تلعثم اللسان والتزم الصمت ماذا أقول بعد رحيلك يا أستاذ (عبدالعزيز الغامدي) ولكن لا راد لقضاء الله وقدره فسبحان المحيي والمميت وهو على كل شيء قدير لقد عرفتك وعرفتني منذ أكثر من 35 عاماً أو تزيد نعمل سوياً في وكالة الأنباء السعودية منذ أن تأسست بعد صدور الأمر السامي بالموافقة عليها عام 1390هـ وأنت طالب تريد العلا والعلم بالمعهد العلمي في مدينة الرياض، حيث تغربت من أسرتك وأهلك في منطقة الباحة طالباً المجد والعلا فوفقك الله لما أردت فقد تعينت متعاوناً في الوكالة ومواصلاً دراستك آن ذاك وقد تعرفنا سوياً أصدقاء وزملاء أنا وأنت نجوب مختلف الوزارات الحكومية والجهات الرسمية. وذلك لطلب ما نتحصل عليه من أخبار لنزود بها وكالة الأنباء السعودية وبدورها تبثها وتزود بها الصحف المحلية من ذلك التاريخ حتى الآن يا عبدالعزيز كما عرفك وقلبك وعقلك متعلق في هذه المهنة وفي هذا العمل الذي لم تجعل له منافساً وقد أثبت الجدارة وإتقان العمل وعرفه من عمل معك وعملت معه. ونلت الشهادة من هذا الاعتلاء وليس مني فقط بل بما تحصلت عليه من أعلى منصب في وكالة الأنباء السعودية كمدير عام للوكالة التي ولله الحمد حزت الرضى ألا وهو رضاء الدولة أعزها الله التي تقود هذا الكيان. لقد رافقتك في جولات لخدمة هذه المؤسسة ليس في مدينة الرياض فحسب بل في خدمة المشاعر المقدسة التي كنا نجوبها عرضاً وطولاً قبل الحج بأيام وإلى أن ينتهي موسم الحج، لم أذكر هذا للمديح ولكن لأوفيك بعض حقك مما قمت به من عمل طيلة مزاملتي ومرافقتي لك في هذا العمل وها أنت ترحل غفر الله لك ونبقى أنا وغيري ننتظر تلبية نداء الرب عز وجل الذي سبقتنا إليه، إن هذه إرادة الله في خلقه فالكل راحل عاجلاً أو آجلاً كما جاء في منزل كتابه:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ} صدق الله العظيم.
ويكفيني عزائي فيك أن أقول: {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وختاماً أعزي نفسي قبل وبعد في صديق فقدته وغالٍ على قلبي خسرته كما أعزي أبنائي وأحبائي من أسرته الكريمة، الحمد لله وشكره أولاً وقبل كل شيء على قضائه وقدره.