بالرغم من أن قادة الأحزاب الشيعية العراقية -الذين تشكل أحزابهم الحكومية العراقية الحالية والتي قبلها- قد أنشؤوا أحزابهم في إيران برعاية وتمويل من قبل النظام الحالي، إلا أنهم سئموا التدخلات الإيرانية السافرة في الشأن العراقي، والتي باتت لا تحتمل حتى ممن كانوا يصفونهم بأنهم أرباء إيران -أي الذين تربوا في إيران سياسياً-، وكان وإلى حدٍ قريب حراس مصالحها، إلا أنهم عندما تعدت تلك المصالح المحظورات الشرعية والإنسانية، بدؤوا في إظهار تذمرهم، ثم أخذوا يعلنون وبكل وضوح خطورة ما تقوم به إيران في العراق، فقبل أيام قال مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي، إن (إيران وسوريا تصدران الموت إلى العراق!!).هذا القول لم يصدر عن شخص معادٍ لإيران بل من شخص كان وإلى وقت قريب وقريب جداً محسوباً على أصدقاء إيران.

أما السلطات العراقية وبالذات الأجهزة الأمنية التي يقودها حزبيون من حزب الثورة الإسلامية بزعامة الحكيم والدعوة حزب نوري المالكي -الحزبان المؤسسان في إيران- فقد كشفوا عن كميات ونوع الأسلحة الإيرانية التي ترسل إلى العراق وتسلم إلى المليشيات الطائفية التي تنفذ العمليات الإرهابية، فبحضور الفريق موحان الفريجي قائد العمليات العسكرية في البصرة، عرضت السلطات العراقية كميات كبيرة من الذخائر والمتفجرات المرسلة من إيران والمصنعة هناك والتي عثر عليها في البصرة لدى المليشيات الإجرامية التي اشتبكت معها القوات العراقية أخيراً، ومن هذه المتفجرات ألغام شديدة الخطورة، وقنابل مؤقتة وصواريخ ومدافع وأسلحة تستعمل من قبل الجيوش.

ويرى الناطق باسم التيار الصدري -وهو الفريق السياسي الذي يتبع له جيش المهدي الذي تشتبك مليشياته مع قوات الحكومة- أن إيران تقوم بلعبة مزدوجة، فهي تزود المليشيات بالأسلحة لقتال الحكومة المدعومة من أمريكا، وفي نفس الوقت تعمل إيران على تقاسم النفوذ مع الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، وقال: (إن إيران ومن وراء الكواليس اتفقت مع الولايات المتحدة على تقاسم النفوذ والموارد الاقتصادية في العراق).

وأضاف أن الدليل هو أنها لم تعترض حتى الآن على الاتفاقية طويلة الأمد بين الحكومية العراقية وأمريكا.

أما الأمريكيون، فيكشف المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة السفير خليل زادة، في مداخلة له أمام مجلس الأمن، (من أن الاشتباكات الأخيرة بين القوات العراقية والأمريكية من جهة وعناصر المليشيات في بغداد والبصرة تشير إلى وجود تأثير وتحركات إيرانية لزعزعة الاستقرار) العراق.

وأضاف: (أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني) يواصل تسليم وتدريب وتمويل مجموعات مسلحة غير شرعية في العراق.. وأن القسم الأكبر من سلاح المستخدم من قبل هذه المليشيات مصنوع في إيران ومرسل من إيران ويشمل مدافع هاون وصواريخ وعبوات ناسفة خارقة في إشارة إلى عبوات قادرة على اختراق تصفيح الآليات المدرعة الأمريكية.