Al Jazirah NewsPaper Monday  05/05/2008 G Issue 13003
الأثنين 29 ربيع الثاني 1429   العدد  13003

لأنه الهلال
محمد بن سعد العجلان

 

تناول كثير من الكتاب ما حدث في مباراة الهلال والوحدة، وما تلاه من قرارات مجحفة بحق الهلال، ولا جديد في الأمر، أما لماذا لا جديد؛ فلأن ما حدث كان مقرراً من قبل، ويجب أن يعلم بنو هلال قبل غيرهم أنهم في عين المدفع ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

لا أقول هذا الكلام متهماً صانعي القرار في لجنة الانضباط، حتى وإن اختلفت مقاييسهم في إصدار العقوبات مع كافة الأندية واتفقت مع الهلال بالذات، ولكن لأنه الهلال النادي الأكبر زخماً وإعلاماً والأكثر جماهيرية وحضوراً في منصات التتويج، ولذا فإن لجنة الانضباط ربما ترى أن أي عقوبة تصدر تجاه الهلال لا بد أن تكون أكبر؛ فغلطة الشاطر كما يقال بعشر، هذا عدا ما يمكن أن تحققه اللجنة من سمعة وقوة لكون المعاقَب هو الأزرق معشوق الأغلبية والبطل الأول في الساحات الخضراء سعودياً وعربياً وآسيوياً، وبالتالي فربما تكون العقوبة ضريبة المكانة والجماهيرية والزعامة قبل أن تكون ضريبة سوء تصرف من لاعبي الزعيم، كما أنه من الممكن جداً أن تكون اللجنة ذاتها من الشفقة والرأفة بمكان لتحد من سيطرة الأزرق على البطولات لتتيح الفرصة لأي فريق آخر لم يتذوق طعم البطولة لهذا العام، مبررة ذلك بالحرص على مكانة الكرة السعودية وأنديتها وتطورها بدليل توزع البطولات بين الأندية، ولن يتأتى لها هذا الأمر ما لم يُزَح الفريق الأزرق بأي طريقة، وكل ذلك لأنه الهلال.

لم أفكر يوماً ما رغم ميلي للهلال أن أكتب عما يتعرض له من عقوبات تختلف عن غيره وكأنه نادٍ آخر يخضع لنظام مختلف عن نظام الأندية السعودية، أو كأن اللجنة الموكلة بعقوبات الهلال ليست هي ذاتها اللجنة التي تصدر الجزاءات لبقية الأندية، اللهم إلا إذا كان أعضاء اللجنة يجدون مزاجية أفضل في صنع القرار عندما يكون الهلال هو المعني، حالهم كحال الجماهير الرياضية التي تعشق المباريات التي يكون الهلال طرفاً فيها، ولذا فهم يتفننون في صياغة قراراتهم عندما تكون موجهة للنادي الأول، بل ويسارعون في صياغتها بكل جد وحيوية ونشاط، أما مع الأندية الأخرى فالمزاج لا يكون بنفس الحال، وبسبب ذلك تتأخر القرارات وتجيء مبتورة أو لمجرد تحصيل حاصل.

كنت من ضمن ملايين عشاق الأزرق أتابع المباراة بين الزعيم والفرسان، وشاهدت ما تعرض له التائب من قذف بعبوات المياه التي انهالت عليه كقذائف من كل ناحية، بل إن بعضها أصاب الهدف، وشاهدت كذلك ردة فعله التي لا أؤيده عليها مطلقاً، ولا أقبلها أبداً من لاعب كبير في فنه كطارق، وهو اللاعب الذي خاض تجارب في دول أخرى، كما أنني لست ضد معاقبة اللاعب على تصرفه، وعليه أن يستفيد من الدرس جيداً، بل على عموم لاعبي الهلال أن يعوا أنهم غير بقية اللاعبين في الأندية الأخرى، وأن عليهم أن يتحلوا بالصبر وتحمل أي إساءة من الغير؛ لأن عقوبتهم ستكون أشد من غيرهم، أما التائب فقد جاءت ردة فعله وكأنه يبصق على نفسه فلم يكن بجواره أحد من الجمهور، بينما قذائف الجمهور كانت تصله وتصيبه فعلاً، وهنا مكمن السؤال: كيف تبرر العقوبة، وبأي ميزان عدل تقاس حين تنقل مباراة واحدة لفريق لم يعد لديه استحقاقات مهمة، بينما يوقف لاعب مهم لفريق يجالد ليحقق البطولة الثالثة..!؟

أما الطامة الأكبر فهي في التوقيف لأربع مباريات، وأظن اللجنة لم تفكر ملياً في القرار لأن تسرعها في إصداره لكونه موجهاً للهلال جعلها تحدد أربع مباريات، ولو أنهم فكروا قليلاً لوجدوا أن مباراتين كافيتين لإخراج الزعيم من البطولة، لكن ربما خشي أعضاؤها أن يفعلها الزعيم ويتجاوز الاتحاد فأرادوا أن يقطعوا الأمل كلية في البطولة.

هكذا بكل بساطة وبكل وضوح تؤكد لجنة الانضباط ما أشرت إليه آنفاً من مزاجية واختلاف حول الهلال، هذا النادي العملاق الذي اتفقت معه كل مقومات الإبداع والعشق والبطولات والأمجاد واختلفت معه أو عليه هذه اللجنة، ومن المؤكد أن ما أرادته اللجنة سيتحقق إلا أن يشاء ربي شيئاً ولا راد لمشيئته سبحانه، فقد وضح جلياً تأثر الهلال بغياب التائب في مباراة الاتحاد التي خسرها الأزرق بأربعة كأثقل هزيمة يتلقاها هذا العام، وأصبحت آماله أضعف من الضعيفة ولكنها غير مستحيلة، وفي ذلك حقيقة مؤلمة فكيف يمكن أن يتأثر فريق كالهلال بغياب لاعب مهما كان مستواه..!؟

على لاعبي الهلال أن يتعاملوا مع المباريات بجدية، وأن يثقوا في قدراتهم، كما أن عليهم أن يستفيدوا من أخطائهم، وبالعزيمة والإصرار يمكن أن يحققوا في المباراة القادمة ما حققه الاتحاد وأفضل، حتى وإن كان الواقع يقول إن البطولة أريد لها أن تكون لغير هلالهم، أما لجنة الانضباط فلهم أقول: يا أيها اللجنة الموقرة ما لكم كيف تحكمون..!؟؟

رسائل من القلب:

- ياسر الكاسر أو القناص.. ما الذي غيّرك..!

لقد لاحظت عليك غياب الجدية في آخر مباراتين، هذا الغياب أثر كثيراً على عطائك فعُدْ لجديتك المعهودة تعُدْ كاسراً وقناصاً كما كنت.

- الفريدي.. أنت نجم واعد، ولكنك أيضاً تحتاج إلى جدية أكثر، وتأكد أنك متى ما بذلت جهداً أكبر وجدية أكثر ستحقق ما لم تحققه حتى الآن.

- الموهوب الشلهوب.. ينطبق عليك ما قلته عن ياسر والفريدي فمستواك سوف يعود متى ما سعيت للكرة بجد ولعبت، وأنت تدرك أن في الملعب عشرة لاعبين من الفريق الخصم كلهم يسعون لانتزاع الكرة من بين قدميك، والبرود في الأداء نتيجته الحتمية خسران الكرة ومن ثم خسران المستوى والنتيجة.

خاتمة:

فلا عجب إذا ما قيل قولٌ

وصدقت الذي قيل الفعالُ

إذا لعب الهلال فخبروني

فإن الفن منبعه الهلال


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد