تمدنا الأخبار هذه الأيام عبر الصحافة والمنتديات ورسائل الجوال بإقامة مناسبات الزواج، وعندما نسمع ونطلع على خبر الزواج يدعونا ذلك إلى الفرح والسعادة، وأن نقدم التهنئة والدعاء للعروسين بالتوفيق والحياة السعيدة، وأن يبارك لهما ويبارك عليهما وأن يجمع بينهما بخير.. ولكن عندما أكمل قراءة الخبر أفاجأ بأن في نهاية الخبر أعمار العروسين (عشر سنوات للعروس والحادي عشر للعريس) فأجد في نفسي الحيرة؛ كيف لنا أن نصدق أن يفرح أهل وذوو هذين العريسين وهذه أعمارهما؟ وكيف نسعد ونحن نجمع بين رأسين لم يعرفا مصاعب الحياة ومتاعبها، ولا يدركان من أين تبدأ الحياة الزوجية إلا إن كانت أفكارهما تفوق أعمارهما، وهذه نسبة وتناسب واختلاف بين البشر من حيث الإدراك والمعرفة؟.. كنا نسمع ببعض هذه الأخبار في بعض الدول المجاورة، وعندما تناقشهم يقال لديهم عادات وتقاليد وليست هذه هي الحالة الأولى، ولكن نحن هنا سمعنا بخبر الزواج ولم نسمع بخبر الطلاق وإلى أين وصلت حياتهما الزوجية، وكيف هي حياتهما المالية والاجتماعية..
تطالعنا إحدى الصحف المحلية قبل عدة أيام (فتاة ذات عشر سنوات تطالب زوجها ذا الثلاثين عاماً بالطلاق).
قد يراود البعض أن الأحوال ميسرة، وأن والديهما والميسورين من العائلة لن يبخلوا عليهما بالجاه والمال والنصح.. ولكن أقول لهم إن الحال ليست كما كانت في السابق، وإن المساعي التي ستقدم لهم سيأتي اليوم الذي ستمل وتجف وتقف عن التقديم، وحينها تأتي المعاناة. عندما تنظر إلى أعينهما تجد البراءة والنظرة الطفولية، ونحن نسعى إلى البهرجة الإعلامية بأننا أقمنا الزواج لأصغر عريس وعروسة.
في رأيي الشخصي أتمنى وأناشد أن يكون لهيئة حقوق الإنسان تدخل يحمي أطفالنا من قرارات ذويهم غير المسؤولة وغير المنطقية، وإفهامهم أنهم مسؤولون أمام الله قبل كل شيء بما يفعلونه في أبنائهم الأبرياء غير المدركين.
binbakhayet@hotmail.com