خطأ تحكيمي يمنح النقاط الثلاث لتشيلسي في مباراته ضد مانشستر يونايتد ليعادله في عدد النقاط.. لم يتجرأ أحد بالهجوم على الحكم الإنجليزي ويطالب بالحكام الأجانب في دوري المحترفين ودوري الأضواء الأول في القارة العجوز هذا العام (نتيجة لوصول ثلاثة فرق إنجليزية إلى دور الأربعة في بطولة الأبطال).. أخطاء التحكيم جزء من اللعبة.. يوم لك ويوم عليك.. متى ما ثبت هذا المفهوم في المجتمع الرياضي فإن التحكيم سيرتقي للأفضل دون أدنى شك.
- من الصعب أن نجد بين الحكام العرب طبيبا أو محاميا أو ما شابه ذلك كما نجده بين الحكام الأوروبيين.. مستوى الثقافة بشكل عام والثقافة الرياضية بشكل خاص هو أحد أهم الجوانب المطلوب توافرها لدى الحكام.. كما أن البرامج التأهيلية والدورات التثقيفية والدعم المادي والمعنوي لها دور فعال في رفع المستوى والارتقاء للأفضل.. قبل أيام طلب أحد الحكام السعوديين توفير مدرب خاص بالنواحي اللياقية ليشرف على تدريب الحكام على مدار العام! الطلب جاء في مكالمة هاتفية لبرنامج (الراية الثالثة) في قنوات راديو وتلفزيون العرب كفكرة من شأنها تطوير الحكم السعودي على المستوى اللياقي.. من الغريب أنه لا يوجد مدرب متخصص في النواحي اللياقية للحكام.
- يعيب الحكم العربي أنه يتأثر بما يدور حوله (عاطفي).. يعاقب ويتغاضى (من باب الخوف من الانتقادات) ويعوض (من باب مبدأ التعويض) على حساب القانون وروح القانون نفسه.
- كل حدث أو اشتراك أو لعبة أثناء المباراة تحتاج لقرار منفصل عن أي قرار يسبقه أو يخلفه.. القرار يتخذ في جزء من الثانية.. علم الإدارة هو أكثر العلوم التي توضح مدى أهمية سرعة ودقة اتخاذ القرار بالنسبة لمدير أي إدارة.. فهل يمتلك الحكم (باعتبار أنه المدير الأول للمباراة داخل الملعب) أي دورات علمية أو اطلاع مبسط في هذا المجال ليتمكن من اتخاذ القرارات السليمة والمناسبة دون التأثر بالمحيط الخارجي أو الداخلي؟
- سرعة اتخاذ القرار وصحته قد لا تكون صحيحة100% أثناء إدارة الحكم للمباراة.. قد يكون السبب بُعد الحكم عن موقع الحدث أو وجود لاعب يحجب الرؤية عن عين الحكم أو أي عارض آخر.. أتمنى أن توضع تلك الأمور في محور الاهتمام عند القيام بتقييم الحكم والتعليق على قراره.. بدلاً من التشكيك في ذمته واتهامه بمحاباة طرف على حساب طرف آخر.
- بعض الألعاب لا يمكن للحكم أن يحكم عليها (كالتسلل مثلاً) بسبب سرعة الحدث أو اللعبة.. وقد يصدر الحكم قراراً خاطئاً.. الخطأ لا يتضح للمتابع الرياضي أو أي شخص كان إلا عند قيام شاشات التلفزة بالإعادة البطيئة للعبة.. كثيراً ما نشاهد الإعادة البطيئة ومن ثم نتجه لتقييم الحكم.. أتمنى أن يوضع في عين الاعتبار أن الحكم بشر.. لا يشاهد أي إعادات بطيئة ليتخذ قراره.. وأن الخطأ مهما كان حجمه فهو غير متعمد.
- التعمد وخيانة الأمانة غير واردة في ملاعبنا ولله الحمد.. لكن ما يحدث من أخطاء سببها اهتزاز شخصية الحكم أو تأثره بصيحات الجماهير أو التفاف اللاعبين حوله هو ما يرد ويتكرر بشكل مستمر في ملاعبنا.
- أحد الحكام الأوروبيين الذين تم الاستعانة بهم في إحدى البطولات الخليجية (خلال منافسات هذا الأسبوع) أخطأ خطأ فادحاً بإلغائه هدفا صحيحا باعتبار أنه تسلل.. وهو ما يثبت أن الحكم الأوروبي حتى وإن كان مدعماً بعوامل الخبرة واللياقة والفكر والتركيز وعدم التأثر بما يدور في الإعلام المحلي.. فإنه يخطئ حاله حال أي حكم خليجي أو عربي.
- الحكم الهولندي في مباراة ليفربول والأرسنال ضمن منافسات أكبر البطولات الأوروبية والعالمية على مستوى الأندية غض الطرف عن احتساب ركلة جزاء صريحة وواضحة على مواطنه (كويت) لاعب ليفربول.. وسائل الإعلام اتهمت الحكم الهولندي بأنه جامل مواطنه المحترف مع الفريق الإنجليزي لأنه من خلال الإعادة اتضح أن الحكم كان قريباً جداً من موقع الحدث وأنه رأى الإعاقة وتغاضى عنها!
لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي سيعطي هذا الحكم الفرصة لإدارة هذا النوع من المباريات المهمة مستقبلاً.. الأخطاء تحدث في منافسات من سبقونا في كرة القدم.. والعمل على تفادي تكرار تلك الأخطاء هو ما يتم التركيز عليه.
- لجنة الانضابط في القارة العجوز عندما تعاقب جمهور أحد الأندية.. العقوبة تكون بحرمان الجماهير من الحضور للمدرجات.. أو تكون بنقل المباراة من أرض ملعب الفريق (المعُاقب جمهوره) لملعب آخر حتى يفقد عامل الأرض والجمهور كعقوبة.. (دون أن تنقل المباراة إلى أرض الفريق الخصم في المباراة المقبلة في جدول المنافسات).. الإنتر عندما قذفت جماهيره الحارس البرازيلي ديدا (حارس ميلان) بفاكهة البرتقال في لقاء الديربي في بطولة أوروبا أبطال الدوري قبل سنوات..عُوقب بعدد من المباريات دون حضور جماهيره إلى ملعبه.. واليوفنتوس عُوقب جمهوره عندما كان روبيرتو باجيو قائداً للفريق آنذاك حيث نُقل عدد من مبارياتهم من ملعب تورينو الأولمبي إلى ملعب سانسيرو بمدينة ميلانو.. الضرر والعقوبة يجب أن تلحق بالجمهور المخطئ وليس بالفريق المجتهد بلاعبيه وإدارته ومسؤوليه.