Al Jazirah NewsPaper Wednesday  30/04/2008 G Issue 12998
الاربعاء 24 ربيع الثاني 1429   العدد  12998
لبنان.. خطوات نحو التعافي

الحراك اللبناني الأخير تغلب عليه نبرة التفاؤل، ويبدو أن موعد الثالث عشر من مايو لانتخاب رئيس للجمهورية يحظى باتفاق الجميع، وكذلك الحال مع الدعوة للحوار التي تسبق ذلك الاستحقاق، فالنقطة المركزية في الحوار تشمل أيضاً الوفاء بانتخاب رئيس للجمهورية حيث الإجماع على شخصية العماد ميشال سليمان.

والمهم هو الحفاظ على هذه الروح الوفاقية المسيطرة حالياً على تحركات قادة مختلف القوى على الساحة اللبنانية، ولعل الفترة الطويلة من الفراغ الرئاسي تكون بمثابة حافز لكل الأطراف لحث الخطى نحو استكمال مقومات الدولة، وإذا كانت مختلف القوى قد استطاعت ضبط الأمور وتفادي الانفلات الذي كان يمكن أن يحدث مع الحوادث المتفرقة بما فيها الاعتداءات المسلحة والاستجوابات خارج سلطة الدولة، فمن الأجدر بها أن تكون أكثر حرصاً على خوض حوار حقيقي يتصدى بكل تلك الروح الوفاقية لمتطلبات المرحلة المقبلة.

اللقاءات المرتقبة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري صاحب مبادرة الحوار مع زعيم الأغلبية سعد الحريري هي بادرة أخرى طيبة في ذات السياق التوافقي ويتوقع أن تتركز على ما يعرف بعناوين التسوية التي تندرج تحتها التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات، ويبدو أن هناك تفاهمات مشجعة على هذا الصعيد ، خصوصاً هذا التعاطي الإيجابي من قبل قوى 14 آذار مع دعوة بري للحوار، وكل ذلك يصب في صالح الجهود التي تستهدف الخروج من الأزمة السياسية التي استطالت.

هذه التحركات اللبنانية تحظى بمباركة عربية واسعة النطاق ويتمثل هذا الاهتمام العربي في جانبٍ منه في مبادرة الجامعة العربية التي لا تزال تشكل أساساً طيباً للحل، وسيكون من المناسب بل ومن المهم أن تحقق الأطراف اللبنانية المزيد من خطوات التقارب بحيث تتناغم تماماً مع مقتضيات المبادرة العربية، وعندها يمكن القول إن لبنان يسير قُدماً نحو مربع التعافي الكامل.

موجبات التعافي تهم في المقام الأول سلامة لبنان بالطبع وإعادة فاعلية العمل المشترك إلى كافة قواه وتكويناته السياسية، وإذا تحقق ذلك فإن تأثيرات التدخلات الخارجية ستتراجع طالما أن أهل البلد سدوا الثغرات التي كان يمكن للقوى الخارجية النفاذ منها، غير أن ذلك لا يعني بأي حال الانعتاق من سلبيات الخارج تماماً بقدر ما يعني عدم السماح لها بأن تكون المهيمنة وذات اليد الطولي في شأن هو داخلي في المقام الأول.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد