طالب فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن يحيى عطيف بالاستعانة المباشرة بمشايخ القبائل وأعيان المحافظات والمراكز في كافة مناطق المملكة في الدلالة على الأوقاف المجهولة والعناية بها وحمايتها، وذلك لما للمشايخ والأعيان من الدور الفاعل والمؤثر.
وكان الدكتور عطيف قد تطرق في بحثه إلى أهم الضوابط التي يمكن من خلالها الانتفاع بالوقف وبين أن الوقف يعطي للموقوف عليه الحق في الانتفاع بالموقوف فقط، ولا يملّكه العين ولا منفعتها، كما أن هذا الانتفاع بالموقوف لابد أن يراعى فيه سلامة العين الموقوفة، فلا يجوز التعدي عليها، ولهذا لا يجوز وقف مالا يمكن الانتفاع به إلا بذهاب عينه، وشدد على أهمية الالتزام بشروط الواقفين فهي التي عليها مدار الانتفاع بالموقوف، حيث إنها شروط معتبرة من حيث الالتزام بها وعدم جواز مخالفتها، إلا إذا كانت المصلحة متحققة في مخالفة شروط الواقفين - كلها أو بعضها - فتجوز المخالفة حينئذٍ خشية على الوقف من تعطل منافعه. بعد ذلك تطرق عطيف إلى بعض صور الانتفاع وأوضح أن المساجد بيوت الله ولا يجوز استخدامها في غير ما خصصت له من العبادة وتعليم العلم النافع المباح، كما أشار إلى عدم جواز الانتفاع بفرش المسجد وأدواته في مصالح الأفراد الخاصة، ويجوز الانتفاع بها في مسجد آخر إن كانت فاضلة عن المسجد الذي وُقفت عليه.
وأشار أيضاً إلى عدم جواز الخروج بالمصحف من المسجد ولو بنية إعادته بعد القراءة فيه وإلى عدم جواز حمل الأكواب البلاستيكية التي وضعت في الحرم، إلى خارج الحرم وأكد على عدم جواز نقل الكتب الموقوفة أو إعارتها لأن ذلك يؤدي إلى عدم التمكن من الانتفاع بها.