في عالم كرة القدم.. واحترافها.. بات من الأمور العادية والمتوقعة أن ييمم اللاعب شطر وجهة أخرى عن وجهته الحالية بحثاً عن الأفضل وفق مقايساته الخاصة التي تأتي المادة (بلا شك) في مقدمتها..
وعندما أعلن أمس عن رحيل اللاعب البرازيلي مارسيلو تفاريس من الهلال الذي لعب له أربعة مواسم إلى الريان القطري الذي قدم له عرضاً مغرياً جداً.. لم تكن هناك ثمة مفاجأة للمتابعين للشأن الهلالي عن كثب، فالواقع كان يقول بشكل أو بآخر أن تفاريس راحل لا محالة.. إن لم يكن لنادٍ محلي فإلى نادٍ خليجي.. وإن لم يكن كذلك فهو سيعود صوب موطنه الرئيس وناديه الأصلي الذي كان كل موسم يرفع من قيمة اللاعب المادية..
** نهاية عقد تفاريس لم تكن أمراً مفاجئاً للهلاليين، فهم يعرفون جيداً أن نهاية ارتباطه بفريقهم قد دنت.. وقد كان حرياً بهم أن يبادروا إلى فتح خط المفاوضات معه ومع ناديه ومدير أعماله في وقت مبكر.. ومعرفة متطلبات تجديد العقد المادية.. والسعي أيضاً إلى شراء عقده بشكل نهائي ولا سيما في ظل توافر قناعة زرقاء على كافة المستجدات بقدرات اللاعب وأهميته الفنية.. إضافة إلى أن تفاريس قد قدَّم خلال سنوات احترافه الأربع من الهلال ما يكفي لإقناع الهلاليين بضرورة استمراره مع فريقهم، لا سيما وأن التعاقد مع بديل ولو بنصف مستواه سيكون ضرباً من المستحيل.. وقد أكدت التجارب ذلك سواء على صعيد الهلال أو على صعيد غيره من الأندية.. وهاكم أسماء اللاعبين الأجانب وعددهم.. ونسبة الناجحين فيهم.. بل إن ما يخشاه كثير من الهلاليين أن يكون رحيل تفاريس باباً لتجارب جديدة من نوعية رودريغو قارو والفان وبرونو وليلو الذين لم يقدموا للهلال ما يستحق الذكر..
* إن رحيل تفاريس كما أسلفت ليس أمراً جديداً في عالم كرة القدم.. لكنه دلالة على ضعف التنظيم في نادي الهلال وعدم الاستعداد لكافة الاحتمالات.. وعدم تفعيل القواعد الإدارية في جوانب العمل بالنادي والتخطيط للمستقبل البعيد قبل القريب..
** يخطئ من يعتقد أن غياب تفاريس عن الهلال أمر ليس له تأثير حقيقي.. أو من يرى أن الفريق قادر على تعويضه عاجلاً.. فالمواهب في هذا الزمن نادرة.. ومن الصعوبة بمكان العثور عليها.. وعندما يحدث ذلك فإن العمل يجب أن يتوجه نحو المحافظة عليها، وهذا ما لم يفعله الهلاليون هذه المرة.. وكان الله في عونهم على تجاوز آثاره.