يظل التاريخ من أهم المرتكزات الثقافية لأي دولة بما يضمه من حقب زمنية شكَّلت الماضي وساهمت في تكوين الحاضر والمستقبل.

وتأتي دارة الملك عبدالعزيز التي تتشرف برئاسة مجلس إدارتها من قِبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - كإحدى أهم الجهات التوثيقية في المملكة حيث كان لسموه الكريم الفضل الأكبر (بعد الله) في رسم سياستها وتكثيف فاعليتها في الساحة الثقافية، ومن ذلك تلك الندوة العلمية التي تنظمها الدارة عن تاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - تحت رعاية سموه الكريم، حيث تهدف تلك الندوة إلى توثيق تاريخ جلالته والجوانب السياسية والحضارية في عهده وتشجيع الباحثين على تقديم الدراسات لإعداد قاعدة معلوماتية موثقة.

ولقد كانت الحقبة الزمنية التي تولى فيها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - الحكم في البلاد مليئة بالإنجازات التي حققتها شخصية الملك بما تعلَّمه من مبادئ الحكم وأخلاق الزعامة من مدرسة أبيه جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيَّب الله ثراه - حيث اختار الملك عبدالعزيز ابنه الملك فيصل - رحمهما الله - لتمثيل المملكة في العديد من المحافل الدولية منذ كان شاباً وتولى العديد من المناصب الحساسة أهمها منصب وزير الخارجية عام 1349هـ.. وقد جاء تعيينه بسبب ما أثبته من براعة دبلوماسية في العديد من المناسبات.. إلى أن بُويع جلالته - رحمه الله - بالملك يوم الاثنين 27-6-1384هـ.

وكانت تتضح شخصية جلالة الملك فيصل - رحمه الله - من واقع أعماله على الصعيد الداخلي وما حققه من إنجازات، وكذلك على الصعيد الخارجي المتمثِّل في دعوته إلى التضامن الإسلامي التي حققت أهدافها من تعاون الدول الإسلامية وتوحيد جهودها وتعزيز مركزها، كما نجحت تلك الجهود في قيام منظمات دولية إسلامية كبيرة مثل رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

كل تلك الجهود على المستوى المحلي والدولي التي قام بها جلالته توالت إنجازاتها وإنجازات غيرها من الجوانب الأخرى على كافة الأصعدة في عهود الملوك الذين توالوا من بعده وهم: جلالة الملك خالد، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمهما الله - حتى عهدنا الحاضر الزاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -.

وفي الختام أتمنى لهذه الندوة القيّمة كل النجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.