اللصوصية هي السطو على ملك الآخرين أياً كان هذا الملك، وأياً كانت الممتلكات فالتعدي عليها وأخذها لصوصية وسرقة توجب العقاب الرادع.
** والشريعة الإسلامية شرَّعت عقوبات في حق من يرتكب جرماً، ومن بين هذه الحدود حد السرقة وهي قطع يد السارق؛ لأنه مدَّ يده وأخذ ملك غيره، وفق أركان السرقة المعروفة، وقد أقيمت الحدود بالفعل، وعُوقب لصوص إما بقطع اليد أو بالسجن.. فيما لو اختلت أركان الجريمة.
** واللصوصيون والتعدي على أملاك وممتلكات الآخرين يعكس نفساً غير سوية تنثني منها الأمانة. وبالطبع.. فاللص غير مؤتمن، وغير نزيه، وهو بالتعبير العامي الدارج (حرامي) أو (سروق).
** هذا بالنسبة للسطو على الممتلكات أياً كانت هذه الممتلكات المسماة (المثمونة) ذات الثمن.. بيعاً وشراءً.. ولكن السطو على الملكية الفكرية وسرقة جهد وعرق وأفكار وتعب الآخرين.
** السطو على أبحاث ودراسات الآخرين.. ماذا يُسمَّى؟!!
** ألا يُسمَّى ذلك سرقة؟!
** وألا يُسمَّى من سرقها.. لصاً وسارقاً.. و(سُروق أَبْقَعْ) كما يقول العوام؟
** ألا يستحق عقوبة؟
** هو سرق حقوق وأملاك الآخرين.
* هو اختلسها مدعياً ملكيته لها.
** هي حقوق ذات قيمة، وبُذِل في سبيلها الشيء الكثير، والعرق والجهد الكثير.
** هي عصارة أفكار وعقول الآخرين.
** هي جهدهم وأعمالهم.
** كيف تُسرق هكذا؟
** ألا يستحق من سرقها عقوبة مغلظة؟
** المشكلة.. أن ممتلكات الآخرين الفكرية ومؤلفات الأموات، وحتى أحياناً غير الأموات، صارت ملكاً مشاعاً لهؤلاء اللصوص، يسطون عليها في وضح النهار؛ لأنهم يدركون أن العاقبة لا شيء، وأنه لا عقوبة ولا محاسبة، ولا حتى مجرد توبيخ، أو (قُولةْ).. اسْتَحْ على وجهك!!
** كم من اللصوص الذين أعلنت عنهم الصحافة الذين سطوا على ممتلكات الآخرين الفكرية ومؤلفات غيرهم و(لطشوها) عياناً بياناً وفضحهم الله أمام الملأ.. ومع ذلك.. لم يُتخذ ضدهم أي إجراء عقابي ولو - فقط - منعهم من الكتابة والتأليف؛ لأنهم غير مؤتمنين.
** كيف سيثق القارئ في شخص كهذا؟
** إن أبسط مواصفات الكاتب أو الصحفي أو المؤلف الأمانة والنزاهة.. فهل من يسرق أفكار الآخرين وينسبها لنفسه مؤتمن نزيه؟!
** الجريمة مضاعفة..
** الجرم الأول.. اللصوصية والسرقة.
** الجرم الثاني انثناء الأمانة.. وكلا الجرمين أو أحدهما.. مسوغٍ كافٍ لمنعه على الأقل من الكتابة.
** أحياناً.. تعلن الصحافة عن لص جديد سطا على أفكار أو مؤلفات الآخرين.. وتنتهي هكذا دون أن يخضع حتى للتساؤل.
** متى يُردَع هؤلاء اللصوص؟
** ومتى تتم ملاحقتهم؟
** أم إنه لابد من أن يقوم الميت من قبره ويلاحق هؤلاء قضائياً.
** إننا ونحن نقرأ - لا أقول الكثير- بل بعض هذه السرقات لم نقرأ عن عقوبة واحدة.. أو أن شخصاً سرق أفكار الآخرين وجهدهم ومؤلفاتهم ثم عوقب؛ مما يدل على أن المسألة بسيطة وسهلة وهيّنة.
** ليت هؤلاء اللصوص على الأقل يخجلون ويتوارون عن القراء إلى الأبد؛ لأن أمرهم انفضح وانكشفت خباياهم، وظهروا أمام القارئ بأنهم لصوص لا مبدأ لديهم ولا ضمير.
** المشكلة أن هؤلاء اللصوص مازالوا (يترززون) وكأنهم حققوا بطولات وأمجاداً.. أو كأن ما ارتكبوه هو عين الحق والصواب.
** لصوص ثبت بالدليل القاطع أنهم سرقوا.. ومع ذلك.. فهم طلقاء أحرار يفعلون ما يشاؤون.. ومستمرون ويبحثون عن سرقة أخرى وأخرى.