Al Jazirah NewsPaper Thursday  01/05/2008 G Issue 12999
الخميس 25 ربيع الثاني 1429   العدد  12999
التخصصية والموضوعية في الكتابة الصحفية
مندل عبدالله القباع

التخصصية والموضوعية ركيزتان للكتابة الصحفية وهي من السمات الهامة التي تميز كتابات وشخصية من يلجأ للكتابة في الصحف.

ويؤكد المسؤولون في الصحف أن الملتزم بهاتين الركيزتين إنما يلجأ إلى الحق في القول ولا شيء غيره سواء في الاتفاق أو الاختلاف في مجمل الرأي المعروض فهو يعرض الحقيقة التي يراها بأسلوب موضوعي قائم على مقدمات منطقية يستخلص منها نتيجة صحيحة ولذلك ينال الرأي المعروض احترام القارئ وينال ثقته ويستحق المتابعة معه في كل ما يكتب.

فالموضوعية المعتمدة على التخصصية تحيل الكاتب لتأييد الأمور الإيجابية في الممارسة ويعارض السلبية منها في غير تحيز أو تعصب. وإنما ينال عرضه رؤى بناءة تدعم من الإيجابيات وتسقط السلبيات والتخصصية تزود الكاتب بالمهارة وتصقل حسه الوطني بما يمكنه من مخاطبة العقول والأرواح معاً ويتناول طموحاتهم الثقافية أو المعرفية أو الاجتماعية أو ما يحتاجون إليه فيما لا يتجاوز سياسة وسيلة الإعلام المقروءة وحجم المسموح به في المساحة المكتوبة لطرح ما يتناوله الكاتب من مشكلات أو موضوعات أو تحقيقات أو متابعات.. إلخ لخدمة قضايا المجتمع والمواطن والأمور الإنسانية عامة والتي لها أهمية قصوى لدى القراء.

هذا نموذج طيب لمن يريد الكتابة الصحفية بمثالية وقوة وصدق يحسب له وتوهج عقلي ينير له الطريق، ويقظة ضمير تجعله محل احترام الجميع ممن يتابعون كتاباته أو ينالهم بآرائه وتقييماته.

إن هذا النموذج الذي يتحرى في كتابته المنهجية العلمية في عرض المعلومات والمعارف والقضايا وفي عرضه الحلول التي تدفع عجلة التطوير وتعميق وتوثيق الروابط والصلات مع فئات عريضة من القراء في مختلف المجالات الدينية والاقتصادية والمالية والتجارية والصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية والإدارية والأمنية.. وغيرها من مجالات.

والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو:

أليست هذه المجالات تخصصية تحتاج لمن يكتب فيها أن يكون متخصصاً وعلى معرفة وفهم لما يدور في هذه المجالات حتى يمكنه أن يتناول قضاياه بالتحليل والنقد والإضافة إليه حتى يمكنه الإسهام بنقلة موضوعية إنمائية على طريق التنمية والتطوير المجالي دون اقتحام نفسه في أمور هو يعيد عنها كل البعد لا في تخصصه ولا في خبرته وقد يصدر أحكام هو غير مؤهل لها.

إن الكاتب المتخصص الموضوعي حين يتناول مشكلة من المشاكل أو قضية من القضايا يقوم بعملية تقصي عن الحقائق وتبويبها وتحليلها، وذلك للوقوف على حقيقة المشكلة وأسبابها وما يناسبها من حلول ويتم هذا بطريقة محايدة وغير متحيزة إلا التحيز للصالح العام.

هذا ما يفرض على الكاتب تبني أسلوب منظم لمعالجة المشاكل وابتكار الحلول، وإن احتاج للتناول الناقد فعليه بالكشف عن حقائق جديدة أو العمل على إبراز حقائق الواقع ووضع سبل الدعم أو خطوات التنقيح أو مطلب إعادة النظر للخروج بنتائج تتجه صوب خدمة المجتمع وخدمة المواطن سواء كانت الخدمة مباشرة أو غير مباشرة.

وهكذا يتحول مخزون المعرفة العلمية لدى الكاتب إلى استخدامات عملية يستفيد منها المجال ومن ثم فالمجتمع.

إن معظم الذين يكتبون رأيهم من الكتاب هم يعالجون (مشاكل - احتياجات)، ويعرضون إمكانية تطبيق المعرفة العلمية للوفاء بهذا الاحتياجات وحل المشاكل في فترة زمنية محددة والعمل على ربطها بخطط التنمية الوطنية وتحقيق توازن بين المقترح والممكن، وبين الأهداف المرحلية والأهداف الإستراتيجية في المجتمع.

وهذا يدخل الكاتب في نطاق التمكن من ربط التخصصية العلمية بالمشاكل الفعلية في المجتمع مما يجعل الصحافة في بلدنا (مشروعاً حضارياً) يهتم (بمشاكل الاحتياجات) لما يهتم بالجوانب السياسية والاقتصادية ويتناولها بعقلانية وحكمة وبعد نظر، والحساب الدقيق لكل الاحتمالات.

إن التخصصية والموضوعية والواقعية والأخلاقية عناصر أساسية في تكوين شخصية من يكتب في الصحف، تعايش مع مشكلات المجتمع والمساهمة في وضع الحلول المناسبة، هذا التفاعل السوي الواعي تقوم به الصحافة الوطنية فهي تفتح الطريق لمساهمة الكتاب بآرائهم مما يتيح تنوعاً في مجالات الكتابة، ففتحت الباب أمام العديد من الكتاب ليدلوا بدلوهم في محيط الكتابة الملتزمة بالحق والصدق والثقة ترفع شعار الصحافة الوطنية وضوح في الكلمة ووضوح في الغايات ونمو وانطلاق نحو مستقبل واعد، وبعزم وإرادة واعية وإخلاص وتفان في ظل قيادتنا الرشيدة الحكيمة التي تقودنا في مسيرة التطور والنهضة والتنمية المستدامة التي تقود إلى التقدم في كافة المجالات والأحوال.

وها هي إنجازات تترى على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي نعتز بها، وها هي البيانات والأرقام والمؤشرات الإحصائية تنطق بهذا.

فإلى الأمام دوماً.. والله المستعان.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد