«الجزيرة»- يوسف العتيق
يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز مساء يوم غدٍ الثلاثاء 1 جمادى الأولى 1429هـ الموافق 6 مايو 2008م بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - التي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز ضمن سلسلة الندوات الملكية.
وأوضح صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مؤسسة الملك فيصل الخيرية، المشرف العام على المعرض، أن المعرض يشتمل على الكثير من المعلومات الموثقة بالصور المختلفة عن رحلات الملك فيصل، ومواقفه السياسية إزاء العديد من القضايا المحلية والإقليمية والعالمية.
وقال سموه إن عنوان المعرض (الفيصل.. شاهد وشهيد) يجمع بين الحقبة الزمنية التي كان الملك فيصل شاهداً على أحداثها مع دخوله مجال السياسة والحكم في سن مبكرة في العقد الثاني من القرن الماضي وحتى يوم استشهاده - يرحمه الله- عام 1395هـ، مبيناً أن المعرض سيتضمن صوراً فوتوغرافية نادرة للملك في مراحل مختلفة من حياته، ومشاهد متحركة ولقطات فيديو تسجل مراحل متعددة من مسيرة الملك الراحل, إضافة إلى بعض المقتنيات الخاصة، وعدد من المخطوطات والنصوص المكتوبة.
وأضاف: سيتم عرض خمس خطب نادرة للملك فيصل، وتسجيلات تعرض لأول مرة لمشاهد خلال لقائه مع المواطنين، وهي تكشف قرب الملك فيصل من شعبه وتعرفه عن كثب على مشاكلهم وتلمسه احتياجاتهم.
ولفت سموه إلى أن فترة حكم الملك فيصل كانت زاخرة بالأحداث والتحولات المختلفة والحراك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي إقليميا ودوليا، إذ شهد خلالها العالم الكثير من الأحداث الجسام، كما عاشت الأمتان العربية والإسلامية مراحل حرجة وحساسة في تاريخهما، وقد روعي أن يتضمن المعرض العديد من المواقف المكتوبة والمسموعة والمرئية للملك فيصل التي تعكس ما تعلمه من أبيه القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، من دروس في فن الحكم والتعامل مع الرعية وصيانته لمصالحها، وما كلفه به أخوه صاحب الجلالة الملك سعود -يرحمه الله-، عندما كان الفيصل ولياً لعهده، فكان الملك فيصل خير راع للرعية وأبرع حامٍ لمصالحها.
وذكر أن المعرض بشكل عام يسلط الضوء على سيرة الملك فيصل منذ كان ممثلاً خاصاً عن والده الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- في أوروبا وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، وحتى توليه الحكم عام 1384هـ، إضافة إلى استعراض تاريخ نضاله في سبيل القضايا العربية والإسلامية مثل قضية فلسطين، وسعيه الدؤوب تجاه تضامن ووحدة الأمة الإسلامية وهما قضيتان نذر الفيصل - يرحمه الله- الكثير من وقته وجهده من أجلهما.
وقال سمو الأمير تركي الفيصل: كانت للملك فيصل جهود كثيرة لا نستطيع حصرها في معرض أو أكثر، غير أننا حاولنا العمل بشكل كبير على الإحاطة بها في هذا المعرض وقد اجتهدنا بقدر المستطاع لتسليط الضوء على تلك الحقبة المجيدة من تاريخ المملكة العربية السعودية.
وتابع: لا تفوتني الإشارة إلى أن معرض (الفيصل.. شاهد وشهيد)، سيخدم ذاكرة الأجيال الجديدة، حيث يستهدف الشباب والأجيال التي لم تعاصر حياة الملك فيصل، فالمعرض كما هو موجه للأكاديمين والمتابعين لتاريخنا الحديث، هو موجه بشكل خاص للجيل الجديد، ليعيش هذا الجيل حياة الملك فيصل بالصوت والصورة ويقرأ تفاصيل أكثر من خلال تواجده في المعرض، وسيفتح المعرض الباب أمام الباحثين والمؤرخين لمعرفة واستكشاف الكثير من المواقف التي تبناها الملك الراحل والقضايا التي سعى إلى تحقيقها.
وذكر سموه أن زائري المعرض يستطيعون الحصول على المعلومات التي يريدونها عن الملك فيصل، سواء أكانت نصوصاً مكتوبة، أم صوراً، أم مخطوطات، أو غير ذلك من الأشياء التي تعد بمثابة تاريخ مصور لحياة الملك الراحل.
وكشف الأمير تركي الفيصل في ختام تصريحه أن المعرض سينطلق أولاً في الرياض ثم سينتقل إلى أبها ثم جدة والدمام ثم خليجياً وعالمياً، مشيراً إلى أنه سيقام على هامش المعرض عدد من الفعاليات التي تتناول الحديث عن شخصية الملك فيصل والحقبة الزمنية الخالدة التي شهدها.
من جهته قال معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، : إن الندوة ستعقد في الفترة من 1-3 جمادى الأولى 1429هـ الموافق 6-8 مايو 2008م، وتعد الندوة الثانية التي تأتي ضمن سلسلة الندوات الملكية التي تعمل الدارة على تنظيمها عن الملوك من أبناء الملك عبدالعزيز لتوثيق سيرهم، وأعمالهم في بناء المملكة العربية السعودية، وخدمة المجتمع السعودي، وتنمية مؤسساته الحكومية، وكذلك التأريخ للفترات التاريخية للمجتمع بعناصرها المختلفة سواء السياسية أو الاقتصادية أوالثقافية والمعرفية من خلال شخصياتهم وإنجازاتهم الحضارية، وتأتي تلك الندوات ضمن أهداف الدارة وأدوارها العملية والعلمية والتي تحظى بالتوجيه والاهتمام الدائمين من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز والذي لا يألو جهداً - حفظه الله - في رعاية أعمال الدارة وأنشطتها، ودعم مساعيها في سبيل خدمة تاريخ المملكة العربية السعودية، وأوضح معاليه أن عدد البحوث التي ستطرح في جلسات الندوة (34) أربعة وثلاثون بحثاً توزعت ضمن المحاور العشرة التي حددتها الدارة وهي: نشأة الملك فيصل وسيرته قبل توليه الحكم، التنظيم الإداري في عهده، التعليم والثقافة والإعلام، الجوانب الاقتصادية، خدمة الحرمين الشريفين والحجاج، الشؤون الإسلامية، الجوانب العسكرية والأمنية، الجوانب الاجتماعية والإنسانية والصحية، النقل والاتصالات، والسياسة الخارجية، مشيراً إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة سوف يرأس الجلسة الختامية للندوة التي تضم عدداً من أصحاب المعالي الذين تقلدوا مناصب أتاحت لهم العمل مع الملك فيصل بشكل مباشر، حيث سيسردون ذكرياتهم مع الفيصل.