القرآن الكريم، ربيع القلوب، وهدأة النفوس، والملتجأ حين ترتبك المشاعر ويزورها القلق في حياة متقلِّبة لا تثبت على حال.. فيكون لها كلام الله سبحانه مداوياً ومعالجاً {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}
** لا يعادل كلام الله كلام مهما كانت بلاغته وفصاحته، ولهذا نقول لا تستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، لا بد أن يكون للقرآن الكريم مكانته التي يستحقها، ولا بد أن يكون لكلام الله المنزل القول الفصل والنهاية الجامعة، وحين تكثر التأويلات والتفسيرات وتتسع الرؤى حول ما أنزله الله سبحانه على نبيه سيد المرسلين فما ذاك إلا أن للقرآن حقيقة ناصعة، إنه صالح لكل زمان ومكان، وهو شريعة قادرة على أن تساير كل عصر وكل مستجد عبر قياس العلماء واجتهادهم فيما ليس فيه نص لكن الله خلق عقولنا كي نفكر ونميز، والضمير المؤمن يمتلك القدرة على معرفة الحلال والحرام بحدسه وقياسه واجتهاده.
** هؤلاء الشبان والشابات الذين يتنافسون في حفظ كتاب الله وتجويده إنما هم زهرات يانعات يعطرون أجواء الحياة بأصواتهم الزكية بذكر الله وكلامه..
إن المنافسة في حفظ كتاب الله لهي المنافسة الأكثر جدوى على صاحبها وعلى مجتمعه، وإن رعاية هؤلاء لهي من أقرب الأعمال إلى الله، فأولئك هم صفوة يطاولون الناس برقابهم يوم القيامة، ويتفيأون بظل الله سبحانه، إذ يقبلون على حفظ القرآن ويدعون صخب الحياة وضجيجها الملهي، ويجعلون جهدهم وطاقتهم في حفظ كلام الله المنزل.
** ويظل سلمان بن عبد العزيز ساقياً وراعياً لهذه الزهرات اليانعات، يتقرَّب بهذه الرعاية الكريمة لحفظة كتاب الله.. إلى الله سبحانه وتعالى..وطوبى للحافظين.. وطوبى لسلمان رعايته لهذه الجائزة.. وطوبى لكل العاملين والعاملات عليها.. فنعم الجهد ونعم البذل..
وليس أعز من القرآن الكريم، وليس أكثر قدسية من كلامه المنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم.
فهنيئاً لهذا الجمع المبارك.. جمع اجتمع على حب الله وحب كتابه الكريم.
fatemh2007@hotmail.com