!
- أساء الحكم الإسباني قونزاليز ومساعداه لسمعة الحكم الأجنبي، وكان بالفعل أسوأ طاقم تحكيم أجنبي حضر للمملكة في المواسم الأخيرة.
- رغم كل ما حدث للهلال إلا أن خسارته الثقيلة جاءت لتكشف أخطاءه الإدارية والفنية ونقاط ضعفه العناصرية، وقبل أن ينام على عسل بطولتي الدوري والكأس.
- بقيادة المذيع المتجدد محمد الدرع أصبح برنامج (مداد في الرياضة) من أجمل وأفضل البرامج الرياضية في الوقت الراهن.
abajlan@hotmail.com