Al Jazirah NewsPaper Monday  05/05/2008 G Issue 13003
الأثنين 29 ربيع الثاني 1429   العدد  13003
الفخر بالإنجاز العلمي السعودي!
محمد بن حمد الدبيان - باريس

احتضن العالم العربي منذ العصور السابقة القيادة في الفكر العلمي والثقافي في العالم، وكذلك الإبداع الطبي للكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان، وقد درسنا في التاريخ عن أبطال العلوم والفكر العرب الذين كانت لهم الإنجازات والاختراعات في العلوم الأساسية التي تخدم الإنسانية، وكنا ولا زلنا نتغنى بالماضي المجيد في شتى العلوم، وكأننا نعزي أنفسنا بالعودة إلى ما حققه أجدادنا في المجالات العلمية والفكرية، وذلك لعجزنا أننا لم نبدع مثل ما أبدعوا، ولم نقدم شيئاً يوازي ما فعله السابقون.

هذه الإبداعات والإنجازات في شتى مجالات الحياة، انتقلت من المنطقة العربية وخصوصاً من الجزيرة العربية إلى الدول الغربية بعد ما أصاب منطقتنا العربية الجهل والتقاعص عن تكملة المشوار العلمي الذي بناه الأجداد في كل النواحي الفكرية والثقافية والعلمية، وقد أكمل الغرب المشوار بظهور كل الأفكار العربية إلى اختراعات ملموسة تخدم الإنسانية في كل مجالات الحياة.

لكن ركب العلم والمعرفة لا يعرف زمن، بل يستسلم وينصاع أمام إصرار أهل الإرادة القوية في إكمال ما بدأ به العرب السابقون من اختراعات علمية تساهم في التخفيف من معاناة الإنسانية.

وقد سعدت بما سمعته يوم الخميس الأول من مايو 2008م في نشرة الأخبار من قناة العربية الفضائية، حيث كان حفل تخريج طلاب جامعة الخليج في دولة البحرين، وكانت سعادتي بأن يظهر الصوت السعودي خفاقاً عندما أعلن عن تكريم الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم لمساهمتها الفاعلة في تطوير الجامعة، وهذا ليس بغريب عليها، لكن المفاجأة الأكبر والسعادة الأعمق عندما أعلن عن الاكتشاف العظيم الذي يحمل اسمها، لأنها كانت وراء العمل الجاد والإبداع العلمي المكتشف في مركز علوم الموروثات والطب الجزيئي المقام في المملكة.

هذا الاختراع العلمي الطبي العظيم، حول (اكتشاف جين يربط جهاز المناعة لدى الإنسان بالجهاز العصبي)، وهذا المجال ذو أهمية كبيرة في العلوم الطبية، وهو مجال علمي معقد نحن في المملكة في أمس الحاجة إليه، خصوصاً أننا في المملكة نعاني من العديد من الأمراض الوراثية المستعصية التي تصيب جهاز المناعة لدى الأطفال بسبب العامل الوراثي من الزواج بين الأقارب.

فبمناسبة هذا الخبر السعيد، أتقدم بأخلص التهاني للأميرة الجوهرة آل إبراهيم على النجاح الكبير الذي تحقق برعايتها، واهتمامها الشخصي، واحتضانها لمركز مهم يقدم خدمات إنسانية كبيرة، وهذا الإبداع يضاف إلى العديد من الإنجازات العلمية التي تضاف إلى اسم المملكة العربية السعودية (مملكة الإنسانية)..

هذا العمل المتميز يجعلنا كسعوديين نرفع رؤوسنا عالياً أمام أهل العلم والمعرفة من الدول العربية والغربية حيث توالت علينا في الآونة الأخيرة الكثير من الاختراعات السعودية النافعة لخدمة الإنسان وتحت مظلة مملكتنا الحبيبة.

هذا الغرس العلمي المبدع لم يأتِ من فراغ، ولا أعتقد أنه وليد اللحظة، إنما هو نتاج فكري مبدع مستمد من التوجهات التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز طيب الله ثراه، فهو رائد التعليم الأول، المؤسس لمنهجه، وباني المؤسسات التعليمية في المملكة منذ عقود مضت، وتابع مسيرة التعليم والنهضة العلمية والمعرفة طوال حياته رحمة الله، وأرى أننا بدأنا نجني ثمار ما غرس، حيث نرى ونسمع كل يوم في مملكتنا الحبيبة عن إبداعات علمية وفكرية تتناسب مع مكانة المملكة بين دول العالم في كل المجالات.

أكرر التهنئة للأميرة الجوهرة، وأشكرها على جهودها في المساهمة في عجلة البحث العلمي في المملكة، وأتمنى أن نسمع عن إبداع جديد آخر من المركز ومن المراكز العلمية البحثية الأخرى، ومن الأقسام المتخصصة في الجامعات السعودية ليضاف إلى السجل الحافل والعطر الخاص بالمملكة.

والله ولي التوفيق،،،

المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو سابقاً


E-mail: debian52@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد