غزة - القدس - رندة أحمد وبلال أبو دقة
استشهد الفلسطيني حسام النجار (40 عاماً)، وجرح آخرون بينهم ثلاثة من ناشطي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، خلال عدوان إسرائيلي جديد تمثّل في توغل لقوات الاحتلال شرق بلدة خزاعة، وقصفه البلدة الواقعة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وقد استشهد النجار حين سقطت قذيفة دبابة على منزله، كما أصيب أحد أفراد عائلته، وهو واحد من خمسة جرحى في هذا العدوان .. وفي وقت لاحق من يوم أمس أعلنت قوات الاحتلال انسحابها من المنطقة. ومن جانب آخر أعلن مسئول في سلطة الطاقة الفلسطينية أمس الأحد، أنّ محطة كهرباء قطاع غزة الوحيدة ستتوقف عن العمل جراء نفاد الوقود اللازم لتشغليها.
وقال كنعان عبيد نائب رئيس سلطة الطاقة في تصريحات إذاعية، إنّ سلطة الطاقة قررت فصل أحد المولدين اللذين يعملان في محطة الكهرباء فجر أمس، على أن يتم فصل الآخر (صباح أمس) بسبب نفاد الوقود المخصص للمحطة. وأضاف عبيد أنّ المحطة لا يوجد لديها أي مخزون احتياطي والكمية الموجودة لا تكاد تكفي إلا لبضع ساعات، محذراً من كارثة إنسانية تطال جميع مناحي قطاع غزة، في حال بقيت الأزمة على ما هي ومنع الاحتلال إدخال الوقود الصناعي الخاص بالمحطة.
وأشار عبيد إلى أنّ الأزمة الحالية ستتركز في مدينة غزة، حيث ستتأثر المدينة بنسبة 50 في المائة، بينما تتأثر المدن الأخرى بما نسبته 20 - 30 في المائة. وأكد أن السلطات الإسرائيلية تتبع سياسة (قذرة) في التعامل في موضوع الكهرباء (حيث تتعمد وصول مخزون المحطة إلى الرمق الأخير وتعاود مدها بالشيء القليل وتبين للعالم أنها تزود القطاع بالحاجيات الأساسية وتمنع دون حدوث كارثة إنسانية).
وتعد محطة توليد الكهرباء التي تعرضت للقصف من قبل الطيران الإسرائيلي في حزيران - يونيو 2006 مصدر التزويد الأول للتيار الكهربائي في قطاع غزة، فيما يعتمد سكان جنوب القطاع على كهرباء مصرية للاستخدام المحلي. ومنذ حزيران - يونيو الماضي تشدِّد إسرائيل الخناق على قطاع غزة، وتعرقل تزويده بالمواد الأساسية اللازمة للصناعة والبناء، إضافة إلى استمرار تقليص السلع والمواد الاستهلاكية والوقود.
وبشأن الاعتداءات المستمرة على غزة قال وزير الحرب الصهيوني، أيهود باراك: (إنه لا يعتقد أنه يمكن التوصل إلى تهدئة في غزة قبل أن يقوم الجيش الإسرائيلي بمزيد من العمليات العسكرية هناك). وفي سياق آخر أعلن عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود سيلفان شالوم، انه شرع في اتصالات مع مختلف الكتل البرلمانية في الكنيست، لنيل موافقتها على مشروع القرار الذي قدمه بحل الكنيست الإسرائيلي، مع افتتاح دورته الصيفية بعد حوالي أسبوعين.
ورأى شالوم الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة أريئيل شارون، أن الحكومة الحالية برئاسة أيهود أولمرت وصلت إلى نهايتها، ويجب إفساح المجال أمام الناخبين الإسرائيليين لانتخاب حكومة أفضل من حكومة أولمرت. هذا وتسلِّط وسائل الإعلام الإسرائيلية في الآونة الأخيرة الضوء على التخبط الذي يعتري القيادة الإسرائيلية، سيما سياسيات رئيس الوزراء يهودا أولمرت تجاه ملف غزة، حيث تعتبر تلك الوسائل حياته السياسية خاليةً من أي من أجندة.
ويرى محللون إسرائيليون: (أنّ أولمرت يحاول خلق أجندة لنفسه بين الأحابيل وجداول الأعمال المصطنعة، لافتين في ذات الوقت إلى أن ذلك سيتفجر له في الوجه ذات يوم، والجمهور سيمل).