موسكو - سعيد طانيوس
أثارت تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي اعتبر فيها أن الدور الأساسي في التسوية الشرق أوسطية يعود للولايات المتحدة وتقليله من أهمية مؤتمر موسكو الكثير من الامتعاض والاستغراب عند روسيا. وقالت وكالة (نوفوستي الرسمية) تعليقاً على ذلك أن الرئيس السوري كشف بذلك أوراق لعبه في الشرق الأوسط.
وأضافت الوكالة بقلم معلقها أندريه مورتازين قائلة: لقد شكك الرئيس الأسد في إمكانية عقد مؤتمر خاص بالشرق الأوسط في موسكو نظرا لعدم تحديد موعد وأبعاد ومضمون المؤتمر. وبما أن صحيفة تشرين السورية قد أعادت نشر نص المقابلة الصحفية التي ادلى بها الرئيس السوري لصحيفة الوطن القطرية فيعني ذلك أن تصريحات الرئيس الأسد هذه تمثل الموقف الرسمي لدمشق تجاه مؤتمر موسكو للسلام.
وتابعت (نوفوستي) تقول لأول مرة في تاريخ العلاقات السورية الروسية تحدث الأسد بصراحة عن موقفه تجاه روسيا كأحد أعضاء اللجنة الرباعية للتسوية في الشرق الأوسط إلى جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومما لا شك فيه أن الأسد لم يأت بأي شيء جديد بقدر إعلانه عن موقف سورية تجاه التسوية في الشرق الأوسط.
لقد تبنى الرئيس السوري هذه الإستراتيجية منذ فترة طويلة، ولكنه لم يتحدث عنها بشكل علني إلا الآن. وبكلمات أخرى نرى أن الأسد أصبح يراهن على الولايات المتحدة في قضية التسوية السورية - الإسرائيلية.
وهو محق في رأيه القائل ان روسيا ليست العازف الأول في جوقة الرباعي كما يقر بذلك الدبلوماسيون الروس. ولكن ذلك لا يعني أنه يمكن تجاهل دور روسيا في التسوية الشرق أوسطية.
واردفت الوكالة الروسية في حين أقدم الرئيس الأسد على الإفصاح عن رأيه في روسيا، فالسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: ما الذي تعول عليه دمشق؟ هل تعتقد دمشق أن واشنطن ستستقبلها بالأحضان؟ لا بد من القول ان احتمال مثل هذا اللقاء الحميم ممكن التحقق، ولكن ليس الآن بل بعد مرور فترة ما.. وذلك يتطلب من الرئيس الأسد أيضا التخلي عن بعض مبادئه السياسية أو تغييرها.
وقد تطالب الولايات المتحدة سورية بتقديم بعض التنازلات السياسية والاقتصادية، مثلا:
1- التخلي عن برنامج سورية النووي كما فعل القذافي في ليبيا. علما أن سورية تنفي وجود مثل هذا البرنامج لديها إلى حد الآن.
2- الكف عن التدخل في الشؤون اللبنانية، وخاصة دعم حزب الله في السر والعلن.
3- وضع رقابة شديدة على الحدود مع العراق لمنع تسلل الإرهابيين والمتطرفين الأجانب.
4- تبني نهج الانفتاح الاقتصادي كما فعل السادات في سبعينات القرن العشرين.
5- إجراء إصلاحات ليبرالية، ووقف احتكار حزب البعث للسلطة في سورية.
وربما ستظهر شروط أخرى جديدة لقبول سورية في صف حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.