Al Jazirah NewsPaper Monday  05/05/2008 G Issue 13003
الأثنين 29 ربيع الثاني 1429   العدد  13003
ماذا يريد تجار الذهب؟
د. محمد بن عبدالعزيز الصالح

نشرت الصحف يوم الخميس الماضي خبراً مفاده أن اللجنة الوطنية للذهب والموجوهرات طلبت من اللجان الفرعية بالغرفة التجارية طرح مرئياتها حول إمكانية فتح مجال عمل النساء في محلات الذهب والمجوهرات بهدف توسيع فرص عمل المرأة في الاقتصاد، إسهاماً منهم في إيجاد حلول لمواجهة البطالة المرتفعة التي تواجهها الفتيات واللواتي لا يجدن فرصاً كافيةً للعمل.

وفي الوقت الذي يبدو أن ظاهر هذه التوجه هو حرص تجار الذهب والمجوهرات على مصلحة المرأة السعودية من خلال مساعدتها بإيجاد فرص عمل مناسبة لها.

إلا أن رفض تجار الذهب والمجوهرات لجميع قرارات السعودة الصادر من أعلى السلطات في الدولة وعلى امتداد السنوات الماضية يجعلنا نشك في نواياهم وحرصهم على مصلحة الفتاة السعودية وتوفير فرص عمل لها، فعلى الرغم من وجود أكثر من ثلاثين ألف فرصة عمل في مجالات الذهب والمجوهرات إلا أنه يندر أن نرى الشباب السعودي في تلك المحلات، بل إن تجار الذهب والمجوهرات قد قصروا التوظيف في تلك المحلات على رعايا إحدى الدول العربية المجاورة وكأننا مكلفون بمعالجة البطالة في تلك الدولة على حساب شبابنا السعودي.

فهل تعلمون أن العديد من القرارات قد صدرت من مجلس الوزراء أو من مجلس القوى العاملة (سابقاً) ومن وزارة العمل قبل أكثر من عشر سنوات وجميعها قرارات ملزمة لتجار الذهب والمجوهرات بتوظيف الشباب السعودي بالعمل لديهم وفق نسب متدرجة، وعلى الرغم من ذلك نجح هؤلاء التجار في التصدي لتلك القرارات وإحراج الدولة واضعين مختلف العراقيل أمام شباب الوطن حتى لا يعملوا لديهم في محلاتهم، فهل بعد هذا نثق في نواياهم بأنهم حريصون على توفير فرص عمل للفتاة السعودية. أعتقد بأن مناشدتهم بإتاحة فرص العمل للمرأة في تلك المحلات سيكون مقصوراً على الفتيات اللواتي يحملن نفس جنسية الدولة العربية المسيطرة على كافة فرص العمل في سوق الذهب والمجوهرات.

ويكفي أن نشير هنا بأن الغرفة التجارية الصناعية بالرياض سبق أن اتهمت تجار الذهب والمجوهرات بأنهم (وبتجرد من الوطنية) قد أعاقوا برامج التدريب التي تنفذها الغرفة بهدف تدريب وتأهيل راغبي العمل في مهنة بائع ذهب ومجوهرات. ويكفي أن نشير أيضاً إلى أن أحد كبار تجار الذهب والمجوهرات سبق أن صرح لمجلة التجارة (العدد 519، ص 87) بأن سعودة محلات الذهب والمجوهرات تحتاج إلى برامج تدريبية تصل مدتها إلى عشرين عاماً. فهل بعد هذا نثق في نوايا تجار الذهب والمجوهرات بأنهم حريصون على توفير فرص عمل مناسبة للمرأة السعودية في محلات الذهب والمجوهرات.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5330 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد